كنت في حفل زواج لاحد الاصدقاء المقربين...وبينما انا في حالة (وتسبة) و(فسبكة) ..اذا بالموسيقي تعزف لحنا معينا على اثره وجدت حركة غير عادية من جميع الشباب المتواجدين بالصالة...فقد بدا الفنان في غناء اغنية تدعى (سلام للملك)...كان الشباب يرقصون بطريقة واحده فيها ايحاء بالتحية لشخصية عظمى ..حاولت التمعن في كلمات الاغنية فلم اخرج الا بالمقطع الاول وهو (سلام للملك فاروق). تساءلت نفسي بدهشة (فاروق الاول دااااك؟ ولا يا ربي في فاروق تاني ما سمعنا بيهو؟). اكاد اجزم ان لا احد في الحفل قد حضر زمن فاروق الاول فما الذي جعله فجاة يثب الى الاذهان وكذلك يظهر في أغاني الشباب. الحنين الى الملكية بدا يظهر في مصر (اخت بلادي الشقيقة) وظهرت مجموعة تنادي باحمد فؤاد ابن فاروق الاول ليعود ملكا على مصر ويستعيد عرش اجداده اسرة محمد علي (التي اعتقد انها غير مصرية الجذور؟). المهم المصريين عايزين يرجعوا ملكهم ..الشباب السوداني ..ماذا يريد من ترديد هذه الأغنية؟؟... قبل أيام تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة للاميرة السويدية وهي تلتقط بمنديل ما اخرجته كلبتها (اكرمكم الله) اثناء التنزه على الأقدام وذلك للحفاظ على نظافة الشارع اولا.. وللالتزام بالقانون ثانيا..كذلك راينا كثيرا والدها الملك السويدي وهو يعبئ سيارته بالبنزين من محطة الوقود العامة وسبق أن ذكر له موقف طريف اذ تم قطع ايصال مخالفة له لانه ركن عربته في الممنوع ولم يتوانى عسكري المرور في اصدار المخالفة للعربة الملكية. الطريقة التي يعيش بها ملوك اوربا ربما خلقت جوا من السحر الغامض في اذهان الشباب وجعلتهم يعتقدون ان المشكلة في نوعية النظام.... ولكني اقول لكم رأي سعدية النكدية والذي توصلت اليه بعد طول تمحيص ومقارنة بين اوضاع الملوك الغربيين الذين تراهم يمشون في الأسواق ويتنزهون مع العامة في الحدائق ويقفون في صفوف السوبر ماركت ... وبين ملوك العالم الاخر الذين لا تراهم الا عبر شاشات التلفاز عند المواسم والمناسبات السعيدة ..اؤلئك الذين تتساءل نفسك عنهم وهم يشاركونك نفس المدينة ولكن لهم طرقهم ومطاراتهم الخاصة. الفرق الاساسي يا سادة يا كرام بيننا وبينهم ...هو وجود (كسارين التلج) عندنا ..اي نعم ..اؤلئك الذين يزينون القبيح ويحسنون منظر الافعال مهما كانت غرابتها ..كسار التلج يوحى للملك انه فريد عصره ونسيج وحده ...وان ما ينتجه عقله وتفكيره ..درر وجواهر واشياء لا تتكرر ...هو ذلك الذي يقول له ..حفاظا على سلامتك يجب أن تحتجب وان تسير ومن حولك الحراس فاغلب المحكومين اما حساد او بقرانين...وهم يتمنون زوال ملكك ويحاولون بشتى الطرق أذيتك ...شيئا فشيئا يصدق الملك الامر برمته ويعتقد انه لا يتكرر وان الشعب يجب ان يبوس يده وش وضهر لانه تفضل وحكم هذه القلة المغلوبة على امرها ومن ثم يصبح الملك نفسه أسيرا لكساري التلج..يأتمر بامرهم ويرى باعينهم .. تماما مثل ذلك الملك في القصة القديمة الذي اورده كسارين التلج مورد التهلكة اذ اوهموه بان هناك خياطا ذائع الصيت يخيط ببراعة قماشا من نسيج غريب لا يراه الا الذين يحبون الملك بصدق ...اتي الخياط وجلس يحيك في الهواء ذلك النسيج الوهمي ..وبعد الانتهاء جاء الى الملك وهو يرفع يديه في الهواء كأنه يحمل الثوب ..لم يكن احد كساري التلج يرى شيئا ولكن لابد من الاطراء والا اصبحت لا تحب الملك بصدق وفقدت الكرسي الذي تجلس عليه ..خرج الملك وهو يلبس ثوبه غير المرئي وسار في الطرقات والجمهور متعجب من هيئته ولكن لا احد يجرؤ على الحديث وفي اخر الامر صرخ احد الاطفال (ما بال الملك يسير عاريا يا اماه)... اعتقد انه منذ ذلك الوقت بدأت عبارة (ممنوع اصطحاب الاطفال) في الظهور الى العلن ....وحكينا القصة دي ليه ؟؟؟ والله ما عارفة ...لكني بالجد محتارة الملك فاروق دااااك ؟؟؟ ولا واحد تاني؟؟؟ ...وووووسلام للملك .. ....ووصباحكم خير