التعديل الذي أجراه النائب الأول ورئيس حكومة الجنوب الفريق سيلفاكير ميارديت في هيئة قيادة الجيش الشعبي والجهاز التنفيذي لحكومة الجنوب تأتي أهميته في كونه أول تغيير جوهري في صفوف قيادة الشعبي تحديدا منذ رحيل قائد الحركة الدكتور جون قرنق، فقد طالب المكتب السياسي قبل ستة أشهر مضت غير أنه لم يضعه في حيز التنفيذ الا في غضون الايام القليلة الماضية بعد لقائه بحوالى ألف من سلاطين الجنوب مؤخراً الذين وجهوا انتقادا لاذعاً لأداء حكومة الجنوب والجيش الشعبي وطالبوه بدعم الزراعة مما أضطره الى الاجتماع مع كل سلاطين قبيلة لوحدهم وهو الاجتماع الذي كان يأمل سلفاكير ان يحصل فيه على تأييد مطلق من سلاطين الجنوب ويحقق من وراء التعديل قبضته على الجيش الشعبي بانهائه للنزاعات الثنائية بين وياي دينق رئيس هيئة الاركان وسلفا منوك مسؤول الادارة والتمويل. لقد تدهورت العلاقة بين الاثنين في الآونة االاخيرة بسبب اعتراضات وياي على اسلوب سلفا منوك وتعاملاته في الاموال المخصصة للجيش الشعبي. ويقال ان منوك استعان بنفوذ شقيقته المتزوجة من سيلفاكير لاقصاء وياي دينق. غير أن سيلفاكير اختار أخيراً ان يحسم هذا الملف بابعادهما الاثنين معاً عن قيادة الجيش ولم يكن وياي من خيارات سيلفاكير المستقبلية بحكم كونه من أولاد قرنق، وعلى ذمة المصادر فقد فكر سيلفاكير قبل ما يربو على العامين في ابعاد وياي دينق من رئاسة هيئة الاركان لولا تدخل قيادات كبيرة في الحركة مثل الدكتور رياك مشار الذين طالبوه بالابقاء على وياي للاستفادة من خبرته في تأسيس الجيش الشعبي. أما ترقية الفريق سيلفاكير للقائد فاولينو ماتيب لرتبة الفريق أول تأتي في إطار كسبه له على حساب الدكتور رياك مشار على اعتبار انهم قيادات لقبيلة النوير (أعالي النيل الوحدة) المناطق الغنية بالنفط. أما القائد بيور الاسود فان خروجه يجيء ردا على كوال ميانق على خلفية الخلافات الاخيرة بينه وسيلفاكير حيث انه محسوب على كوال ميانق. وفيما يتعلق بالتعديلات في الجهاز فان اهمها على الاطلاق قرار ابعاد وزيري الداخلية والمالية فالاول مربوط بفشل وزارته في بسط الأمن بالجنوب والآخر الغرض منه اسكات صوت الفساد الذي أخذ يتصاعد ويتحدث عنه الجنوبيون علناً. وجاء التعديل في شأن علاقة الحركة بالاحزاب الجنوبية بالتركيز على جبهة الانقاذ بجناحيها الاثنين وادخال بيتر عبد الرحمن سولي في الحكومة وهو صوت مزعج في الجنوب وسبق له شغل منصب وزير دولة بديوان الحكم الاتحادي واحتفظت الحركة لجبهة الانقاذ بالوزير قبريال شانسون المنشق عن المهندس جوزيف ملوال وزير السياحة وغادر الوزارة عن جبهة الانقاذ اقدم الوزراء الجنوبيين على الاطلاق منذ قيام ثورة الانقاذ البينو اكول أكول ابن اشهر بيوت الدينكا في بحر الغزال ووضع سيلفاكير صديقه الذي تربطه علاقة مميزة جيمس هوث وزيرا للدفاع وهو من نوير الناصر. غير ان الملاحظة الجديرة بالاعتبار والتي أكد عليها هذا التعديل أن سيلفاكير ظل يحتكر وزارات بعينها لقبائل محددة مثل وزارة المالية التي ظلت حكراً لدينكا شمال منذ استلامه السلطة في الجنوب وقد تجاهل مقترحات قيادات الحركة باعادة توزيع الوزارات وفق رؤية جديدة. ومن بين ابرز ردود الأفعال حيال التعديل والتي نقلتها المصادر موقف القائد فاولينو ماتيب الذي اشترط شروطا اربعة لاستمراره في الحركة تضمنت حل هيئة القيادة المتمثلة في اللواء وياي دينق وسلفا منوك وجيمس وسبي وأجانق يور ومبوث ومامور ونقل حاكم ولاية الوحدة تعبان دينق لولاية اخرى وتوزيع الحقائب السيادية الثلاث حسب الاقاليم الثلاثة وكان فاولينو ماتيب قد وصل جوبا قادما من امريكا بعد رحلة علاج استغرقت تسعة اشهر. وقال في احتفال أقيم بمنزله ان الجيش الشعبي هو جيش الشعب لحماية اتفاق السلام وتوفير الامن للجنوب والابتعاد عن القبلية وكان فاولينو قد دفع بهذه الشروط قبيل لقائه بسيلفاكير واعلان التعديلات الأخيرة مما اعتبرته قاعدة عريضة في الجنوب ارضاءً له. hadia ali [email protected]