السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواصفات آبار السايفون :جرس إنذار

الأحد الموافق 12/4/2009 من الشهر الجاري استيقظ سكان الثورة الحارة التاسعة بأم درمان على صوت استغاثة الطفلة (رانيا وقيع الله) وهي تبحث عن والديها اللذين اختفيا فجأة وكأن الارض قد انشقت وابتلعتهما فتداعى «الجيران» من حولهم حيث افادها أحد منهم بأن والديها قد سقطا في بئر «السايفون» أي ان الارض انشقت بالفعل وابتلعتهما، ومن هنا بدأت المأساة التي شقت نياط القلوب وجعلت الجميع في حالة من الخوف والهلع لما حدث فعاش الحي في ترقب وأمل للعثور على الزوجين، وبعد «5» أيام من البحث الدؤوب والجهود المبذولة من قبل (الدفاع المدني) تم انتشال الجثتين يوم الجمعة قبل الماضية .. (الرأي العام) اجرت فحصاً فنياً حول مواصفات بناء آبار السايفون حيث التقت المهندس المعماري (فتح الرحمن فضل الله الشايقي والمهندس حسن أحمد حمد) المدير العام لشركة سيماك العالمية واللواء عبد الله عمر الحسن مدير الدفاع المدني ولاية الخرطوم بالاضافة لاستطلاع بعض المواطنين...
------
تصديقات البناء
المهندس فتح الرحمن الشايقي قال إن الحادثة لا يمكن ان نرجعها للقضاء والقدر فقط بل هي قضية (جنائية) لا بد فيها من القصاص من المتسبب، وهذا الموضوع مسؤولية الدولة فإذا لم تصل إلى المتسبب فعليها ان تقوم بالتعويض والدية للورثة وهناك اسباب عديدة تتسبب بدورها في مثل هذه الكوارث الانسانية الاليمة منها على سبيل المثال لا الحصر فشل وتقاعس المحليات في القيام بدورها الذي يجب ان تقوم به ونضرب هنا مثالاً للدول التي وضعنا نحن السودانيين نظم البناء والمعمار فيها وهي دول الخليج فهذه الدول تقوم بعمل المحليات خير قيام فمثلاً لا يحق لأي مواطن قاطن في اية نيابة ان يقوم باعمال صيانة في منزله ولو «بوهية» دون الرجوع للبلدية وتوقيع عقد في هذا الشأن، حيث يوقع معه المقاول ومهندس البلدية علي ان يتابع مهندس البلدية العمل الى ان يتم تسليمه علماً بأن البلدية لديها لجنة تسمى (لجنة التراث) تقوم بإجازة تصميمات المباني وتقييمها مظهراً وجوهراً.
تقوم البلدية باصدار رخص تصديق للبناء هذا التصديق يشمل التأكد من جميع النواحي من حيث المواصفات والأمن والسلامة ولا يحق للمقاول الشروع في اي عمل دون الاساسيات التالية.
ان يكون لديه (تصديق) البناء و(نسخة) كاملة محفوظة من (الرسومات) المصدقة بجميع انواعها مع ضرورة ان يكون هناك مكتب في محل البناء يباشر من خلاله العمل في الموقع.
ان يكون الموقع مسوراً لحمايته من الناس وحماية الناس منه حفاظاً على الأمن وصحة المواطنين واجراءات السلامة.
ان تكون هناك (يافطة) واضحة تحدد اسم المالك والمقاول والمهندس الاستشاري فإن لم تتوافر تلك الاساسيات لا يسمح له بالقيام بأي عمل بل (يسجن)!.
ويشير فتح الرحمن إلى انه من أهم تصاديق البناء ان يتم فحص لتربة الموقع اذا كانت اصلية أو مستوردة، وفي مراحل التنفيذ يجب على المقاول الا يبدأ بالحفر ما لم يأت مسؤول البلدية ويرى الحفر ويجيزه.
مرحلة عمل الاساسات: بعد عمل المشدات الخشبية ووضع الحديد لا يجوز للمقاول ان يبدأ بصب الاساسات إلاّ بحضور مندوب البلدية لمعاينة هذه الاساسات على ان يكون هناك ايضاً مندوب من المهندس الاستشاري اثناء صب هذه الخرسانات فإذا تبين لمندوب البلدية انه قام بالصب دون وجود الطرفين المذكورين سالفاً فإنه يعرض نفسه لعقوبة السجن والغرامة المالية.
