مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تشعل مواقع التواصل بلقطة مثيرة مع المطربين "القلع" و"فرفور" وساخرون: (منبرشين فيها الكبار والصغار)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخدرات في الصيدليات (3) الخرشة.. حكايات صادمة ونهايات مؤلمة
نشر في النيلين يوم 26 - 05 - 2015

مدير إدارة الصيدلة: ضعف الإمكانيات أصبح عائقاً أمام مراقبة الصيدليات
إدارة المكافحة: يتم تهريب هذه الحبوب بسهولة عبر الجو والبحر والبر لخفة وزنها
الشبكات تستغل المدمنين في ارتكاب جرائم الاغتصاب والسرقة
طبيب: المتعاطون لحبوب الهلوسة يعانون من الضعف الجنسي
مدمن: اتجهت لتعاطي الحبوب المخدرة والمهلوسة لهذا السبب!!
اختصاصية اجتماعية: البنقو بوابة التعاطي لبقية المخدرات الأخرى
مصطلحات كثيرة ومتنوعة تطلق على أنواع معينة من الحبوب المؤثرة عقلياً مثل (الخرشة أبو صليب فايف وغيرها) والتي يتداولها الشباب والتجار والوسطاء فيما بينهم كعملية تمويه على نشاطهم المشبوه وربما لصعوبة أسماء هذه الحبوب العلمية، وتأتي خطورة هذا التعاطي الحديث لهذه الحبوب باختلاف مفعولها سواء كانت منشطة أو مثبطة أو مهلوسة في أنها عقاقير طبية عادية لا تثير الشبهات إذا ما قام أحد بحملها أو ترويجها عكس بقية المخدرات مثل البنقو والحشيش والتي لها أشكال متميزة ورائحة نفاذة تدل على المتعاطين والمروجين وتوقع بهم في شرك السلطات، ترى لمَ يتعاطى الشباب والطلاب من الجنسين هذه الحبوب المخدرة، وعلى ماذا يبحثون من خلال تعاطيها المكثف بينهم؟ وما هي تأثيراتها الصحية عليهم، وإلى أين تقودهم مستقبلاً؟ وهل يستطيع الشخص العادي والأسرة معرفة ما إذا كان أحد أبنائهم أو أقاربهم يتعاطى هذه الحبوب؟ وما هي مجهودات إدارة مكافحة المخدرات في هذا المجال خاصة وأن هنالك شبكات عالمية تخصصت في إنتاج وترويج هذا النوع من المخدرات وليس حاوية المخدرات “الكبتاغون” والمصنع الذي ضبط مؤخراً في الخرطوم والتاجر السوري الذي ضبط بحوزته (50) ألف حبة مخدرات منشطة (بنتاغون) ببعيد.
قصص واقعية
بداية التقيت بأحد المتعاطين والذي تحدث لي بعد تردد بعدما قلت له إننى أكتب بحثاً عن تأثير هذه الحبوب المخدرة، قال لي: (كنت أتعاطى الحشيش والبنقو في البداية ولكنني تركته واتجهت إلى تعاطي الحبوب المخدرة )، وعندما سألته عن سبب هذا التحول قال لأنه سهل في الحصول عليها من الصيدليات أو من الأسواق والتجار والمتعاملين فيها وذكر بأنه يتعاطى ما يجده سواء كان خرشة أو أبو صليب أو فايف وهنالك الكثير من المتعاطين لهذه الحبوب المتوفرة بحسب حديثه من قبل التجار والذين يعمدون إلى جعل المدمن يجد صعوبة في الحصول عليها، وعندما يصل إلى وضع صعب يرغمونه على ارتكاب جرائم مثل السرقة والاغتصاب وبيع المقتنيات الشخصية والتعدي على الآخرين وغيرها من الجرائم والمخالفات، وحتى بعد التعاطي وعند الشعور بالنشوة والسعادة تتولد لديه الجرأة والرغبة في ارتكاب الجرائم أي في الحالتين يصبح المتعاطي والمدمن مشروعاً لارتكاب الجرائم ويصبح تحت يد العصابات والشبكات الإجرامية فاقدًا للإرادة ومنقادًا دون وعي إلى ارتكاب كل أنواع الجرائم البشعة والصعبة والتي لا يصدقها عقل أو منطق في الحصول على متعة وسعادة زائفة، وهنالك مدمنون يعمدون إلى بيع منازلهم وأثاثات المنزل حتى يستطيعوا شراء المخدرات، وقد انعدمت النخوة في هؤلاء المدمنين إلى درجة إرسال زوجاتهم وبناتهم لاستلام حصة المخدر مما أدى إلى دخول النساء في التهريب والترويج لهذه المخدرات.
