احتفلنا أمس هنا (بصندوق البريد).. الخدمة البريدية التاريخية التي تخلصنا منها على حين ثورة انفعالية.. وظننا أننا بهذا قد ركبنا خيل العولمة وامتلكنا ناصية والتكنولوجيا.. وبالأحرى قد ركبنا البحر السواحله السماء كما عبدالقادر الكتيابي في رائعته: ليسو سواء الذي أسرج شرعتها من الماء المقدس والذي يرصد شمعتها بأنفاس المسدس ليسوا سواء وكان صدر الظل مختجا على جبهة ماء لست أدري أيهما أقبل لكنا ركبنا عرضة البحر السواحله السماء ليسو سواء نحن من أنشأنا ذات لحظة عجز مصلحة بحالها تحت لافتة (التخلص من المؤسسات) الخاسرة.. وكنا بالأحرى نتخلص من أخيلتنا ونرسل عقولنا في إجازة مفتوحة ونذبح من الوريد إلى الوريد بعض مؤسساتنا الوطنية.. مؤسسة البريد والبرق نموذجا.. ونحن في السياق بصدد تحريض القوم.. قوم الشيخ الخضر.. ﻹعادة التفكير والنظر في أحياء خدمة صندوق البريد وفق رؤية الأخ عمر قرين.. والذي اكتشف أن دولة مثل الإمارات العربية تلزم كل أصحاب العمل بأن يبدأون خطوات عملهم باقتناء صندوق بريد.. وبحسابات بسيطة وجدنا أن رسوم افتتاح خدمة صندوق البريد وإيجاره السنوي ودمغه توفر للدولة مليارات بأكملها من العملات.. وفي المقابل تفتح عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب فضلا عن تمويل المؤسسات الوطنية التي خسرناها بليل الأسى ومر الذكريات و.. و.. * وعلى غرار صندوق البريد تنهض (الدائرة العقارية) بذات فعاليات أطروحة صندوق البريد.. فهذه الدائرة هي الجهة التي يمكن أن تعطيك خلو طرف من رسم العوائد.. وفي المقابل هي تمنحك شهادة بأنك تمتلك موقعا في عقار مسجل ومطابق لكل المواصفات و.. و.. وبدا أن الهدف الاستراتيجي من إعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية حتى يكون لأهل البلد نصيب في الأنشطة التجارية.. ولاسيما التي تضطلع بها الشركات الأجنبية فضلا عن المحلية .. غير أن الأمر مختلف تماماً في بلاد النيل والشمس والصحراء.. فالمصارف الأجنبية هنا غير مطالبة بمثل هذه الإجراءات كما لا يشترط عليها أن تشتري مستلزماتها من السوق المحلي. وفي نهاية المطاف تأخذ كل عملاتنا الصعبة على شحها وتخرج بها.. فبعد خراب سوبا اكتشفنا أن هذه المصارف قد أرهقت اقتصادنا المرهق أصلا بمضارباتها في السيارات والعقارات !! تحتاج حكومة ولاية الخرطوم الاستفادة من هذه الأفكار على الأقل لتبقى على ما بقى من مؤسسات وطنية.. ثم لتنظر في إمكانية إعادة إنتاج بعض التي فقدناها وذلك بقليل من الجهد المادي وبكثير من استخدام الخيال و.. و.. أخي عمر طالما نحن في مضارب العالياب دعنا نخرج بشيء من أدبيات الطيب ود ضحوية: إن أداك وكتر ما بقول أديت الأسد الموشح كلو بابسوميت أب رسوة البكر حجر شراب سيتيت كاتال في الخلا عقبالا كريم في البيت أبشر الماحي الصائم ملاذات آمنه - صحيفة اليوم التالي [email protected]