على مندوب البلدية ان يراجع مواد البناء من حديد وخشب وخلافهما قبل صب الخرسانات للبلاطات ولا بد من وجود مندوب البلدية للمراجعة.
عند انتهاء المباني يقوم المقاول بطلب شهادة اتمام وهنا يقوم مندوب البلدية بمراجعة المبنى للتأكد من انه مطابق للمواصفات ويكون معه في هذه المعاينة مناديب عن الكهرباء والصرف الصحي والدفاع المدني والاتصالات بغرض التأكد وعند التأكد لا بد للمقاول من إزالة جميع الانقاض إزالة تامة فإن لم يحدث هذا لا يتم توصيل مياه أو كهرباء للمبنى، ويعلق قائلاً: (هذا يحدث في الدول التي كنا روادها الذين وضعنا لها الاسس وابجديات البناء منذ اواخر الستينييات والسبعينيات).
مواصفات البئر
وفي ما يتعلق بانهيار بئر السايفون «السبتك تنك» ووفاة الزوجين قال المهندس فتح الرحمن: علمت ان الزوجين كانا قد اشتريا المنزل الذي كان عبارة عن مكب للقمامة وقد تم ردم الحفرة في ذات الموقع قبل البناء واتى المقاول ليبني فوق الحفرة المردومة وهذا يعني ان الضحيتين كانا نائمين على «بلاطة» بيارة الصرف الصحي التي يترواح عمقها «04» متراً ونحن نرجح ان يكون هنالك سببان لما حدث فإما ان يكون المقاول الذي قام بحفر البئر لم يصل إلى «العين» وبذلك حدث عدم تصريف للمياه يجب ان يحاسب عليه المقاول لأن عدم الوصول لعين البئر تسبب في تسرب مياه المجاري حول منطقة البئر والأسوأ من ذلك ان الارض حول البئر تربتها مستوردة وهناك احتمال بأنه لم يتم «دمكها» الدمك الكافي لذلك تسربت المياه حول المنطقة لكون التربة غير جيدة ولا مدموكة فحدث التسرب الى اعلى، أما السبب الثاني وهو المرجح ان منطقة «التخمير» كانت مباشرة على البئر والاصح ان تكون بعيدة عنه ولكن يبدو ان خزان التخمير قد تم تنفيذه «مقلوباً»، حيث اصبح التخمير مباشرة على البئر بينما الغرفة «النظيفة» بعيدة عنه لذا بدأت المواد العضوية «تنزل» في البئر الى ان ادت الى قفل العين وهذه مسؤولية المقاول الذي قام بتنفيذ خزان التحليل وكذلك المحلية التي لم تقم بمراجعة هذا العمل قبل ان ينتهي لأن الأمر يتعلق بسلامة وحياة المواطن وتقييمي النهائي هو: ان يكون المقاول قد حفر البئر منذ البداية ولم يصل للعين وهذه مسؤولية جنائية أو ان يكون عمل خزان العين مقلوباً مما ادى لهذه المأساة الانسانية.
واشار فتح الرحمن إلى نقطة مهمة يغفلها المواطنون وتتعلق بضرورة وضع «يافطة» يكتب عليها اسم المالك والمقاول والمهندس الاستشاري عند بناء أي منزل كما يحدث في المباني الكبيرة والشركات وختم بتساؤل للمحليات عما اذا كانت تقوم بتطبيق كل ما اشار إليه من ضوابط وشروط في اعمال البناء جميعها دون فرز لمنزل مواطن أو مرفق حيوي أو شركة.
