على طول طرق المرور السريع شمالاً وجنوباً يضع أهالي القرى الحواجز والمتاريس ويجبرون سائقي السيارات على التوقف.. لتناول الإفطار هذا المشهد الرائع الذي يبهر ود البلد قبل الأجنبي تأكيد حقيقي لأصالة وكرم وسماحة وروعة هذا البلد الطيب والطيبون أهله.. وفعلاً تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي..! المحللون النفسيون في الدنيا كلها لو اجتمعوا ليحللوا كيف ولماذا انضم زيد وعبيد للكاردينال أو فلان وعسقلان للأرباب لفشلوا.. فناس »زعيط« كان رأيهم في الكاردينال حاد جداً وناس »معيط« كان رأيهم في الأرباب »لا يقال« والمضحك والمبكي ان »ديل وديك« اصبحوا حلفاء للأرباب والكاردينال ولا علينا بما كان وفي اطار ما سيكون فالأمر المتوقع ان مجلس الهلال القادم يحمل بذرة فنائه في جوفه بسبب عدم التناسق والانسجام و«ربنا يكضب الشينة«..! حتى لا ينخدع الاهلة البسطاء في البرامج المقدمة فما جاء في هذه البرامج الطموحة والتي تحمل اشواق واحلام الأهلة عبر السنين اقول حتى لوتوفر لبعض هذه البرامج المال للتنفيذ.. فالتنفيذ يحتاج لسنين وسنين هي اكبر من دورتين للمجلس.. وكم تمنيت ان تنفذ هذه البرامج عبر خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد ولكن »نقول لمين«..! بالمناسبة اجريت في ثمانينات القرن الماضي بطيبة الذكر صحيفة نجوم الرياضة استطلاعاً باختيار عشوائي وسط جمهور الهلال مطالباً المستطلع معه بذكر اسماء جميع لاعبي الهلال وكان كشف الفريق يضم وقتها «35» لاعباً.. كما طالبتهم بذكر اعضاء مجلس الادارة الذي كان يضم خمسة عشر عضواً.. فنجح «47» من عدد «50» من المستطلعين في ذكر اسماء اللاعبين بنسبة مية بالمية وفقط نجح «21» مستطلعاً من «50» من تسمية جميع اعضاء مجلس الادارة ولا تعليق..! أصحاب الرأي لماذا لا يحترمون الرأي الآخر.. ولماذا يريدون ان يسيروا كل شخص على مزاجهم وهواهم الخاص.. أو ليس من حق كل هلالي ان يذهب أو يترشح أو يرشح اي من قائمتي الارباب أو الكاردينال.. أو ليس من حق كل هلالي ان يعبر عن رأيه دون ان يرفع آخر العصا فوق رأسه.. وللحقيقة فما تم من الاجراءات الأولية لعمومية الهلال ورتنا العجب والافطار نهاراً جهاراً بفاحش القول في رمضان..! اللاعبون بعيدون عن صراع الانتخابات.. تصريح مسؤول جداً من مسؤول الكرة بالهلال المهندس عاطف النور فتاريخياً عرف الهلال كدولة.. مجلس الادارة حكومتها وشعبها شعبه.. وجيشها هو الفريق وتاريخياً ظل الفريق واعضاؤه بعيدين كل البعد عن الانتخابات ومؤثراتها والمهم هنا ان تبقى تقاليد الهلال وموروثاته محفوظة وأن ينأى اللاعبون عن ما يدور ويلتزموا بتدريباتهم ومواظبتهم وفي الحتة دي »قدامى اللاعبين كفاية«..! صندوق الانتخابات هو اعدل ما صنع الانسان والمتحضرون هم الذين يحتكمون الى صندوق الاقتراع وينهون بعد فتحه كل ما دار قبل الوصول اليه.. ومما يمارس الآن اعلامياً سيبقى مرارات ما بعدها مرارات في نفوس الذين لم يحالفهم التوفيق مقابل »بطران« ما بعده بطران في نفوس الفائزين.. فهلا عدلت الأقلام الزرقاء خطها الكتابي حتى تجنب الأزرق مهالك ما بعد الانتخابات؟ نعشم..! »الليلة اذكرتوني من وين« عمل صحفي رائع وانساني.. ولمسة وفاء يقدمها الزميل المتطور جداً عصام طمل عبر صحيفة قوون الغراء مع قدامى اللاعبين قدم فيها لاعب المريخ منصور سبت الذي يعمل حالياً عامل يومية ومع لاعب الهلال برشم الذي يعمل بعربة »الكشة« ومنصور وبرشم كلاهما لاعب كان ملء السمع والبصر هتفت له جماهير ناديه »وفي آخر عمره انتهى الى هذه النهاية المحزنة مقهوراً مغموراً محتاجاً.. واحسب ان امر قدامى اللاعبين يحتاج الى وقفة ان كان هناك من يسمعني من المسؤولين الاتحاديين والولائيين وقبلها الاتحادات وادارات الاندية والله المستعان.. تقديم الطعن في الارباب أسهل من شرب كوب »حلو مر« وتقديم الطعن في الكاردينال اسهل من شرب كوب برتقال.. وما نتمناه ألا يطعن أي طرف في الطرف الآخر لا خوفاً من تقليب المواجع المطعون فيه أم مناصريه ولكن لأن الهلال المطعون اصلاً برجال »لا يودوا ولا بجيبوا« من القائمتين.. ما ناقص طعون.. و«الفيهو مكفيهو«..! صحيفة الإنتباهة