وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    مشار وكباشي يبحثان قضايا الاستقرار والسلام    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    راصد الزلازل الهولندي يحذر مجدداً: زلزال قوي بين 8 و10 مايو    (تاركو) تعلن استعدادها لخدمات المناولة الأرضية بمطار دنقلا والمشاركة في برنامج الإغاثة الإنسانية للبلاد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    أول اعتراف إسرائيلي بشن "هجوم أصفهان"    "الآلاف يفرون من السودان يومياً".. الأمم المتحدة تؤكد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماﺣﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ؟
نشر في النيلين يوم 02 - 01 - 2016


ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻓﻲ
ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ((ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻻ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺍﻟﺰﻭﺭ )) ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺠﺎﻫﺪ
ﻭﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺎﻥ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ: ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ
ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭﺍﻟﺰﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺼﻨﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺬﺏ
ﺃﻭ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ. ﺍ.ﻫ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ:
ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻣﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﻫﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ
ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺃﻟﻌﺎﺑﻬﻢ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺭ
ﻣﻔﻌﻮﻻً ﺑﻪ ﻟﻴﺸﻬﺪﻭﻥ. ﻭﻫﺬﺍ ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺗﺠﻨﺒﻬﻢ، ﺃﻣﺎ ﺷﻬﻮﺩ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ
ﻓﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ “ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳَﺪﻋﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً
ﺁﺧﺮ .” ﻭﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ
” ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ
ﻳﺨﻮﺿﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻣﺎ ﻳﻨﺴِﻴَﻨَّﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥُ ﻓﻼ ﺗﻘْﻌُﺪ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ .”ﺍ . ﻫ ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺃﻥ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﺣﻲ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺗﻬﻨﺌﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﻜﺮ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﺇﻟﻴﻪ { ﻛﺒﺮﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﺇﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻻ
ﻛﺬﺑﺎ } ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﻟﻤﻮﺍﻻﺗﻬﻢ ﻭﻣﻮﺩﺗﻬﻢ ﻭﻗﺪ
ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : {ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎً ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ
ﻳﻮﺍﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﺃﻭ
ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺃﻭ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ
ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ} ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﻭﻳﺨﺎﻟﻄﻬﻢ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻬﻢ ﺑﺄﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺃﻭ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺣﻴﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ
ﺧﻴﺮﺍً ﻟﺴﺒﻘﻮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﻯ ﺑﻬﻢ:
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
2/48 : ﻭﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻪ . ﻭﺭﺁﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻋﻴﺪﻩ
ﻭﻋﻮﻧﺎً ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻛﻔﺮﻩ . ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺤﻞ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻌﻮﺍ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﻴﺪﻫﻢ ﻻ
ﻟﺤﻤﺎً ﻭﻻ ﺇﺩﺍﻣﺎً ﻭﻻ ﺛﻮﺑﺎً ﻭﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ؛
ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﺸﺮﻛﻬﻢ ﻭﻋﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ،
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺴﻼﻃﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻟﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﻬﻰ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ : ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ {ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ} ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻔﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺧﺘﺼﻮﺍ ﺑﻪ،
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻜﺮﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ: ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﺧﺎﻟﻔﻨﺎ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ 2/348 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻴﺶ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺳﺌﻞ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻦ
ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﺬﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻩ: ﻋﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻫﻞ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻡ ﻻ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ: ﺇﻥ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﺬﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻗﺼﺪ ﺗﻌﻈﻴﻢ
ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻋﻴﺪﻫﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ .ﺍ. ﻫ
ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ
ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﺘﺠﺪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺩﻭﺭ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻏﻠَّﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ
ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻟﻴﺖ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻞ ﺳﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﻭﺱ
ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﻞ ﺗﺠﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻓﻴﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ
ﻭﺛﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺃ . ﻫ
ﻭﻟﻮ ﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻧﺎ ﻓﻠﻢَ ﻻ ﻧﻬﻨﺌﻬﻢ
ﺑﺄﻋﻴﺎﺩﻫﻢ؟ ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺤﻜﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﺑﺎﻷﻫﻮﺍﺀ
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﻬﻨﺌﺘﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻣﺒﻴﺤﺔ ﺗﻬﻨﺌﺘﻨﺎ ﻟﻬﻢ، ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ
ﻻﺯﻣﺔ ﺑﻜﻞ ﺣﺎﻝ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﻜﺎﻓﺌﻬﻢ
ﺑﺪﺧﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﺜﻼ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺴﻘﻰ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺧﻤﺮﺍً ﺃﻳﺤﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻴﻪ ﺍﻟﺨﻤﺮ؟
ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻢ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻈﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻳﻌﺮﺽ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ.
ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻬﻨﺌﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ
ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻛﺰﻭﺍﺝ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ
ﻣﻬﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.