لا شك أن الكميات الكبيرة المنتشرة من آبار السايفون تمثل خطرًا على المواطن خاصة في فصل الخريف، حيث تكثر الانهيارات والمشكلات الصحية والبيئية، وتماشيًا مع النهضة العمرانية التي تشهدها البلاد في مجال التطوّر التقني اتجه المواطن إلى استخدام دورات المياه الحديثة، وبدأ التسابق على إنشاء هذه السايفونات بطرق عشوائية دون مراعاة مواصفات السلامة المطلوبة ودون إسناد الأمر إلى الجهات المختصة أو الشركات ذات الصلة وعادة ما تحفر هذه السايفونات على الطريقة البلدية (الحفر البلدي) مما زاد من معدلات الحوادث والوفيات، ونستطيع القول إن لهذه الآبار مخاطر عديدة في مرحلتي الحفر وبعد الحفر والمساحة التالية توضح أهمية اتخاذ الحيطة والحذر مع الآبار بالمنازل لا سيما في فصل الخريف. نماذج: قامت أجهزة الإعلام برصد الأخبار حول الحوادث المتعددة للآبار التي أشهرها حادث بئر التاسعة الأخير الذي راح ضحيته زوجان، وحوادث الآبار المتكررة بمنطقة الكدرو، والخطر الدائم الذي يسببه وجود خط الهدام بمناطق مايو وود الحسين.. (حوادث وقضايا) التقت أسرة المرحوم (أ، م، أ) أحد ضحايا البئر البلدية حيث أفادتنا (ع، ع) أن خالها المتوفى سقط بالبئر بمنطقة الشقيلاب جنوبالخرطوم، وبعد أن انهالت عليه الصبة تم انتشاله ونقلة إلى المستشفى بواسطة الأهالي وتوفي أثناء تلقية العلاج. وللحديث بضرورة التبصير بمخاطر الآبار التقينا رئيس فرع الإنقاذ البري بالدفاع المدني بولاية الخرطوم الذي حدثنا قائلاً: إن الآبار أصبحت مهدّدًا حقيقيًا لمخاطرها التي تحيط بالمواطن في مرحلتي بداية الحفر وبعد الحفر، ومن مخاطرها الأولية التي عادة ما تحدث في مرحلة البناء أو الحفر ألا يتم العمل تحت إشراف مهندس مختص لتنفيذ متطلبات السلامة المتمثلة في أن تكون منطقة الحفر مسورة بقدر الإمكان لتجنيب تعرض المارة أو مستخدمي الطريق من أطفال وكبار سن من السقوط في تلك الحفر وأن تجرى دراسة لمعرفة نوع التربة فالتربة الحجرية عكس التربة الرملية غير الرملية غير الآمنة ولا بد من التأكد من وصول البئر مرحلة العين؛ لأن عدم الوصول للعين يتسبب في تسرب المياه حول منطقة البئر ولذلك يجب مراعاة مسافة البئر والمصاص (السابتك تانك) ومراجعة توصيلاتها حتى لا يحدث تسرب خارجي بعد الحفر من الوضايات المستديمة حول البئر والتسرب المستمر منها.. وحول الحل الأمثل لتقليل مخاطر الآبار يقول مدير الإنقاذ البري ولاية الخرطوم: درجت البلدان المتقدمة على استخدام شبكة الصرف الصحي باعتبارها الأقل خطرًا.. وحول إحصائية الحوادث التي دونتها إدارة الإنقاذ البري في الفترة من أول يناير وحتى يوليو «2012م» تم إنقاذ حياة «38» شخصًا بينما لقي «12» حتفهم بمنطقة الخرطوم وفي أم درمان تم إنقاذ «17» شخصًا بينما توفي «4» أشخاص وفي بحري أُنقذ «9» بينما لقي «3» حتفهم بحوادث الآبار فكانت جملة حوادث الإنقاذ لعام «2011م» «167» حادثًا «132» على قيد الحياة و«35» وفيات. * مواصفات الدفاع المدني: وحول ذات الموضوع والحوادث المتكررة أفادنا اللواء عبد الله عمر الحسن مدير الدفاع المدني بولاية الخرطوم أن للدفاع المدني خبرة متراكمة في مجال التعامل مع الحوادث ويمتلك أجهزة متقدمة تسهم في تسهيل مهمة الكادر العامل، مضيفًا أن عدم الدراية والخبرة التي يتميز بها العاملون في مجالات الحفر هي أحد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة نسبة الحوادث ومن الناحية الأمنية فإن الآبار التي يتم حفرها بواسطة الأيدي العاملة الأصح أن يكون العاملون بها على دراية بأنواع التربة؛ لأن الجهل في هذه الحالات قد يؤدي إلى كوارث ومن هنا نوجه الدعوة إلى كل من وزارة الشؤون الهندسية ووزارة البيئة وجامعة الخرطوم كلية الهندسة للقيام بعمل موحد لتحديد مواصفات أكثر دقة وأكثر علمية لتحديد طول الخنزيرة ونوع المواد وعمرها الافتراضي مع إجراء مراجعات دورية للاطمئنان إلى سلامة البئر. * ضرورة المهندس انتقلنا في هذا الجانب إلى المهندس عمر آدم محمد آدم مدير المباني بوزارة التخطيط العمراني الذي قال: إن مشكلات الآبار في السودان بصورة عامة ليست مخيفة إذا التزم المواطن باستصحاب مهندس مختص أثناء تشييد المباني، فمعظم الحوادث التي تحدث يكون السبب فيها تخوف المواطن من استصحاب مهندس مختص الذي يقوم بمتابعة التسريب كما يقوم بتصميم البئر للمباني بشقيها المنزلي والعام ثم تشييد البئر حسب استهلاك الأفراد ومعرفة نوعية الاستخدام، ثم يأتي دور التصميم.. وحول ظهور شركات مختصة بعمليات الحفر والرأي الفني حولها يبيِّن مدير المباني بوزارة التخطيط العمراني أن الحفر الآلي يتسبب في عدة إشكالات كإضعاف تماسك طبقات التربة، ومن جهة أخرى يجب ألا يقل قطر البئر عن متر ونصف وعمقها يجب ألا يزيد عن «8» قدم، وأي خلل في التنفيذ يؤدي إلى نزول الأوساخ للبئر مما يتسبب في قفل العيون، الأمر الذي يسهم في ظهور الطفح الصحي وبصورة أوضح فإن الشركات تحفر البئر ضيقة القطر مما يصعب عملية الامتصاص وتتعمق في الدخول إلى طبقات التربة بما يتسبب في إشكالات خطيرة في الصرف الصحي، إذن فالحل هو الاستعانة بالمختصين تجنبًا للإشكالات اللاحقة والأضرار التي قد تكلف المالك أموالاً طائلة للصيانة. ويضيف المهندس عمر: بما أنه تصعب المراقبة لطريقة الاستخدام في هذا المجال فإننا نناشد الجهات المختصة بالدولة أن تعمم نظام الصرف الصحي تفاديًا للإشكالات التي تحدث التي يمثل إنهاك الاقتصاد الوطني أحد أكبر إشكالاتها.