* ليست المشكلة الآن في تنفيذ عمال مستشفى الخرطوم لإضراب عن العمل يوم الخميس الماضي استمر لأربع ساعات مع الوعد القاطع بزيادة المدة في مقبل الأيام حال عدم صرف استحقاقاتهم المالية، ولكن المصيبة الكبرى أن الخبر الذي كنا نحسبه خطيراً وله ما بعده لم يجد موقعاً في الخطوط العريضة للصحف الصادرة أمس الأول الجمعة، فهل وصلنا لمرحلة متقدمة من المآسي والانتكاسات لدرجة أن تنفيذ عمال مستشفى الخرطوم التعليمي لإضراب استمر أربع ساعات لا يجده حظه في العناوين وموقعه في (المانشيتات) ..!! * سألت نفسي: هل الواقع الكارثي الذي تعمل فيه الصحف وما يحيط بها من أخبار قتل وانتحار وتشريد وتصريحات تصعيد ووعيد جعل إضراب (الأربع ساعات) بمستشفى الخرطوم لا يبلغ (نصاب الإبراز) في عناوين الصحف؟ فاليوم لا تزال فيه عشرون ساعة أخرى، و(من كانت عمليته الجراحية المستعجلة في الساعات المقررة للإضراب فعليه البحث عن مستشفي بديل، أو التمهل حتى انتهاء المدة المحددة فساعات اليوم لا تزال بخير)..! * إن كانت (الساعات الأربع) لم تبلغ سن (العنونة) بعد بالرغم من أن العاملين بمستشفى الخرطوم نفذوا إضرابهم في (ساعات ذروة) ما بين الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، فإن الإضراب (الرباعي الساعات) يكتسب خطورته في كونه شمل (أربعة أقسام مهمة) بنسبة 100% بداية بمجمع الجراحة الجديد ومجمع عمليات الشهيد السماني وصولاً إلى عمليات العظام وقسم الأشعة التشخيصية ..!! * المخيف في اعتصام الساعات الأربع أنه بدأ تدريجياً وتم الإعلان من قبل الهيئة النقابية للعاملين بالمستشفى عن استمراره، مع تأكيدات على إمكانية التصعيد إن لم يتم دفع استحقاقات العاملين الأصلية والمكتسبة بطرف وزارة الصحة، وإطلاق سراح بعض عضوية النقابة الذين احتجزتهم السلطات المعنية على خلفية المطالبة بحقوق العاملين . * يحسب للعاملين بمستشفى الخرطوم أنهم استمروا في العمل يوم الخميس في أقسام الحوادث والعنابر والمعامل وبنك الدم والعناية المكثفة في ساعات الإضراب لدواعٍ إنسانية، إلا أنهم للأسف قاموا بتأجيل عدد كبير من العمليات التي لا يقبل بعضها القسمة على التأجيل حتى انتهاء ساعات الإضراب دون النظر ب(عين الرحمة) لظروف المرضى الصحية، (وإن كان العمل استمر في بعض الأقسام لأسباب إنسانية كقناعة ومبدأ، فكان من المفترض أن يتواصل لذوات الدوافع في كل الأقسام الأخرى فالإنسانيات لا يتم تقسيمها لكيمان والمبادئ لا تتجزأ)!! * إن كانت الصحف لم تبرز إضراب العاملين بمستشفى الخرطوم فهذا ليس سبباً يمنع وزير الصحة بولاية الخرطوم د. مأمون حميدة من الإسراع في دفع كافة المستحقات المتأخرة، والسعي مع الأجهزة المختصة لإطلاق سراح المحتجزين وإخماد النيران ونزع فتيل أزمة إضراب العاملين ..! * أخيراً عزيزي مامون حميدة: تحويل قروش العاملين بالحقل الطبي من حوافز ومتأخرات أفضل من الدخول مع الصحف في شكاوى وصراعات وأسهل مليون مرة من تحويل مباني المستشفيات ..!! أنفاس متقطعة * لم أخرج بعد من غضبتي على ما يحدث بمستشفى الخرطوم، فإذا بالزميل خضر مسعود ب(اليوم التالي) يصدمنا بخبر تقديم الأطباء والاختصاصيين العاملين في ولاية جنوب كردفان لاستقالات جماعية لوزارة الصحة بالولاية احتجاجاً على مماطلة الوزارة في دفع حوافزهم التي أقرها المجلس التشريعي و(الوالي ذات نفسه) ..!! * دفع الأطباء في جنوب كردفان باستقالاتهم بعد انتهاء مهلة تهديدهم للوزارة البالغة ثلاثة أيام.. توقفت الخدمة الصحية بالولاية الآن ولا أحد يرغب في التوقف عند هذا الأمر . * ليس مهماً أن تتوقف الخدمات الصحية، فالبلد مشغولة بما هو أكبر من هذه القضايا (الانصرافية (!!!. نفس أخير * الكارثة لم تعد في إعلان إضراب عمال المستشفيات، بل في أن خبر تنفيذ الإضراب لم يعد من (المانشيتات) ..!! ضد التيار - صحيفة اليوم التالي