هل تعيد قمة البيت الأبيض اليوم ترسيم خريطة أوروبا الجيوسياسية؟ بعد أن اباها مملحة في مينسك واسطنبول، هل ياكلها زيلينسكي ناشفة في ترمبستان؟ في إطار مساعيه الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأوكرانية، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستضافة قمة مصيرية اليوم في المكتب البيضاوي، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة بريطانيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. تأتي هذه القمة في أعقاب اللقاء التاريخي بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي، مما يضفي عليها طابعاً استثنائياً. يُعتقد أن هذه المحادثات قد تشكل منعطفاً حاسماً في الصراع الأوكراني، حيث تُناقش خريطة طريق لإنهاء الحرب بناءً على ما تم الاتفاق عليه بين تر مب وبوتين. يُعدّ اجتماع جميع هؤلاء القادة العالميين حدثًا بالغ الأهمية، خاصةً بعد لقاء ترمب مع بوتين يوم الجمعة الماضي. تشير هذه الاجتماعات إلى أن تغييرًا هائلًا يلوح في الأفق. لكن لا أحد يعلم على وجه التحديد ما ناقشه ترامب وبوتين واتفقا عليه، لكن بعض عناصر الصفقة المحتملة لإنهاء الحرب واضحة ونهائية: من وجهة نظر بوتين لن تعود شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا أبدًا، ولن تنضم أوكرانيا أبدًا إلى حلف شمال الأطلسي – الناتو. ما هو قابل للنقاش ومفتوح للأخذ والرد والمساومة هو ما إذا كان بإمكان أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتمتع بضمانات أمنية غربية. (علما بان فرنسا لن ترحب بإنضمام أوكرانيا للإتحاد الأوروبى لان إمكاناتها الزراعية الهائلة تشكل خطرا تنافسيا مباشرا علي القطاع الزراعي الفرنسي شديد الأهمية والذي يتمتع أصحابه بوزن انتخابي هام). وفيما يتعلق بقضايا الحدود، يبدو أن روسيا لن تتنازل عن أجزاء من أوكرانيا التي ضمتها، وخاصة لوغانسك ودونيتسك. ومع ذلك، قد تقبل روسيا بالتخلي جزئيًا أو كليًا عن مطالباتها بمناطق روسية أخرى في أوكرانيا مثل خيرسون وزابوريزهيا ودرة البحر الأسود مدينة أوديسا العظيمة. قد يبدو الاتفاق على هذا المنوال، أضف أو أنقص قليلا، حلاً وسطًا معقولًا لأن ترمب يمكنه الادعاء بأنه أنقذ خيرسون وزابوريزهيا وأوديسا من الدب الروسي، وأنقذ أوكرانيا من المزيد من الدمار وأنقذ العالم من حرب نووية محتملة ستقتل جميع البشر. من ناحية أخرى، يمكن لبوتين أن يبتسم بعد الاحتفاظ بلوغانسك ودونيتسك وشبه جزيرة القرم قانونيًا في اتفاقية سلام توقعها جميع القوى الغربية الرئيسية وأوكرانيا ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما يجعل هذه الأراضي تابعة قانونيًا ونهائيًا لروسيا. لكن القوميين الروس قد يهاجمون بوتين لتخليه عن خيرسون وزابوريزهيا وأوديسا، لكن بوتين قوي جدًا ويحظى بشعبية كبيرة في روسيا ويمكنه الصمود في وجه هذه الهجمات. يمكنه أيضًا الادعاء بأن روسيا أكبر دولة في العالم، بمساحات شاسعة خالية من السكان. بمعنى آخر، لا تحتاج روسيا إلى أراضٍ إضافية، بل تحتاج إلى السلام والتعايش الطبيعي مع أوروبا وأمريكا حتى تتمكن من الإنتاج والتجارة والتطور اقتصاديًا وتكنولوجيًا كواحدة من أعظم الدول والحضارات و الثقافات علي مر التاريخ. تبقى هذه السيناريوهات مجرد توقعات في انتظار ما ستسفر عنه قمة اليوم التي قد تُعيد رسم الخريطة الجيوسياسية لأوروبا. العالم يترقب بقلق هذه التطورات، آملاً أن تسفر عن حل يحفظ شيئ من ماء وجه جميع الأطراف ويجنب البشرية مخاطر الحرب (لكن بصراحيا زيلينسكى وقادة أوروبا ها ياخدو بمبة من نوع تاباها مملحة في مينسك واسطنبول، تاكلها ناشفة في ترمبستان) . لكن كل هذا تخمين. لا أحد يعلم بالضبط ما سيحدث اليوم في البيت الأبيض. لكننا سنعرف قريبًا. فلنأمل ألا يتعرض السيد زيلينسكي للجلد والإساءة مجددًا. معتصم اقرع معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة