للفشل في حياة كل إنسان أوجه متعددة تقوده نحو ما يريد فهنالك من يلازمهم طوال حياتهم دون محاولة تكرار التجربة لتحقيق النجاح الذي لا يأتي إلا من خلال الأفكار خاصة وأن الفشل في مفهومي أنه هو بداية النجاح لكل إنسان خاض التجربة التي قطعاً ستصقله بالتصويب للأخطاء التي يقع فيها ما بين الفينة والأخرى لذا تجدني دائماً ما أقف متأملاً في مقولة ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني السابق : ( النجاح يعني قدرة الإنسان علي الإنتقال من فشل إلي فشل دون أن يفقد حماسه في تحقيق النجاح) وما ذهب إليه رئيس الوزراء يؤكد أن الفشل يسبق النجاح ولكن هذا لا يعني الاستكانة للفشل مهما كانت الدوافع والاسباب المؤدية له فمن المهم أن تضع النجاح نصب عينيك مع الإيمان القاطع أن الفشل في كلتا الحالات وارد خاصة وأنه يحدث في أي لحظة طالما أن الإنسان يسعي إلي التغيير في حياته من وإلي فكل منا تذوق طعم الفشل إلا أنه يعلم كيف يتذوق طعم النجاح بعد الفشل الذي يستشعر العقل للتفكير. وما تطرقت له يؤكد تأكيداً جازماً أن الإنسان الذي يفشل ليس إنساناً فاقداً للذكاء والعقل فالعقل يفكر به الإنسان لاحداث تحول من حالة إلي حالة أخري تكون افضل وربما ذلك الفهم يندرج في إطار قناعتي التامة بأن أي إنسان يمتلك قدراً من الذكاء إذا وظفه بالشكل الصحيح فإنه سيحقق النجاح بلا شك إلا أن هنالك بعضاً من الناس يقفون في محطة الفشل ولا يبرحونها قيد أنمله. وعليه نجد أن الكثير من الفاشلون في الحياة لا يتجاوزون الإخفاقات الأمر الذي يحدو بهم للاستسلام وعدم تكرار التجربة خوفاً من الفشل رغماً عن أنهم قد يكونون قريبين من النجاح والنجاح يتطلب منهم بعضاً من الصبر والإصرار لتحقيقه .. ولكن الفاشلون لا يفكرون في الواقع بالصورة المثلي فتصبح حياتهم حزينة ومنحازة للمشاعر السالبة الشيء الذي يضعهم في حيز ضيق من التفكير فلا يفرقون بين محاسبة النفس والوقوع في الخطأ الذي هو قابل للتدارك لذا هنالك ثمة أسباب تقودهم جزئياً أوكلياً إلي تأنيب النفس وتحميلها فوق طاقتها كلما حالفهم الفشل لأنهم لم يستفيدوا من التجارب والخبرات التي عاشوها خاصة وأن الحياة تعتبر مجموعة من التجارب فيها الفاشلة والناجحة ولعل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم قال : ( ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺨﻮﺍﺗﻴﻤﻬﺎ). أما تعريف الفاشلون فهم من يركنون للإخفاق والتراخي والكسل والنكوص واليأس والتشاؤم وإلي آخره من الصفات التي لا تدعهم يفكرون في الاتجاه الصحيح لتصحيح الأخطاء وهم دائماً يبحثون عن المبررات الواهية للفشل الذريع الذي يعيشون في ظله كما أنهم يتحدثون عن غيرهم وبالتالي النظرة لهم تكون نظرة سخط لعدم بحثهم عن الحلول وعدم تفكيرهم بخيال خصب يدعهم ينحازون للنجاح دون أن يجتروا الماضي بترديد ما يردده الآخرين الذي ليس لهم سوي الحديث عن التجارب الناجحة التي لن تضيف لهم جديداً يخرجهم من مربع الحسد والحقد علي الناجحين والتقليل من نجاحاتهم بإطلاق الإحكام الانطباعية لما هو مطروح من إبداع وعليه يضيعون وقتهم بالانشغال بالآخرين موجهين لهم النقد بألفاظ ركيكة معتقدين أنها يمكن أن تبعدهم عن شبح الفشل الذي يلازمهم وعليه تجدهم يثبطون همم من هم انجح منهم لكي لا يتقدموا في حياتهم ويشاركوهم فشلهم وقوقعتهم علي أنفسهم. والفاشل دائماً ما تجده منقلقاً علي مجتمع صغير يتكون من بعض الفاشلين الذين لا يحبون الخير للآخرين ويعمدون إلي أن يفشلوا مثلهم لاعتقادهم أنهم هم الاحق بنجاحاتهم مع العلم أن الفاشلون يتصفون بصفات كالسرعة في اتخاذ القرار والإنغماس في روح الهزيمة والاستسلام.