ضعف الرقابة
يقول مدير الإدارة العامة للصيدلة د. هشام الحاج في حديثه ل(الصيحة): الإمكانيات المتوفرة للمراقبة على الصيدليات ضعيفة مما انعكس سلباً على الرقابة عليها فهنالك أكثر من (1880) صيدلية في ولاية الخرطوم وقد تحدث المخالفة من أي صيدلية في منطقة ما ولا نعلم بها لأننا نكون في منطقة أخرى وطالبنا مرارًا وتكرارًا بتوفير المعينات، ولكن ضعف الإمكانيات أصبح عائقًا لعملية لمراقبة، وفي الوقت الذي توجد به صيدليات منضبطة وتتقيد بالقوانين توجد أخرى في القائمة السوداء وتحدث منها مخالفات متكررة تستوجب المساءلة والعقوبات والتي تصل إلى سحب الرخصة منها وإغلاقها، وقال هنالك ضوابط قاسية على تداول أدوية المؤثرات العقلية (الخرشة وغيرها) وهذه الضوابط منزلة على مستوى المستشفيات ولدينا إدارتان تراقبان الأدوية المخدرة والمؤثرة عقلياً داخل هذه المستشفيات فإدارة المؤسسات الصيدلانية العامة تصدق وتراقب وتشرف على هذه الأدوية داخل المستشفيات الحكومية، وإدارة المؤسسات الصيدلانية الخاصة للمستشفيات الخاصة، واستدرك قائلاً ” أتوقع أن تسريب هذه الأدوية المؤثرة عقلياً يكون قليلاً من هذه المستشفيات وإن وجدت مخالفات مماثلة يتم حسمها إدارياً، وقد يوجد خطأ في روشتة أو استمارة الصرف فنقوم بعمل توجيه إداري إذا لوحظت مثل هذه المشاكل، والصيدليات لا يحق لها بيع الأدوية المخدرة، ولكنها تقوم ببيع الأدوية المؤثرة عقلياً مثل الخرشة وغيرها، وهذه الأدوية لديها وكيل يتم استيرادها عبره بإذن (الرخصة أ) من المجلس القومي للأدوية والسموم ويحق له توزيعها بالجملة على الصيدليات، وبعد ذلك يقوم الصيدلي ببيعها بالتجزئة بوصفة طبية معتمدة ومختومة للمرضى، ومن خلال مراقبتنا للصيدليات قمنا بضبط وتجميع أكثر من (100) وصفة طبية مع بعض الصيدليات، وقد علمنا من الصيادلة أنهم اكتشفوا أن هذه الوصفات غير سليمة ورفضوا صرف الأدوية وقاموا بالاحتفاظ بها، وبعد الرجوع للجهات التى أصدرتها اتضح لنا أنها مزورة بالحاسوب، وأخرى تمت سرقتها من بعض الأطباء والعيادات والمستشفيات النفسية، ونحن نؤكد أن الصيادلة لا يتعاملون مع المتعاطين والمروجين لهذه الأدوية إلا بوصفة طبية.
