رغم ارتفاع نسبة التعثر وسط الجهاز المصرفي وتفاقم ظاهرة (الجوكية) الذين نهبوا أموال البنوك التي تسعى حتى الآن لاسترداد أموالها من الجوكية والمتعثرين الذين تراجع عددهم الى (8) بدلاً عن (73) جوكياً بفضل الجهود التي بذلتها اللجنة المشتركة من جهاز الأمن واتحاد أصحاب العمل وبنك السودان المركزي لمحاصرة الجوكية لاسترداد أموال البنوك عبر نيابة مخالفات الجهاز المصرفي، والتسويات الى جانب سياسات (الإعدام المالي) التي تبناها بنك السودان المركزي وتطبيق نظام الترميز الإئتماني، بأن يصبح للعميل واجهة واحدة يتعامل بها مع البنوك بدلاً عن تعدد الواجهات وأسماء العمل التي عبرها نهبت أموال البنوك.. رغم كل ذلك إلا أن البنوك ظلت تعمل في محاور عدة تضمن عبرها استرداد أموالها وتقديم خدمات مصرفية متطورة والتوسع في استخدام التقانات الحديثة ومواكبة ما يحدث في عالم اليوم من تقنية مصرفية لتقديم خدمات متميزة للعملاء. وفي هذا السياق دشن اتحاد المصارف السوداني عبر شركة الخدمات المصرفية التابعة له أمس، خدمات الرسائل القصيرة التي ستقدم عبر خدمات مصرفية متميزة للعمل بدءاً من سداد فواتير الهواتف ومروراً بالاستعلام عن الرصيد وخدمات شحن هواتف الدفع المقدم عبر الصراف الآلي والرسائل القصيرة لحملة البطاقات المصرفية وانتهاءً بخدمة التحويل من حساب الى حساب وخدمة السداد عبر الانترنت. ويأتي إطلاق هذه الخدمات الجديدة بعد اكتمال البنية المصرفية التقنية، وانتشار خدمات وماكينات الصراف الآلي، والربط عبر محول القيود القومي وتقوية نظم الدفع الإلكتروني القومية عبر الشراكة الاستراتيجية بين اتحاد المصارف وبنك السودان المركزي وشركات الاتصالات، بهدف تقليل استخدام النقود، وزيادة الكتلة النقدية داخل الجهاز المصرفي، وتقليل الحركة بتوفير الوقود وخفض المصروفات، بجانب أهداف تجارية تجنيها الجهات المقدمة للخدمة والمستفيدة منها. وكشف د. عز الدين كامل مدير شركة الخدمات المصرفية عن ترتيبات لتطوير نظم الدفع الإلكتروني القومية عبر الاستفادة من محول القيود القومية والبنية التقنية المصرفية التحتية التي أسهمت في نشر الخدمات المصرفية التقنية لتغطي (23) مدينة بالسودان، ويزداد عدد حملة البطاقات المصرفية ليبلغ (006) شخص، وتنشر خدمات الصراف الآلي بالولايات كافة عبر (005) جهاز صراف آلي، الى جانب (0021) نقطة بيع فضلاً عن الدخول في خدمات الربط عبر محولات القيود الإقليمية، ليتم ربط السودان مصرفياً مع كل من (مصر والأردن والبحرين وقطر وسوريا)، بينما تتواصل الجهود للربط مع دول شرق آسيا والإمارات قريباً. وأكد د. عز الدين في حفل تدشين الخدمات الجديدة لمحول القيود القومي (خدمات الرسائل القصيرة) استمرار الجهود لإطلاق خدمات أخرى بعد أن تم إطلاق خدمة سداد فواتير الهاتف في يونيو من العام الماضي، الى جانب توسيع شبكة المستخدمين لخدمات الدفع الإلكتروني بوصول الشرائح التي عجزت البنوك من الوصول اليها واستقطاب مدخلات عبر طرق خدمات مصرفية تقنية جديدة بالتعاون مع شركات الاتصالات. وأكد د. عز الدين أن إطلاق خدمات الرسائل القصيرة بدأ الآن عبر شركة زين للاتصالات وسيتواصل عبر شركات الاتصالات الأخرى من أجل تقديم خدمات متميزة للعملاء. وأوضح هاشم مجذوب في تنويره حول الخدمات المصرفية الجديدة (الرسائل القصيرة) أن هذه الخدمات تشمل شحن هواتف الدفع المقدم عبر الصراف