فى مستشفى الخرطوم بدأ يوم امس يمضي في شكله المعتاد على الرغم من دعاوى الاضراب التى اعلنها نواب الاختصاصيين لكل الاطباء ففى عنابر مستشفى الخرطوم ومستشفى الشعب كان الامر يسير بشكله الروتيني دون ان يبين بان هنالك اضراباً وفى داخل عنبر امراض القلب بمستشفى الشعب بحثت الصحافة عن آثار الاضراب فوجدنا عدداً من الاختصاصيين قد اكملوا مرورهم على العنبر فيما انشغلت مجموعة من الممرضين بمتابعة حالات المرضى. وقد سألت احد المشرفين على العنبر عن آثار الاضراب فقالوا لم نحس بان هنالك اضراباً فكل الاختصائيين الآن موجودون ويتابعون حالاتهم كذلك مساعدوهم من نواب الاختصاصيين فكل اخصائى يتابع عدداً من الحالات داخل العنبر لهذا لم نشعر بوجود اضراب .وهكذا كانت الحالة فى بقية عنابر المستشفى ولم يكن هنالك اثر للاضراب المعلن وبسؤالنا لاحدى الطبيبات قالت ان الاختصاصيين يعملون بشكل جيد ولم يتغيب منهم احد وان هناك مجموعة كبيرة من الاطباء العموميين استعانت بهم المستشفى وهم يمارسون عملهم بدلا من نواب الاختصاصيين . وفى مجمع عمليات مستشفى الخرطوم التعليمى كانت العمليات تمضى بشكل طبيعى ولم تلحظ الصحافة اي تكدس للمرضى امام غرف العمليات ولم يشكُ احد من مرافقى المرضى عن تأخر او الغاء للعمليات. ومن داخل قسم التخدير بدت الامور تسير بصورة هادئة اكدها بعض اطباء القسم بان العمل يجرى بصورة طبيعية وهنالك التقينا برئيس قسم التخدير وكبير استشارى التخدير فى السودان دكتور مهدى عبدالله كرمت والذى قال بان كل العمليات تسير على اكمل وجه وانه لم تتأجل او تتأخرعملية اى مريض بسبب الاضراب واوضح انه فى قسم التخدير العمل يقوم اساسا على الاختصاصيين وفني التخدير اما فى قسم الحوادث هنالك اخصائى تخدير ثابت وآخر للاحتياط فى حالات الاستدعاء، واكد انه فى كل المستشفى لم يتوقف فنى تخدير عن العمل لاضراب وان القسم يعمل حاليا فى العمليات الطارئة المستعجلة والعمليات الباردة ولم يتأثر القسم بالاضراب . كما لم يتوقف العمل في حوادث العظام والباطنية . فيما شهد مجمع الاصابات والطوارئ بمستشفى الخرطوم حالة تكدس عزاها المواطنون الذين استطلعتهم (الصحافة) الى نقص الاطباء وانقطاع الامداد الكهربائي فيما اشتكى المرضى بعنبر العظام من عدم مرور الاطباء في الوقت الذي باشرت فيه وحدة دكتور محمود البدري الاشراف على العمليات بالقسم بواسطة 3 نواب وطبيبي امتياز فيما فكت زيارة وزيرة الصحة دكتورة تابيتا بطرس الخناق على مجمع الولادة والعمليات القيصرية الذي امتنع اطباؤه من اجراء العمليات. واشتكى المواطن ابراهيم عمر بصالة الطوارئ من طول حالة الانتظار وقال حضرت منذ الثامنة والنصف صباحا وحتى الظهيرة لم احظَ بمقابلة الطبيب فيما عزت سوسن ابراهيم تكدس المرضى لتأخير استقبال الحالات وعدم وجود اطباء بعدد كافٍ يغطي كثافة المرضى الموجودين بجانب تذبذب التيار الكهربائي الذي اكدت انقطاعه لاكثر من خمس مرات طوال فترة انتظارها والتي امتدت لاكثر من اربع ساعات . وخلال جولة (الصحافة) بعنبر العظام اكد المريض حسن منصور عبد العزيز تأثره من الاضراب وقال منصور الذي تعرض لحادث كسر ان الطبيبة العمومية التي حضرت صباحا ابلغته بنبأ الاضراب مؤكدا عدم مرور اي طبيب منذ الفترة الصباحية وحتى فترة زيارتنا للعنبرخلال فترة الظهيرة.