*يقولون أن فلاناً هذا (تلبكت) معدته عقب الطعام.. *وأن ذاك أصابه (تلبك) معوي عقب سماعه خبر إقالته.. *وأن هذه شعرت بأن معدتها (ملبكة) عقب مشكلة مع زوجها.. *و(التلبك) هو عكس اليسر و السلاسة والبساطة والاندياح.. *وكمثال على الصفات الثانية هذه كلام الله في كتابه الكريم .. *هو كذلك رغم نزوله في زمان (درير كخزروف الوليد أمرَّه).. *فقد أراد الله له أن يكون (مهضوماً) لا يسبب (التلبك) العقلي.. *ومن ثم يبقى إلى حين قيام الساعة صالحاً لكل زمان ومكان.. *فالناس تطرب للسلاسة – في النظم والكلم والنثر- وتنفر من التعقيد.. *وفي الصحافة كان أنيس هو رائد مدرسة السهل الممتنع بعد تطويره لنهج التابعي.. *ومما يُحكى عنه أنه كان رافضاً لدرجة الدكتوراة رغم تفوقه الدراسي المشهود.. *فهو كان أول دفعته من لدن الابتدائي وإلى مرحلة الجامعة.. *بل وكان الأول على مستوى الجمهورية في امتحانات الشهادة الثانوية.. *وسبب (عقدته) من الدكتوراة هو ما ارتبط بها من (تعقيد) من قِبل حامليها.. *فقد رأى أنهم يميلون إلى التعقيد كي يُقال عنهم أنهم (فاهمون).. *ولكنه ما كان يريد ألا يفهمه الناس- حتى العوام منهم- وإلا عد نفسه (فاشلاً).. *فالنجاح هو القدرة على (تبسيط) الفكرة إلى الناس (كل الناس!!).. *ولذلك نجح القرآن في أن يكون (مفهوماً) حتى لمن كان مثل أهلنا (الناطقين بغيرها).. *وفي الفلسفة لم تنجح – على أرض الواقع- إلا الفلسفات غير ذات التعقيد.. *لم تنجح إلا فلسفة جون ديوي ووليم جيمس (البراغماتية العملية) في أمريكا.. *وكذلك نجحت أشعار أمثال إيليا أبي ماضي – الفصحى- ذات (العذوبة الواقعية).. *وأيضاً كتابات أنصار مدرسة (السلاسة التعبيرية) في مجال الصحافة.. *فالإنسان ينفر – بفطرته السليمة – من كل ما يتسبب له في (التلبُّك).. *سواء (التلبك) المعوي ، أو الذهني ، أو العاطفي ، أو البصري.. *وأنا شخصياً – كاتب هذه السطور- أنفر من غالب كتابات أصحاب حرف (الدال).. *فهي تسبب لي من (التلبك العقلي) ما يسببه كلام بعض (منظراتية) الإنقاذ.. *سيما الذين يُسمون منهم (خبراء استراتيجيون!!!). الصيحة