وأشير إلى نقطة بالغة الأهمية وهي أن الصيادلة يتجنبون التعامل مع المتعاطين لخطورتهم فقد يعمد المتعاطي إلى التعدي على الصيدلي المتعامل معه في حال رفض الأخير صرف هذه الأدوية له ولتقيدهم بالقوانين الصادرة من المجلس القومي للصيدلة والسموم، وأضاف: نحن نستبعد تسرب الأدوية من الصيدليات وإنما هي تأتي بالتهريب من خارج الحدود وهي غير مسجلة، ونحن بتنسيقنا واجتماعاتنا مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اتضح لنا أن أغلبية الضبطيات مهربة بكميات كبيرة وهي أكبر من الكميات التي يستوردها الوكيل عبر القناة الرسمية بالمركز، ونحن نتعاون معهم فنياً في الكشف عليها وتصنيفها، وإذا كانت هنالك مشكلة فهي عدم احتفاظ الصيادلة بالروشتات التي يتم الصرف بها من قبل المرضى ومن المفترض وضع علامة عليها أو الاحتفاظ بها حتى لا يتم الصرف بها مرة أخرى، وعن الآثار الجانبية لهذه العقاقير المهلوسة والمخدرة، قال: هذه الأدوية هي في الأصل تستعمل لأغراض طبية، ويجب أن توصف من قبل الطبيب وفي الآونة الأخيرة أصبحت لها استخدامات غير مشروعة، ومن بعض الأعراض الجانبية لهذه الأدوية تغير في السلوك وقلق وأرق واضطراب وكثرة الكلام والهلوسة والإرهاق والتعب وعدم وضوح في الرؤية والغثيان والإمساك واحتباس البول مع عدم انتظام ضربات القلب، وفي بعض الأحيان فقدان الذاكرة .
مع إدارة المكافحة :
مضاعفات خطيرة يتعرض لها المدمنون والمتعاطون إضافة لها ارتخاء الأعصاب وفقدان وضعف القوة الجنسية للشباب كما أشار أحد الأطباء من أن المتعاطين لحبوب الهلوسة يعانون من الضعف الجنسى بعكس ما يروج له التجار والشبكات المروجة لهذه الحبوب.
إدارة مكافحة المخدرات يقع عليها العبء الأكبر في الحد من تداول هذه العقاقير المخدرة والمهلوسة ولذلك حملت أسئلتي وتوجهت إليهم للوقوف على مجهوداتهم في مكافحة هذا النوع الحديث من المخدرات فتحفظت الإدارة على بعض الأسئلة الخاصة بعدد المتعاطين من الجنسين، وعلى سؤال عن عدم إحكام الرقابة الصيدلانية على صرف الأدوية والمؤثرات العقلية والذي أدى لزيادة التعاطي بين الشباب.
وعن سؤالي عن مشروع الإستراتيجية ودوره في مكافحة المخدرات حال إجازته، قال اللواء شرطة حقوقي المكي محمد المكي: ” جوهر الإستراتيجية يرتكز على التنسيق الكامل بين أجهزة الدولة المختلفة سواء كانت مؤسسات تعليمية وتربوية أو صحية، بالإضافة إلى دور الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، كما يرتكز مشروع الإستراتيجية على محوري خفض العرض والطلب ومحور تقليل الأضرار الصحية والنفسية، وسيساهم مشروع الإستراتيجية في حال إجازته في محاربة ومكافحة المخدرات”.
وعن السؤال الخاص باتجاه الشباب إلى تعاطي الخرشة وغيرها عوضاً عن المخدرات الأخرى مثل البنقو والحشيش، قال اللواء المكي: ” هذا التحول الكبير ليس في السودان فحسب وإنما على مستوى العالم بحسب تقارير مكتب الأمم المتحدة المعنية بمكافحة المخدرات والجريمة، حيث تشير التقارير إلى سهولة تهريب هذه الحبوب بسهولة عبر الجو والبحر والبر لخفة وزنها ولكن يظل البنقو هو الأكثر انتشاراً في السودان”.
