افتتح جراح القلب المصري العالمي، مجدى يعقوب، ومحمد إدريس سفير مصر لدى إثيوبيا، وحدة لجراحات القلب في مستشفى بلاك ليون بأديس أبابا، في خطوه اعتبرها خبير في الشؤون الإفريقية مقدمة لعلاج أزمة سد النهضة باستخدام "القوة الناعمة". وقال بيان صادر عن الخارجية المصرية يوم السبت الماضي، وصل مراسل الأناضول نسخة منه، إن الوحدة التي تم افتتاحها، أمس، تم تجهيزها بالتنسيق والتعاون مع جراح القلب المصري العالمي مجدى يعقوب، وبتمويل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية. وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، قال بدر عبد العاطي المتحدث باسم الخارجية، إن هذا المشروع هو بادرة عمل الوكالة المصرية التي أعلن الرئيس (عبد الفتاح السيسي) عن افتتاحها خلال كلمته بالقمة الإفريقية الأخيرة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في 26 يونيو / حزيران الماضي. وبدأت الوكالة عملها أول يوليو/تموز الجاري وتتولى مهمة إعداد وتأهيل الكوادر الإفريقية وتدعيم مبادرات جديدة لتنفيذ مشروعات تنموية رائدة في القارة، بحسب بيان سابق صادر عن الخارجية المصرية. وأضاف عبدالعاطي أن هذا المشروع يدخل ضمن توجه الوزارة لتنويع علاقتها بالأشقاء في القارة الإفريقية لتشمل مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والتعاون الفني. من جانبه، وصف خالد حنفي، الباحث في الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (مملوك للدولة)، هذه الخطوة ب "البادرة الطيبة" لاستغلال قوة مصر الناعمة، متمثلة في خدمات صحية وتعليمية يمكن أن تقدمها لإثيوبيا. وأشار حنفي إإلى أن مصر "أهملت" أفريقيا في علاقاتها الخارجية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما انعكس على حجم المساعدات التي كان يقدمها الصندوق الإفريقي للتعاون الفني، لإفريقيا بشكل عام وإثيوبيا بشكل خاص. وقال: " إثيوبيا من البلاد التي تعاني مشاكل صحية، ومن ثم فإن المساعدة من خلال مشروع مركز القلب يمكن أن تكون مفيدة، ولكن يجب أن يتبعها خطوات أخرى تراعي مزيد من الاحتياجات الإثيوبية مثل خدمات في مجال التعليم والانشاءات". واعتبر حنفي أنه من المهم دراسة احتياجات الدول الأفريقية وتقديم المساعدات وفقا لهذه الاحتياجات، كما فعلت مصر من قبل في منطقة دارفور، عندما درست احتياجات المنطقة وساهمت في شق آبار المياه هناك. القاهرة / حازم بدر/ الأناضول - وشهدت العلاقات المصرية الإثيوبية خلال الأعوام الأخيرة توترا بسبب اعتزام إثيوبيا بناء "سد النهضة"، حيث يوجد قلق لدى خبراء مصريين بخصوص تأثيره على تدفق مياه النيل وحصة مصر منها، وخلال حملته الانتخابية للرئاسة أبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استعداده للسفر إلى إثيوبيا إذا كان ذلك مفيدا في حل الأزمة. "وسد النهضة" المائي لا يزال قيد البناء ويقع على النيل الأزرق بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و 40 كيلومترا، وهو واحد من ثلاثة سدود تُشيد لغرض توليد الطاقة الكهرمائية.