تسرب المياه
المهندس حسن حمد سألناه عن تقييمه الفني لما حدث فأجاب قائلاً: بعد معاينتنا للموقع بدقة كان واضحاً وجلياً ان هنالك تسرباً للمياه من «الحمام» المجاور للبئر تحت الارض بكميات كبيرة ولفترة طويلة، وهذه المياه لم تصرف الى حوض التحليل ومن ثم الى البئر بل كان على ما يبدو هنالك كسر في خطوط المجاري قبل وصولها للبئر وبالتالي تسربت بهذه الكميات الكبيرة تحت ارض «الحوش» وحول البئر - أي بين جدار البئر والتربة التي حولها - وهذا التسرب خارج البئر وصل الى اعماق تزيد عن «5» امتار حول البئر وفي مساحة كبيرة تحت البلاط ايضاً وقطعاً استمر التسرب وفتح فجوات بين جدار البئر وبقية التربة وبالتالي كمية اخرى من التربة المشبعة بالماء والطين زحفت الى جدار البئر الخارجي وتواصل زحفها مع المياه وبالتالي تركت فجوات كبيرة تحت بلاط ارضية الحوش في كل المنطقة المتاخمة للبئر مما ادى الى امتلاء كل هذه الفجوات بالماء والطين وتسربت بالضرورة الى داخل جدار البئر وتعاظم الضغط على هذا الجدار مع هذا التسرب مما سبب تصدعاً للجدار وكان الأمر فقط أمراً وقتياً قبل ان يتم هذا الانهيار، وهذا ما حدث حسب تقديرنا، وكل الذي حدث من الشهيدين هو ان الوزن يمكن ان نقول عليه (قاصمة الظهر)، وحدثت الكارثة بانهيار جدار البئر والتربة التي حوله والارضية السطحية وانزلاق البئر.
اقول ايضاً ان المنزل نفسه هذه اللحظة لا اعتبره آمناً خاصة الجزء المتاخم للبئر لانني لاحظت بأن اساسه مشبع بالرطوبة والمياه مما قد يقود إلى انهيار آخر إذا لم تتم معالجة فنية عاجلة لسلامته.
? على من تقع المسؤولية في هذا الحادث؟
- اقول ان المسؤولية اولاً واخيراً (فنية) وهي مسؤولية كل من شارك في بناء البئر وردم التربة حولها ومن بنى «خطوط» المجاري باهمال واضح ادى إلى كسرها وبالتالي إلى هذا التسرب الخطير للمياه داخل الارض.
اقول ايضاً ان الرقابة على تنفيذ مثل هذه المنشآت لا بد وانها كانت ضعيفة جداً وان المنفذ بجهده المحزن لم يكمل الاجراءات الوقائية المعروفة مثل ردم ما حول البئر ودكة لتكون متماسكة تماماً لا تسمح بهذا التعدي، هي تجربة تتكرر بأشكال متنوعة وقد لاحظنا بيوتاً انهارت واخرى تصدعت نتيجة لعدم حرص اصحاب المنشآة واستهانتهم بتكليف مهندس للاشراف الدائم على التنفيذ.
ولعل من واجب الاجهزة الهندسية المختصة في الولاية والمحليات ان تقوى من اجهزة التطبيق بصرامة للوائح والقوانين الملزمة للاشراف على التنفيذ حسب ما هو مكتوب في استمارات تراخيص البناء.
? ما هو تقييمك لجهد الدفاع المدني في هذه الحادثة؟
- لقد شاهدت بأم عيني وفحصت وتحدثت مع المسؤولين في الدفاع المدني من فنيين ومسؤولين وشاهدت مدير الدفاع المدني بولاية الخرطوم ومعه قوة لا يستهان بها تقوم بواجبها وتأكدت انها لم تدخر وسعاً في بذل كل الجهد اللازم، وكل ما قيل عن تقصير الدفاع المدني في امر انتشال الجثتين هو ظلم بيّن واقولها كلمة حق ان هؤلاء الرجال يستحقون كل الاشادة وانا «ضابط» سابق ايضاً في القوات المسلحة اقول ان الانضباط الذي كانوا يعملون به يعتبر نموذجاً، أما فيما يختص بمعالجة عملية الانقاذ فقد كانت تشوبها مخاطر عديدة ولولا لطف الله عليهم لكلفتهم هذه العملية ارواحاً اضافية واذى جسيماً متنوعاً وكان يمكن لو واصلوا عملهم بطريقة غير التي رأيتها حدوث انهيارات اخرى في المنزل نفسه والله أعلم.
