اكد المجلس الطبي السوداني انه بصدد اجراء تحقيق حول موضوع الطفل محمد المصطفى (11) عاما والذي توفي بسبب تعذر الحصول له على اوكسجين بعد رفض اربع مستشفيات استقبال حالته بحجة عدم وجود سرير، في حين نفت ادارة اثنين من المستشفيات المعنية ان يكون الطفل المذكور قد وصل الى قسم حوادثها او تم تسجيل اسمه على الكمبيوتر الخاص بذلك، كما كشفت جولة ميدانية ل(السوداني ) عن حالة مزرية يعانيها مستشفى الذرة بالخرطوم الذي كان يرقد به الطفل المتوفي متمثلة في عدم وجود غرفة للعناية المكثفة وعيادة حوادث لاستقبال الاطفال بجانب النقص في عدد الاسرة الذي يمنع استقبال العديد من الحالات الحرجة ويتم ارسالها الى المستشفيات الاخرى. الوزير لايعلم واكد رئيس المجلس الطبي السوداني المستشار البروفيسر الزين كرار ان المجلس بصدد التحقيق في قضية الطفل محمد المصطفى اذا ما توفرت له المعلومات المطلوبة واسماء المستشفيات التي رفضت استقبال حالة الطفل الذي نشرت قصته (السوداني) امس، فيما نفى وزير الصحة بولاية الخرطوم برمينا اوريال علمه بالحادث واشار للصحيفة امس ان مستشفى احمد قاسم الذي رفض استقبال حالة الطفل ضمن المستشفيات الاخرى يتبع لوزارته بالفعل ولكنه لا يملك اي معلومات حاليا عن الموضوع ولم يطلع عليه بالامس في حين تعذر الاتصال بمدير ادارة الطب العلاجي بالوزارة للتعليق على الموضوع، كما تعذر لقاء المدير الاداري لمستشفى الفيصل نسبة لسفر المدير العام حسب سكرتيرة مكتبه. تفاصيل جديدة وفي السياق افاد مصدر طبي بمستشفى الذرة ان الطفل المذكور دخل مستشفى الذرة منذ العام 2007م وبدأ في تعاطي العلاج الكيماوي الى ان حدثت له التهابات وبدأ في تناول مضاد حيوي ثم حدث له ضيق في التنفس ما استدعى ادخاله لغرفة العناية المكثفة والتي لا توجد بمستشفى الذرة، تم بعدها نقله حسب قرار الاختصاصي الى مستشفى آخر، وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه ل(السوداني) امس ان المرافقين للطفل ظلوا يتنقلون منذ العاشرة من صباح الخميس 23 ابريل وحتى الخامسة من مستشفى لآخر وقوبلت كل محاولاتهم بالرفض ولم يلتفتوا لحالة الطفل التي بدأت في التدهور، وهي مستشفى الخرطوم، سوبا الجامعي، أحمد قاسم، فضيل التخصصي، الفيصل التخصصي.. كما تعللت احدى المستشفيات رغم وجود اسرة فارغة كان يمكن استقبال الحالة بها ان الاسرة محجوزة وهناك مصابون سوف يصلون من مروي بعد ساعات، واوضح المصدر ان احد مسؤولي العناية المكثفة بالمستشفى رفض استلام الطفل بحجة ان حالته المتدهورة سوف تؤثر على بقية المرضى الموجودين بالمستشفى وهو مستشفى خاص، خاصة وان الطفل مصاب بالسرطان، وعدد المصدر الطبي احتياجات قسم مستشفى الذرة خاصة العناية المركزة التي يحتاجها المصابون بالسرطان في حالات كثيرة اثناء علاجهم اضافة لعدم وجود عيادة حوادث لاستقبال الاطفال الذين يتم استقبالهم في العيادة المحولة، كما شكا المصدر من نقص في عدد الاسرة الخاصة بالاطفال مما يضطر الاطباء الى ارجاع عدد من الحالات المحتاجة للعناية. المستشفيات توضح