فور ما صدرت قرارات السيد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول البرهان بشأن الاحالة والترقيات للسادة الضباط ، بدا أثر القرار على صفحات الرأي العام وأدوات تداوله بصورة كثيفة وعميقة ، فيها من التفاعلات ما لم يتوافر لغيرها حتى من أحداث وقضايا الحرب والسلام وذلك للآتي : القرار المتعلق باحالة عدد من الضباط في كشف رتبة اللواء للمعاش ، واحداث تغيير في هيكل هيئة القيادة ، وبرغم أن عدد اللواءات الذين شملهم القرار نحوا من 26 لواء وعدد العمداء نحوا من 53 عميد . إلا أن أغلب التداول تم باسماء محددة وذلك لما ارتبط بهم من أحداث جسام وتحديات عظيمة بحكم وظائفهم ساعة اندلاع الحرب ، واستهداف مقارهم ومعاقلهم لأهميتها الاسراتيجية والمفتاحية بالنسبة للعدو الذي اجتهد في السعي للسيطرة عليها ، وبذل كل امكانياته النارية وحشده البشري لتحقيق ذلك ، غير أن صمود هؤلاء القادة ، وبروز شخصياتهم القيادية الفذة ، وتفتق عبقرياتهم في ادارة معركة بشكل مختلف كليا ، وافشال كل مجهودات العدو ، وتحقيق النصر الكامل في النهاية في مشاهد وحصص من الثبات قمينة بأن تأخذ مكانها في كتب التاريخ العسكري ، وتدرس كنماذج لادارة حروب هجينة من حيث المكان والمدى الزماني والأسلحة والعتاد المستخدم والتعبئة والتكتيك والحرب النفسية ، ولكل حرب سادة ، ولكل معركة قادة خاصة صناع النصر الكبير من هنا برزت أسماء ولمعت نجوم وبزغت أقمار وأطلت شموس في هذا المضمار ، اللوا د. نصر الدين عبد الفتاح في المدرعات (و للرجل مواقف تجاه المجرم حميدتي وقتما كان مؤثرا في القرار العسكري خاصة تجاه الضباط الذين أظهروا امتعاضهم من تدخلاته ) واللوا ظافر عمر في المهندسين ، واللواء عبد العزيز أبكر في الإشارة وقادة المتحركات ، الذين دافعوا عن شرف المدن ، وكسحو الجنجويد ، وأعادوا الأمن بعد الخوف ، والاستقرار بعد الزلزلة وهكذا تعلقت أفئدة الناس باطلالة اللوا د ربيع والعميد علي بيلو في قطاع سنار وبعده اللواء عبد المنعم ، وفي قطاع الفاو تألق الفريق آدم هرون وفي النيل الأبيض التماسيح العشارية ، وابداعات متحرك الصياد بتعاقب قياداته الفذة الجسورة ، وفي الفاشر اللواء ود الخضر ، وفي بابنوسة اللواء معاوية حمد ، والقائمة تطول فعذرا . ومن الصف والجنود تجلت بطولات وصولات لا يمكن حصرها وما نجاح القائد الا بصمود وبسالة جنوده ، فحفظت الذاكرة الجمعية هذه الأسماء ، وعشقت تلك الصفات وأحست بالأمان في معيتها ، وشعرت بالامتنان لعطائعها ، وشفت باعمالها الصدور لما اقتصت من الجنجويد ، وأصبح هؤلاء القادة كأنهم صمام الأمان ، والباب المتين في سور الوطن ، لا يستطيع بعض الرأي العام ، لا يستطيع التعايش مع فكرة اقصاء هؤلاء القادة صناع النصر ( وليهو حق ) لأنهم من باشر هذه المهام انتدابًا من القوات المسلحة ، وربما لا يعلم ( الرأي العام ) أن مخزون الجيش من الرجال لا ينفد ، وتعاقب الأجيال