كما سألت عن جهود الإدارة في الحد من تعاطي الحبوب المخدرة والمهلوسة بأنواعها المختلفة بين الشباب وطلاب الجامعات والمدارس، فجاءت إجابة اللواء كالآتي: ” جهود الإدارة تتمثل في إقامة محاضرات توعوية على مستوى المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وكذلك امتدت إلى الأحياء السكنية وكذلك المشاركة بمعرض متكامل عن أضرار المخدرات في احتفالات الجامعات سواء ببداية العام الدراسي أو نهايته ويتم تخصيص محاضرات للأمهات وربات المنازل والمرأة العاملة، إضافة للعمل الميداني في المكافحة والتي حققت نتائج إيجابية وفعالة حدت كثيراً من وجودها.
أضرار المخدرات
ويضيف في إجابته على بقية الأسئلة قائلاً: ” تقوم الإدارة بعمل المكافحة على المستوى المحلي والتنسيق على المستوى الإقليمي والدولي في مجال تبادل المعلومات وطرق التهريب المستخدمة، كما نقوم بالمكافحة اليومية للمروجين بمناطق الاستهلاك بالمدن.
وفى سبيل تنفيذ خطط المكافحة نستخدم كافة الإمكانيات المتاحة والمسخرة من آليات ومعينات عمل، كما نجد الدعم الكامل والموازنة من رئاسة الشرطة ووزارة الداخلية.
وجاءت إجابة اللواء شرطة حقوقي المكي عن السؤال الأخير عن الجانب التوعوي والتخويفي من قبل الإدارة للحد من التعاطي وضعف استخدام الإعلام فى هذا الجانب من قبل الإدارة فقال: ” تعمل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على مستويين، الأول: خفض العرض، ويتم فيه القبض على التجار والمروجين والتحري معهم وتقديمهم إلى محاكمات عادلة وفقاً لقانون المخدرات والمؤثرات العقلية للعام ( 1994م)، والمستوى الثاني خفض الطلب عن طريق المحاضرات التوعوية والمعارض حول أضرار المخدرات، وهذان المستويان هما وجه لعملة واحدة، أما عن وسائل الإعلام فتتم أحيانا استضافتنا في بعض البرامج في الإذاعة أو التلفزيون، ونقوم بعرض دور الإدارة “.
واستدرك قائلاً: ” ولكن لابد من تخصيص مساحات يومية أو أسبوعية في وسائل الإعلام لتوعية المشاهد بأضرار المخدرات، خاصة أن الإعلام يلعب دورًا مؤثرًا وفاعلاً إذا أُحسن استخدامه”.
السموم تمتنع!!
ذهبت محاولاتي في التحدث إلى المسؤولين في المجلس القومي للأدوية والسموم أدراج الرياح بالرغم من تسليمهم خطاب وأسئلة التحقيق عبر قناتهم الإعلامية وملاحقتهم المتكررة دون جدوى، حيث عللت لي الزميلة الصحفية التي تدير مكتب الإعلام بالمجلس ذلك إلى انشغالهم بالمعركة الدائرة بينهم وبين إدارة الصيدلة ولاية الخرطوم، بالرغم من وعودها لي بالإجابة على الأسئلة من قبل القسم المختص في أقرب وقت، ولكن لم يحدث هذا، وقمت بعد ذلك بإرسال رسالة إلى الأمين العام للمجلس للرد على الأسئلة ولكن لم أتلق منه رداً على الرسالة حتى اكتمال التحقيق وتقديمه للنشر.
