فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم السؤال: ما حكم مجامعة الرجل لزوجته في الحمام ثم الاغتسال معاً واحداً بعد الآخر؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد. فالرجل مع زوجته لا عورة بينهما؛ بل كما قال ربنا سبحانه {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} وقال النبي صلى الله عليه وسلم (احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك) لكن ما ينبغي التعري من غير حاجة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإنسان حين يكون خالياً قال (فالله أحق أن يستحيى منه) وجماع الرجل لزوجته في الحمام لا إثم عليهما فيه ولا حرج إن شاء الله؛ لعموم قوله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} لكن عليهما أن يلتزما السنة في الإتيان بالذكر المأثور حال دخول الحمام وهو قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) وكذلك الذكر المأثور عند الجماع (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا). وأما الاغتسال مع الزوجة فقد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، فَأُبَادِرُهُ، وَأَقُولُ: دَعْ لِي، دَعْ لِي) رواه أحمد والنسائي، وقالت رضي الله عنها «عَائِشَةَ قَالَتْ: (كُنْت أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إنَاءٍ وَاحِدٍ تَخْتَلِفُ أَيْدِينَا فِيهِ) متفق عليه. والله الموفق والمستعان..