الآلي عبر الرسائل القصيرة لحملة البطاقات المصرفية ومسؤولي وحدات الصراف الآلي بالبنوك، التي تم إطلاقها عبر شبكة زين بأسعار أقل من قيمة الرسائل العادية تمهيداً لطرحها عبر بقية شبكات الاتصالات مع تقديم الخدمة مجاناً من شركة الخدمات المصرفية الى البنوك، وأضاف أن باقة الرسائل القصيرة لحملة البطاقات، والسحب النقدي، والشراء عبر نقاط البيع، وسداد الفواتير، و إعادة الشحن، وتنشيط البطاقات، وتسجيل المنازعات في المعاملات غير المكتملة، وإعادة شحن الموبايل، وطلب رصيد الحساب، بينما تشمل باقة رسائل مسؤولي مراقبة الصراف الآلي بالبنوك خدمات انخفاض النقد الأجنبي بالصراف الآلي، ونفاد ورق طابعة اليومية للصراف، ووجود خطأ في قارئ البطاقات. لكن مديري البنوك وإدارات التقنية طالبوا بضرورة مجانية خدمات الرسائل القصيرة للعملاء لا سيما وأن شركات الاتصالات هي المستفيدة من هذه الخدمات (سداد الفواتير وشحن الهواتف) بل كانت تصرف عليها تكلفة إدارية في تحصيلها ونشر الثقافة المصرفية التقنية وتشجيع استخدام البطاقات، وتسويق هذه الخدمات، وتشديد الإجراءات الحمائية لتفادي تحقيق خسائر للعملاء الى جانب حسم قضية المنازعات حول عدم اكتمال المعاملات المصرفية واستعجال تسويتها إلكترونياً، بإقرار مبدأ المطابقة المركزية للمعاملات المصرفية. وطالب كمال عبد القادر نائب مدير البنك السوداني الفرنسي بمجانية خدمات الرسائل القصيرة للعملاء خاصة وأن شركات الاتصالات هي المستفيدة من هذه الخدمات (سداد الفواتير، وشحن الهواتف) وتشجيع استخدام البطاقات المصرفية، وتسويق الخدمات والتأمين والحماية. ويؤكد مجذوب جلي محمد الأمين العام لاتحاد المصارف السوداني أن الخدمات المصرفية الجديدة (الرسائل القصيرة) ظلت (حلماً) ينتظر تحقيقه ولكنه تحقق الآن. وتابع: (نتطلع لمزيد من الخدمات المصرفية التقنية ونشر هذه الخدمات وتوسيع مظلتها). وعضد جلي من القول بضرورة مجانية الخدمات المصرفية الجديدة (الرسائل القصيرة) بأن تتحمل شركات الاتصالات هذه التكلفة لاسيما وأنها مستفيدة منها وكانت تصرف إدارياً على خدمات تحصيل الفواتير وتقديم خدمات الشحن. ودعا جلي الى ضرورة تخفيض التكلفة لتشجيع العملاء على التعامل بالبطاقات المصرفية. ودعا خالد الأمين مدير إدارة وحدة التمويل الأصغر الى توسيع مظلة الخدمات المصرفية وانتشارها بالولايات كافة لتسهيل تعامل الشرائح الضعيفة والفقيرة مع البنوك، وجذب مدخلات وحتى يتسنى للبنوك وإدارة التمويل الأصغر تقديم الخدمات التمويلية لهذه الشرائح ومحاربة خطرها مع تقديم نماذج تشجع على انتشار هذه الخدمات المصرفية الجديدة وسط الشرائح الفقيرة والذين يتعاملون في النقد خارج الجهاز المصرفي. ويؤكد فتح الرحمن جاويش الخبير المعروف في مجال التقنية المصرفية أن الخدمات الجديدة التي أطلقتها شركة الخدمات المصرفية (الرسائل القصيرة) بها بعض السلبيات التي تتمثل في تسويق الخدمة، والإقناع بجدواها الاقتصادية والاجتماعية مبيناً في هذا الصدد أنه تم وضع تدابير كافية لحماية هذه الخدمات وتأمينها رغم تطور الجريمة الإلكترونية في نظم الدفع. وتابع: (هذه النظم التأمينية خاضعة للتطوير بإضافة معيار تأميني آخر الى جانب السعي لاستمرارية الخدمة عبر استخدام شبكة اتصالات احتياطية لتفادي الأعطال مع تعميم هذه الخدمات عبر شركات الاتصالات الأخرى بعد أن بدأت بشركة زين).