فيما اكد المريض قرنق جون عدم حضور الاطباء الى معاينته منذ ثلاثة ايام قبل ان ينفي صلة ذلك بالاضراب مشيرا الى عدم وجود جدول محدد لمرور الاطباء. غير ان وحدة الدكتور محمود البدري بقسم العظام باشرت العمليات الجراحية بواسطة 3 نواب وطبيبي امتياز وتمكنوا من اجراء 5 عمليات من جملة تسعٍ حسب دكتورة مها محمد شمت التي اكدت رفض الوحدة لمسلك الاضراب على اعتبار ان العمليات تعد واحدة من حالات الطوارئ مشيرة الى انهم لم ينضموا للاضراب لعدم احداث فراغ يؤثر في الخدمة المقدمة للمواطنين. وفي مجمع الولادة والعمليات القيصرية فوفقا لذوي المرضى الذين اشتكوا من طول الانتظار قالت رجاء عبد القادر المرافقة لاختها ان زيارة وزيرة الصحة دكتورة تابيتا بطرس انقذت الموقف بمجمع الولادة بعد رفض الاخصائي ونائبه لاجراء العمليات حتى تتطور الى حالة طارئة وتابعت رجاء قائلة بان اختها لم تتمكن من دخول غرفة العمليات الا بعد حضور الوزيرة مشيرة الى ان مغادرة عدد من المريضات بعد رفض الاخصائي. وفي مكتب المديرالعام لمستشفى الخرطوم التقينا بالدكتور عبدالله عبدالكريم والذي اكد ان اضراب نواب الاختصاصيين لم يؤثر على مجريات العمل بالمستشفى وان هناك 70 طبيباً عمومياً يعملون فى اقسام مختلفة فى المستشفى ( الباطنية والجراحة والعظام بالاضافة الى الحالات الباردة )، مبينا ان دور نواب الاختصاصيين يقتصر على استلام المرضى بعد المعاينة الاولية وان الوحدة بها اخصائيون ونائبان وطبيب امتياز و ان العمل فى غرف العمليات يسير بنسبة 100% حتى الآن ويمكن ان يختلف الامر اذا استمر الاضراب فالنواب بحسب اعلانهم سيعملون فى اقسام الطوارىء فقط وان هنالك اتفاقاً مع الاخصائيين والاستشاريين بان تتم تغطية العمل بالمستشفى حتى السادسة مساء على ان تتم التغطية المسائية بالاختصاصيين و ان وحدة واحدة فقط ابلغت بان اطباء الامتياز لم يداوموا دون تحديد اسباب. وفي مستشفى امدرمان يرى طبيب الإمتياز محمود هاشم أبوبكر أن هنالك إستحقاقات حقيقية ومشروعة للأطباء ككل لكنه لديه تحفظ على الطريقة التى يتم التعامل بها مع هذه المطالب وهي الضغط المستمر والتصعيد السريع للمسألة هذا في ظل أنه ليس هنالك سقف واضح للمطالب ويذهب إلى ان لجنة النواب أخذت مشروعيتها من واقع إستجابة الوزارة لضغوطاتها مما جعلهم يتعاملون معها كأطباء لتحقيق مطالبهم ويشير إلى أنه رغم تعامل الوزارة مع هذه اللجنة الا أنه لاسقف لمطالبهم وانه رغم مساندته لهم في السابق الا انه توقف لاعتقادة بان هنالك أيدٍ تحرك هذا العمل لغير صالح الأطباء والمهنة. وفي وحدة مستر أحمد الميرغني بمستشفى امدرمان التقينا بالدكتور محمد كمال بولاد وسألناه عن الحالة التى كانت