تحدث اللواء عبد الله عمر الحسن مدير الدفاع المدني ولاية الخرطوم قائلاً: إن عملية اخراج الجثتين تمت بحمد الله وكانت عملية الاخراج قد بدأت منذ السابعة والربع صباحاً يوم الاحد الموافق 21/4/9002م واستمرت لمدة «5» أيام متواصلة بمعدل «81» ساعة في اليوم وبلغ قوام القوى التي شاركت في الاستخراج «64» عاملاً من الدفاع المدني باشراف العقيد حسن عبد الرحمن مدير قطاع أم درمان وقيادة مجموعة الانقاذ على رأسها ملازم أول ربيع محمد موسى و«62» منقذاً و«91» مساعداً وبذا يكون قوام كل القوة «54» وهؤلاء الستة وعشرون منقذاً كانوا ينزلون في البئر علماً بأن عمق البئر كان «61» متراً وانتهى العمل في البئر باستخراج الجثتين في عمق «54» متراً بما يعادل «عمارة» طولها «51» طابقاً، وقد بلغت كمية الانقاض التي ازيلت «742» برميلاً كانت تملأ «92» متراً في البئر، وما اود ان اقوله هنا ان هذا العمل انتهى بعملية استخراج الجثتين من تحت الانقاض ونحن نعتبر العملية في حد ذاتها انتصاراً كبيراً جداً على الصعاب الكثيرة التي واجهتنا وتعتبرها ايضاً هدية لكل مواطن سوداني داخل البلاد وخارجها وانما طمأنته واراحت باله حيث انه لا قدر الله تعرض لمثل هذا الحادث فإن السلطة مسؤولة عنه ولن تترك اكراماً له ولأهله بجعلها الانسان في مواضع العزة والكرامة.
الدفاع المدني
وتحدث اللواء عبد الله قائلاً: نحن نرد على «الشائعة» التي كانت تحدثنا عن كونهم احياء ولم يتم انقاذهم بقولنا ان الحادث قد انتهى وثبتت حقائق محددة من خلال الارقام ومن خلال هذه الحقائق نقول انهما سقطا من مسافة «54» متراً وهذا السقوط كافٍ جداً لفقدانهما حياتيهما وقد اثبتت الوقائع انه قد انهارت عليهما كمية من التراب كانت كفيلة بموتهما علماً بأن المسافة التي وجدناهم عليها تدل على انهم توفيا في الحال ولم تكن هناك استغاثة لأن السقوط من ارتفاع «54» متراً نتيجته الحتمية الوفاة في الحال.
وتحدث ايضاً عما تردد من ان هنالك اشخاصاً تقدموا لانتشال الجثتين ولم نسمح لهم قائلاً بالفعل تقدم لنا بعض من العمال فسألناهم (بتشتغلوا كيف ومساعدتكم بياتو طريقة؟) قالوا عن طريق ادخال شخص الى البئر ووجود آخر خارجها لسحب الانقاض أي عملية نشل للبئر فاوضحنا لهم شكل البئر وان فوهتها «قاعدة» على قاعدة متهدمة وآيلة للسقوط وقمنا بادخالهم واريناهم البئر ثم سألناهم: هل ستضمنون حياتكم؟ فاعتبروا ان هذا العمل غير عادي خاصة وان البئر كان عمقها «02» متراً ويزيد كلها ممتلئة بالانقاض فزاد اقتناعهم وقالوا إن عملهم كان سيستغرق زمناً طويلاً وقال احدهم دي دايرة مننا شهور).
وتحدث اللواء عبد الله حول الامكانيات قائلاً: ان الامكانيات التي عملنا بها تمثلت في «عربة» انقاذ من احدث العربات الموجودة في العالم جاءت هدية من تركيا الصديقة وبها جميع ادوات الرفع من القواطع وكشاف ومولدات وحبال الانقاذ اضافة الى اجهزة تأمين للموجودين واجهزة للبحث تحت الانقاض بحيث يستطيع الجهاز قراءة ما اذا كانت هناك موجات حرارة منبعثة من اشخاص تحت الانقاض وبالنسبة للقوى البشرية ففيها اشخاص على مهارة عالية وكفاءة، حيث تلقوا تدريباً في جمهورية مصر العربية وكذلك تدريباً متقدماً في «تركيا» الصديقة وهؤلاء الاشخاص خبروا مثل هذه الحوادث بحكم انها تتكرر يومياً في ولاية الخرطوم واكتسبوا منها خبرة وكفاءة.
