هيمنت أزمة تهجير مسيحي الموصل (شمالي العراق) على صلاة مجلس كنائس مصر، مساء يوم الخميس، بالكاتدرائية القبطية (أكبر تجمع تعبدي للمسحييين بمصر) بالعباسية شرقي القاهرة، حسب مراسل الاناضول أمسية الصلاة التي شملت أدعية وترانيم مسيحية وكلمات كنسية، دعا لها مجلس كنائس مصر، الذي يمثل طوائف مسيحية 5 في مصر (الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية، والروم الأرثوذكس، والكنيسة الأسقفية) للسلام في الشرق الأوسط. الأمين العام لمجلس كنائس مصر، القس بيشوي حلمي، قال خلال كلمته الافتتاحية: "نجتمع من أجل سلام وطننا الغالي مصر، ومسيحي العراق والشعب الفلسطيني المناضل والشعوب الشقيقة سوريا ولبنان وليبيا". وتابع حلمي، "مصر تصرخ وشهداء سقطوا منذ ايام في حادثة مفجعة، ومسيحو الموصل بالعراق تم طردهم من هذه البلد، وتم تدمير 30 كنيسة بطريقة لم تحدث في تاريخ النشأة المسيحية في الموصل، التي صارت اليوم بلا مسيحي واحد". وأضاف "ما يحدث في الموصل خسارة للعراق نفسها ودليل وشاهد على غياب روح المواطنة". وفي سياق الحديث عن الحرب الإسرائيلية على غزة، قال حلمي "نجتمع وهناك سفك دماء للفلسطنيين على يد الإسرائيليين، ونجتمع وسوريا ولبنان في عدم استقرار سياسي، وليبيا تمزقها الحروب". وبشمعة ولافتة تحمل "قلوبنا معكم نتألم لأجلكم "، وقفت سيدة مسيحية وسط مئات من الأقباط يأدون دعوات وراء القس بيشوي حلمي وآخرين، من أجل أن يعم السلام لمسيحي العراق وأوطان الشرق الاوسط . بدوره، أدان صفوت البياضي رئيس الكنيسة الانجيلية بمصر، ما أسماه " فعل قوى الشر من مذابح وتهجير في مناظر لا يرتكبها الوحوش". وتابع قائلا، "إحدى سيدات المواصل المهجرة، قالت كنا نعلمهم في المدارس ونعالجهم في المشافي، وفجأة نسوا كل هذه المجهودات وتحولوا إلى وحوش". وأشار إلى أن "الصلوات التي تؤدى في الكنيسة، هي حرص أن ترفع الغشاوة عمن يرتكب هذه الأعمال في الموصل". فيما، اعتبر منير حنا، رئيس الكنيسة الاسقفية، "صلاة السلام التي تجتمع فيها الطوائف المسيحية بمصر، أهم الانشطة التي تواجه الأزمة في غزةوالعراق ومصر وسوريا". وتخلل كلمات رموز الكنائس المصرية، ترانيم مسيحية تدعو إلى اللجوء إلى الله في المرض والظلم والحزن، ورددها الحاضرون. وأصدر تنظيم "الدولة الاسلامية"، مطلع الأسبوع الجاري، قراراً يضع خيارات أمام مسيحيي الموصل تتضمن إحداها مغادرة المدينة التي وقعت بقبضة التنظيم والفصائل المتحالفة معه في العاشر من يونيو/حزيران الماضي. وأمهلت "الدولة الإسلامية" في الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم في العراق، الجمعة الماضية، المسيحيين المتواجدين في المدينة مهلة 24 ساعة، انتهت ظهر السبت الماضي، دعاهم فيها الى الاختيار بين اعتناق الإسلام أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو مغادرة المدينة دون ممتلكاتهم باعتبارها "غنائم". ولاقت تلك الخطوة التي اتخذتها "الدولة الإسلامية" إدانات دولية ومحلية واسعة من منظمات وشخصيات وأحزاب وأطراف سياسية، وهي المرة الأولى في تاريخ العراق التي يتمّ فيها إفراغ المسيحيين من مدينة الموصل.