من جهته اكد مدير عام مستشفى فضيل التخصصي د. انور صالح فضيل ان الطفل محمد المصطفى (11) عاما الذي توفى امس الاول بسبب تعذر حصوله على اوكسجين باربع مستشفيات لم يدخل الى قسم الحوادث بمستشفاه ولم يتم تسجيل اسمه بالقسم، مضيفا ان المستشفى لا يوجد بها اسرة فارغة وان كانت موجودة فلا ترفض استقبال الحالات الحرجة كحالة الطفل المتوفي وقال مدير المستشفى في حديث ل(السوداني) امس انه عندما لا يكون بالمستشفى اسرة زائدة لا يمكن استقبال مرضى جدد وان كان لاجراء عملية، مؤكدا ان الاوكسجين متوفر لديهم ويملكون مصنعين لذلك، فيما اوضح الطبيب المسؤول عن قسم الحوادث بالمستشفى ان الطفل المتوفى مر عليه قبل مدة (لم يذكرها) وتم ربطه بجهاز الاوكسجين لخمس ساعات بعدها سأل مرافقيه عما ينون فعله من تنويم لمريضهم او المغادرة به، لكنهم قاموا بترحيله الى مستشفاه الاول (مستشفى الذرة) واكد مسؤول الحوادث ان بامكان قسمهم استقبال الحالات الحرجة عندما يكون لديهم متسع فقط، مشيرا الى ان اسم الطفل لم يرد في لائحة المرضى المسجلين لديه وقال انه ربما قام موظفو الكمبيوتر في استقبال المستشفى بتوجيه ذوي المريض بانه لا يوجد سرير فارغ وانصرفوا على ضوء ذلك نافيا ان تكون الحالة مرت عليه ورفض استقبالها. من جانبه نفى نائب مدير عام مستشفى الخرطوم التعليمي د. مأمون محجوب ان يكون الطفل المتوفي جاءهم بالمستشفى لانه غير مسجل عندهم حسب افادة كمبيوتر قسم الطوارئ والاصابات والتي اكدت ان اسم الطفل محمد المصطفى لم يرد عندهم بعد مراجعة اسماء المرضى الذين وصلوا الى المستشفى يومي الخميس والجمعة الماضيين، واضاف نائب المدير العام في حديث ل(السوداني) انهم بالمستشفى عادة ما يقومون بتحويل حالات الاطفال دون سن ال(14) الى مستشفى ابن عوف نسبة لعدم توفر قسم خاص بطوارئ الاطفال لديهم، مشيرا الى ان ابن عوف يتوفر به الاوكسجين وربما ذهب اليه ذوي المريض بمريضهم، مبينا ان الاحتمال الآخر ربما قابل اهل المريض السسترات والاطباء عند دخولهم وارشدوهم الى مستشفى ابن عوف نسبة لانهم يحتاجون الى اوكسجين. وقال المدير الطبي العام بمستشفى احمد قاسم د. عمار ان الدفتر الخاص بالمرضى ليوم الخميس الماضي اكتمل وتم ادخاله لمكتب آخر ولا يمكن الاطلاع اليه الا اليوم، مضيفا انه سيقوم باستيضاح الاطباء الذين كانوا في الوردية عما اذا كانت حالة الطفل مرت عليهم وكيف تم التعامل معها؟ واوضح المدير الطبي للصحيفة ان التعامل مع وسائل الاعلام يجب ان يتم بخطاب من ادارة الاعلام بوزارة الصحة ولاية الخرطوم لكنه عاد واضاف انه اذا ارادت الصحيفة افادة شفهية فذلك سيتم اليوم بعد التأكد من الاطباء الذين كانوا في الوردية المعنية، كما اشار الى ان مثل حالة الطفل المتوفي يجب ان تكون محولة من المستشفى المتابع لحالته عبر سيارة اسعاف وطبيب ذو علم بالحالة وبعدها يتم التعامل معه، وزاد ان مستشفاه به 6 اسرة للعناية المكثفة و3 للعناية الوسيطة وهو ما لا يوجد بمستشفى آخر، ولم يتسن ل(السوداني) الحصول على توضيح من مستشفى سوبا الجامعي.