وواصل قائلاً إننا استعنا في هذا الحادث بالونش «كرين» يتبع للقوات المسلحة وكان هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن العمل بها ولم نحتج لغيره، وهذا الحادث متطلبات العمل فيه كانت تستدعى توفير كل الاجهزة والمعدات والخبرة المطلوبة والتي توافرت كلها، وما اود قوله هنا ان هناك اجهزة وعربات اطفاء في طريقها للدخول عن طريق «القرض الصيني» وسوف ترفع امكانياتنا إلى مستوى عالٍ.
وختم بقوله: ارجو ان تتأكد الصحافة من ان عملنا لم تشبه شائبة و(ليس بالامكان أحسن مما كان)! ونحن ندعو كل المختصين في هذا البلد للادلاء بدلوهم عما اذا كانت هنالك طريقة افضل من تلك التي اتبعناها، واقول اخيراً ان اسرة المتوفيين كانت تؤكد لنا في كل لحظة انها راضية تماماً عن المجهودات التي قامت بها الجهات المسؤولة وخير شاهد على ذلك زيارات المسؤولين المتواصلة ونحن نقوم بذلك الجهد الجهيد والله المستعان.
عمر الحسن مدير الدفاع المدني ولاية الخرطوم أشار الى انهم كانوا يتابعون كل ما قام به افراد الدفاع المدني من عمل أقل ما يوصف به أنه (ممتاز) وذلك دحضاً لكل الذين قالوا كلاماً (ليس في محله) في حق الدفاع المدني.
آراء المواطنين
الزميلة (هيام بابكر) استطلعت آراء بعض المواطنين حيث قال المواطن أحمد الخليفة ان حادثة أم درمان بمثابة (جرس إنذار) لكل المواطنين خاصة المهندسين والقائمين على أمر البناء وهي ايضاً مسؤولية الدولة خاصة وانها ليست المرة الأولى التي تنهار فيها بئر سايفون غير انها تعتبر الحادثة الأولى التي خلفت وراءها دموعاً وحسرة وقال إنه قام بحفر السايفون أكثر من مرة وكانت معظم الاخطاء ناتجة عن المهندسين والعمال.
وقالت نجلاء خالد - ربة منزل - (انها شرعت في عمل (حمام) سايفون وبعد شهر واحد لاحظت ظهور «تشققات» على حافة الحمام غير انها «صدمت» بعد شهرين فقط إذ هوى الحمام واصبح على حافة الهاوية فشكرنا الله كثيراً على سلامتنا وعدم اصابة فرد منا بمكروه، لكننا قمنا بسداد مبلغ «41» ألف جنيه لاصلاحه بعد ما قال لنا المهندس ان الارض ليست صالحة لأنها (زراعية) لا تحتمل كثرة الماء!! لذا فإنني احمل المهندسين والمقاولين مثل تلك الاخطاء).
ورأى (سبت جيمس) ان الخطأ وارد في كل شيء لذا على اي مواطن ان يراقب ميدانياً سير العمل فيما يخصه من بناء اياً كان نوعه وذلك ضماناً لسلامته وسلامة اسرته.
المهندس المدني أمجد حسين قال إن هنالك مواصفات ومقاييس للسايفون حتى يكون صالحاً للاستعمال على المدى البعيد وذلك بدءاً من الارض التي يبني عليها وانتهاء بالمواد الخام التي يجب ان تكون ذات جودة عالية ومن الدرجة الأولى غير ان المواطن نفسه هو الذي يرغب ان تكون التكاليف بسيطة دون مراعاة ما يمكن ان يحدث له جراء ذلك.
الخبير الاقتصادي سيد هارون قال إن الثورة التكنولوجية شملت صلاحية عالية لعمل السايفون حيث توجد معدات بتكنولوجيا عالية وطريقة محكمة في صنع حمامات السايفون وعلى كل مهندس ان يعمل بموجب الخبرة والقانون الذي يتطلب مواصفات ومقاييس.
المحررة:
اتصلنا بمحلية الخرطوم للوقوف على مواصفات تشييد آبار السايفون ومتابعتها اثناء التشييد وما زلنا في انتظار الردود على تساؤلاتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.