ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ ﻋﺰﺕ ﺑﻴﻐﻮفيتش " رحمه الله " ﻛﺎﻥ ﻗﺪ إﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ الأول ، ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً فأفسح له الناس ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺎﺳﺘﺪﺍﺭ إلى المصلين بغضبٍ و قال مقولته الشهيرة ( هكذا تصنعون طواغيتكم ) !! كأن رحم السودان أو المؤتمر الوطني قد عجز أن يلد قيادات جديدة بهمةٍ وعزيمة متجددة لتقود دفة العمل بالوﻻية الشمالية أو غيرها ، وجوه متكررة ومستهلكة تطل علينا في كل مرة من نافذة جديدة بنفس وجوههم القديمة يتقلبون في المناصب وكأن الحزب ليس له كوادر من صفٍ أول أو ثاني . الدكتور " عبداللطيف محمد سيدأحمد " عضو البرلمان عن محلية الدبة ، رجل نجله ونحترمه في شخصه ولسنا بصدد تقييم أو تقويم كتابه اﻵن ، ولكن الرجل قد أفرغ كل ماعنده طوال عقدين من الزمان ظل يتقلب فيهما مابين وزير وﻻئي بحكومة الشمالية ومعتمد لمحلية الدبة ونائب برلماني عن الدائرة لأربع سنوات أو يزيد . فما الجديد الذي يمكن أن يقدمه بعد كل هذه العقود وقد شارف السبعين ، بعد أن رشحت أنباء بإختياره من قبل الكلية الشورية بالمحلية ضمن المرشحين عن الدائرة (4) القومية لدورة ثانية كنائب برلماني ! أليس من الصواب أن يقول الرجل ( كفاية ) و يعود أستاذاً جامعياً تستفيد من علمه الجامعات ، حتى يفسح المجال لغيره من الشباب في ظل ما يشاع عن نهج الدولة وعزمها في " التغيير " فكما ترجل الأستاذ علي عثمان ونافع وأبوالجاز ، ألم يحن للأخ عبداللطيف وأمثاله أن يترجلوا من صهوةِ السلطة التي ظلوا يمتطوها لعقودِ من الزمان ! ماذا بقي في جعبة هذه الوجوه المكررة ليقدموه للناس ، هل عقم " الوطني " من القيادات ، التي تحجب عنها الرؤية هذه الديناصورات ، أم أن الترشيح يتم وفق المجاملة وليس لتغليب المصلحة العامة للبلاد . والحديث لاينحصر عند الأخ " عبد اللطيف " وحده فهو مثال ماثل أمامنا من عدة أمثلة ظلت تتكرر وتتقلب في المناصب دون أن يفسحوا لغيرهم ممن لهم كسب في الحزب أو العمل العام ، نريد قيادات لها طاقات تستطيع أن تنشل الوﻻية من هذه الوهدة وهذا القاع ، تردٍ مريع وفظيع في المشاريع الزراعية والخدمات . قبل شهر أو يزيد زرت مرافق حالها يتفطر له القلب ويندى الجبين ، طالبات صغار زُغب الحواصل يدرسنّ بمدارسِ بلا مرافق، يذهبن لقضاء حاجتهن عند الجيران " أي والله " كما أقول ، وفي مدارس أخرى مختلطة دورات المياه بلا أبواب ، وجدت أن كل طالبتين يمسكن للأخرى خمارهن أو "طرحتهن " عند الباب لتقضى زميلتهن حاجتها وهي متواريه عن الأنظار !! أيّ ماء بقيت على وجوهنا ، وأي حياء ، وأي شفقة ، بقيت فينا بعد هذا الحال !! بالله عليكم ماهو الإعجاز أو الإنجاز الذي قامت به هذه الوجوه ( القديمة ) لتعيد نفسها بإسم هؤلاء ، صمت مطبق عن طرح قضايانا بالبرلمان وكأن الدائرة تعيش في ترفٍ ورغد يفيض بها ذات اليمين و ذات الشمال ، على الحزب الحاكم وخاصة المسؤولين ( بالمركز) ما داموا قد أصبحوا قدرنا أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة تجاه مواطنيهم البسطاء ، وأن يكفوا عن هذه " المجاملات " ويقدموا لنا وجوه شابة مقنعة تعطينا على الأقل ( بارقة أمل ) في أن ينصلح الحال . إلى لقاء .. بقلم : محمد الطاهر العيسابي [email protected]