تدهورت وتم إنقاذها بإجراء عملية يقول دكتور محمد : المريض يدعى يحي إبراهيم محمود يبلغ من العمر 27 سنة حدث له إلتواء في المصران مما ادى الى حدوث إنتفاخ في البطن ودخول المريض في حالة حرجة إستدعت إجراء عملية له وبالفعل تمت بنجاح والمريض يتمتع بصحة جيدة ويعلق دكتور محمد قائلاً : تدهورت حالة المريض في وقت « مناوبتي « على الوحدة فإذا كنت ضمن المضربين فقطعاً هذا المريض كان معرضاً للخطر وعن موقفه من الإضراب العام الذي أعلن قال إنه خارج عن الإضراب منذ وقت بعيد واليوم قام بإجراء عمليتين وأتفق دكتور محمد مع دكتور محمود في عدم وجود مبرر لإعتصام الأطباء عن العمل في الوقت الذي أوفت فيه الوزارة بأكثر من 90 % من مستحقاتهم ويشير إلى أنه تبقى إلتزام واحد وهو الخاص بمرتبات « 6 أشهر » ويرى فيما يخص زيادة الرواتب بان هنالك ممثلين للنواب في اللجنة التى كونها وزير الدولة بالصحة لبحث الأمر مع المجلس الأعلى للاجور وانه حتى الآن هنالك مكاسب كبيرة تحصل عليها الأطباء إقتضت حل لجنة النواب والجهة التى تواصل الإضراب حالياً هي لجنة الإضراب وهذه اللجنة كما قال معزولة عن القواعد وتعمل بدون مشاورتهم فحديثهم الآن عن إصدار قرار بزيادة المرتبات غير منطقي فهو لايحدث بين يوم وليله وما يمكن ان نشهد عليه الحل النسبي لقضايانا في ظل تعاون وزارة الصحة يضاف لذلك ان حل مشاكل النواب ادى إلى حل مشاكل المستشفيات واكد مدير مستشفى أم درمان التعليمي بالإنابة دكتور احمد على عدم تأثر مستشفاه بتغيب بعض الأطباء عن العمل ولم يتأثر أى مواطن من ذلك وان العمليات منتظمة حسب الجدول الموضوع. من ناحية اخرى أمن أحمد على إلتزام مستشفاه بما إلتزمت به وزارة الصحة في مايخص الحوافز بالبدء فيها من الشهر الجاري نسبة 25 % على أن تزيد في شهر أبريل بنسبة 50 % لكل الكادر الموجود بالمستشفى فيما يخص تأخير بعض العمليات اليوم خاصة في قسم الاطفال وقال إن التأخير لاعلاقة له بالإضراب مشيراً إلى أنه يرتبط بصحة المرضى أنفسهم ومدى قابليتهم لإجراء هذه العمليات . وفي تلك الاثناء كانت مستشفى أم درمان على موعد مع زيارة تفقدية لوفد وزارة الصحة على رأسه وزيرة الصحة الدكتورة تابيتا بطرس ووكيل الوزارة دكتور كمال عبدالقادر وآخرين بعد جولة في مستشفى بحري والخرطوم. و قامت بجولة في كل الأقسام بدءً بالحوادث مروراً بعنابر الباطنية وإنتهاء بعنابر الجراحة وقفت من خلال المسئولين بتلك الأقسام على سير العمل. قال وكيل الوزارة دكتور كمال عبد القادر في سؤال للصحافة عن مصير المتغيبين بأن لكل حادث حديث فيما قالت وزيرة الصحة بعد فراغها من جولتها للصحافيين على وفرة الكوادر الصحية بالمستشفى مشيرة إلى أن المرضى يتلقون العلاج اللازم من خلال المنافذ المعروفة واكدت إلتزام وزارتها بأن يجد المواطن العلاج والرعاية اللازمة وكل مايحتاجه من خدمة علاجية حسب ماهو مخطط له وعدم وجود أية مشاكل تعترض سير العمل ،بل قالت إن هنالك وفرةً في الكوادر يتم إستدعاؤها حسب الحاجة .