تأهيل وتعافٍ
حدث الإدمان فهل انتهى الأمر ما الذي يحدث بعد ذلك للمدمن هل يستسلم للأمر أم هنالك طرق علاج وتعافٍ، وكيف يمكن تجاوز مرحلة الإدمان والوصول لبر الأمان..؟
سمعت عن مركز “حياة” للعلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي، وهو مركز حكومي تابع لوزارة التنمية الاجتماعية فقصدته لأستطلع الأمر، فاتصلت على المدير العام رحاب شبو والتي رحبت بي ووجهتني للحديث مع الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في المركز, فجلست إلى الاختصاصية الاجتماعية عدوية عبد الله، والتي قالت لي: ” مركز “حياة” هو أول مركز علاجي تأهيلي للمدمنين نفسياً واجتماعياً في السودان، ويخضع المدمن للعلاج تحت إشراف فريق علاجي مكون من استشاري صحة نفسية واختصاصي اجتماعي واختصاصي نفسي وتمريض، ولكل دوره في علاج المدمن، وفي النهاية تتكامل الأدوار بين أعضاء الفريق، والتعاطي قد ينتج من كثرة تلقي الأدوية المهدئة والمخدرة للمرضى النفسانيين وفي النهاية يدمنون عليها، وهذا يسمى (سوء الاستخدام)، ويتوقف علاج الإدمان على مدى استعداد المدمن ودافعيته للتوقف عن الإدمان ورغبته في التعافي، ودعم أسرته والمحيطين به، وحالياً لدينا حالات تعافت تماماً ويأتون إلى المركز للمتابعة”.
وتابعت قائلة: ” الإدمان مرض مزمن كغيره من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى تفهم ومعايشة من المجتمع، ومن الخطأ وصفهم بالمجرمين، لأن هذا السلوك معهم يزيد مشاكلهم تعقيداً، وعلاج الإدمان ليس صعباً، ولكنه يمر بمراحل عديدة وطويلة تتطلب الصبر والتحمل حتى يعود الشخص المدمن إلى شخص طبيعي، والرجوع أو الانتكاسة عن العلاج أصعب وأخطر لأن المدمن يلجأ إلى التعاطي بصورة أكبر وهذا يحدث لأن الإدمان مرض انتكاسي يتطلب قوة إرادة وصلابة”.
وعن متعاطي العقاقير الطبية المخدرة وإذا كانوا الأكثر عدداً بين المترددين، قالت عدوية: ” متعاطو البنقو والحشيش والشاش مندي هم الأكثر تردداً على المركز من بقية المتعاطين، وذلك لأن البنقو هو بوابة التعاطي لبقية المخدرات الأخرى ومن خلاله يبحث المتعاطي عن السعادة والنشوة، ويلجأ إلى تجريب بقية المخدرات مثل الخرشة والفايف والصليب وغيرها، ويظل في رحلة بحث تجريبي”.
وعن تكلفة العلاج والتأهيل إذا ما كانت باهظة أو في متناول الأيدي قالت: ” علاج التعاطي مكلف وغالٍ فعلاً لأن المدمن يحتاج إلى مراحل متعددة وطويلة تمتد إلى عامين حتى يصل مرحلة التعافي من السموم والناحية المزاجية وحلحلة جميع مشاكله التي دفعت به إلى التعاطي والإدمان”.
بعدها توجهت إلى استشاري الطب النفسي في المركز د. عبد العزيز أحمد لأسأله عن مراحل العلاج، فقال لي: ” علاج الإدمان يتكون من ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تتمثل في الأعراض الانسحابية بعد التوقف المباشر عن التعاطي وهذا في مجمله علاج طبي ويمكن أن يتم في المستشفيات ومراكز الطب النفسي، والمرحلة الثانية هي مرحلة منع الانتكاسة وهذا علاج نفسي يحتاج إلى مركز متخصص مثل هذا المركز، وهو الأول في السودان متخصص في علاج الإدمان، والمرحلة الثالثة والأخيرة مرحلة التعافي وهي علاج اجتماعي بأن يعود المدمن فعالاً في المجتمع، ويمكن أن يتم هذا العلاج بالعيادة الخارجية للمركز، ولذلك فإن علاج الإدمان مكلف فعلاً ولكنه الأقل تكلفة في هذا المركز المتخصص، ونسعى حاليًا إلى توفير علاج مجاني لغير المستطيعين والذين يأتون إلينا طلباً للعلاج، ونقول لهم (زول ما عنده قروش ما بيرجع)، ونناشد أهل الخير لدعم المركز وتبني علاج المدمنين”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.