مهما ابتدع المجرمون طريقة للإفلات من العقاب، أنتج العقل الشرطي مائة طريقة للإيقاع بهم، هؤلاء يقضون السنوات في تطوير خطط وطرق الاحتيال وأؤلئك يبتدعون في غمضة عين ألف حل لكل خطة إجرامية!! هكذا تشير وقائع عملية اختطاف أحد الأجانب يوم الخميس الماضي من معسكر لاجئين بمحلية خشم القربة بولاية كسلا بواسطة مجموعة من عصابات تهريب والإتجار بالبشر التي طفحت على سطح الأحداث منذ نحو عامين تقريباً. (1) حادثة الاختطاف التي لا يتوقع أن تكون الأخير في سجل العصابات الإجرامية التي اعتمدت أسوأ الأساليب قبحاً للثراء برهنت بالدليل القاطع على أن شرطة ولاية كسلا أصبحت تمتلك من القوة والخبرة ما يمكنها من الردع السريع، حيث استطاعت الوصول للضحية والجناة خلال ساعات معدودة من حدوثها بمدينة خشم القربة. (2) والجريمة التي تقول وقائعها إن مجموعة مكونة من خمسة أشخاص تستغل عربة بوكس هاجمت يوم الخميس الماضي بعد صلاة المغرب عدداً من اللاجئين يوجدون في منزل مخصص للوافدين، فاستطاعت المجموعة خطف أحدهم والهروب به إلى جهة غير معلومة، وبناء على بلاغ ورد للشرطة تم تكوين تيم للقبض على الجناة الذين قاموا بإخفاء المجني عليه في إحدى القرى التابعة لمحلية خشم القربة بعد أن أوثقوه بالحبال أثارة الرعب في نفوس سكان معسكرات اللجوء (3) بعد وصول الشرطة للمنزل الذي أخفي فيه الضحية واجهت مقاومة من أحد الجناة كان يحرسه ، ولكن بمهارة فائقة تم القبض عليه دون أن يصاب بأذى، مما سهل عملية القبض على اثنين آخرين وبحوزتهما العربة التي استخدمت في الجريمة ولا زالت الشرطة تلاحق البقية. (4) هذا الإنجاز الكبير يبرهن بيقين أن الشرطة في ولاية كسلا أصبحت تمتلك القوة الكافية والخبرة اللازمة للحد من ظاهرة الإتجار بالبشر التي أصبحت هماً عالمياً بعد استفحالها في السنوات الأخيرة.