مستمر من نحو ( مئة عام ) ولم تنتكس الراية ، وهي سنن ماضية على الجميع سواء في الجيش أو الوظيفة العامة أو حتى الحياة نفسها ، فكم من شهيد غادر هذه الحياة في هيئة ( *جليبيب* ) لا يعرفه أحد غير أهله الأقربين ، وكم بين طيات ثرى هذه المعسكرات والمقار من أجداث مملؤة صبرًا ، كانت حفية العطاء ، كريمة البذل بانفاسها ودمها ، آثرت به سلامة وطنها وأمان أهله دون أن تطلب مقابل . نعم قرار الاحالة ( *عادي* ) حتى يستمر تدفق تيار التناوب ، وتلاحق الدفع، وتعاقب الاجيال، وتجدد العزم ،واتاحة الفرص، واستمرارية الحياة والحيوية في عروق الجيش ، لكنه أي القرار جاء في توقيت ( *غير* *اعتيادي* ) وذلك مبلغ التحدي بأن أصبح الشعب كله جيش ، يناقش التعبئة والخطط ، ويقترح البدائل ، ويقدم (الملاحيظ) ويكتب تقارير القيادات ما بين الاشادة والانتقاد ، ولذلك نزل عليه أمر احالة بعض نجومه منزل الكارثة والمصيبة ، فذهب الناس المذاهب ، وتحدثوا عن المؤامرة وتصفية الحسابات بل واستهداف عناصر وجهات بهذه الكشوفات وكل ذلك محض اختلاق ، وتبرير نفسي لموجدة وجدوها في أنفسهم تضامنًا مع بعض القيادات التي أعطت أجمل ماعندها للوطن . هؤلاء القادة الافذاذ يستحقون التقدير والثناء والخلود في وجدان شعبهم مثلما خلدت بطولات الأولين من صناديد المسلمين في محاور الفتح الإسلامي ، ومن من الناس لا يعرف خالد بن الوليد ، والقادسية فارقة التاريخ الوضئ وخلاصة العبقريات العسكرية والجدارة والجسارة في أسمى تجلياتها ، ومع ذلك يأتي قرار ( القيادة ) بالاحالة لخالد وتسليم أبوعبيد بن الجراح القيادة ، وبالتأكيد وقع الأمر في أنفس الجند والمؤمنين موقعًا ليس بعيدًا مما وقع هنا ، ولكن مضت المعركة بالنصر وبقيت قيمة ( المؤسسة لا الرجال ) فالجيش مؤسسة ولود بمعنى الكلمة ، خصيبة لا يصيبها المحل ، ولا تنفش فيها الغنم الهاملة ، ولا يبلغها الكبر المانع لاستمرارية النسل ، فهي نفسها تمارين الصباح ، وسباق الضاحية ، وماراثون التخرج ، وضرب نار ، وطوابير السير الطويلة ، والقفز بالمظلات ، لم تفتر ولا نفسها بقوم ، هي هي ذات الملامح والصفات عبر مداها . ومع التقدير الكبير للتعاطف والمؤازرة الا أن الرجاء يبقى في ترك القيادة تقوم بعملها وفق الموجهات والتقاليد الراسخة دونما أي مؤثرات قد تخامر بعض الأذهان . وسيبقى هؤلاء القادة في مقام التقدير والاحترام وتبقى القوات المسلحة هي الأرض التي أنبتتهم ، والمدرسة التي خرجتهم . وعلى ذات السروج التي ترجلوا منها ، وثب عليها فرسان جدد ، بعزم جديد وحماس لا يضاهى ، ويستمر المسير ، ويستكمل النصر على الجنجويد بحول الله وتأييده ، وتركز الرايات هناك في الحدود ويرفع التمام السودان خاليًا ونظيفًا من الأوباش كما قال القائد في رهيد النوبة في عمق أرض العمليات وبالله التوفيق أرمو قدام بل بس اللواء م يونس محمود إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة