اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: التقديم الالكتروني (الموحّد) للتشكيل الوزاري    مسؤول بهيئة النظافة يصدم مواطني الخرطوم    كامل إدريس وبيع "الحبال بلا بقر"    "الكنابي": تهجير المواطنين بإزالة السكن العشوائي في الجزيرة والخرطوم تطور خطير    الأسلحة الكيميائية وانهيار الجيش السوداني    السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة    إيران تغرق إسرائيل بالصواريخ من الشمال إلى الجنوب    هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟    بوتافوجو يفجر كبرى مفاجآت المونديال بإسقاط سان جيرمان    "كاف" يعلن عن موعد جديد لانطلاق بطولتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي    عندَما جَعلنَا الحَضَرِي (في عَدّاد المَجغُومِين)    حكومة أبو نوبة.. ولادة قاتلة ومسمار آخر في نعش "تأسيس"    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    السفير عدوي يشيد بدراسة إنشاء منطقة لوجستية على الحدود السودانية    الاهلي المصري نمر من ورق    الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي    السجن والغرامة على متعاون مع القوات المتمردة بالأبيض    ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    الفوز بهدفين.. ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    السودان والحرب    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماﺣﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ؟
نشر في النيلين يوم 02 - 01 - 2016


ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻓﻲ
ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ((ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻻ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺍﻟﺰﻭﺭ )) ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺠﺎﻫﺪ
ﻭﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺎﻥ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ: ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ
ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭﺍﻟﺰﻭﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺼﻨﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺬﺏ
ﺃﻭ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ. ﺍ.ﻫ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮﺭ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ:
ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻣﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﻳﺤﻀﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﻫﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ
ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺃﻟﻌﺎﺑﻬﻢ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺭ
ﻣﻔﻌﻮﻻً ﺑﻪ ﻟﻴﺸﻬﺪﻭﻥ. ﻭﻫﺬﺍ ﺛﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺗﺠﻨﺒﻬﻢ، ﺃﻣﺎ ﺷﻬﻮﺩ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ
ﻓﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ “ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳَﺪﻋﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً
ﺁﺧﺮ .” ﻭﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ
” ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺗﻨﺎ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ
ﻳﺨﻮﺿﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺇﻣﺎ ﻳﻨﺴِﻴَﻨَّﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥُ ﻓﻼ ﺗﻘْﻌُﺪ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ .”ﺍ . ﻫ ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﺃﻥ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﺣﻲ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﺑﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺃﻳﺎً ﻛﺎﻥ
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺗﻬﻨﺌﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﻜﺮ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﺇﻟﻴﻪ { ﻛﺒﺮﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﺇﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻻ
ﻛﺬﺑﺎ } ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﻟﻤﻮﺍﻻﺗﻬﻢ ﻭﻣﻮﺩﺗﻬﻢ ﻭﻗﺪ
ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : {ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎً ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ
ﻳﻮﺍﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﺃﻭ
ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺃﻭ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ
ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ} ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻛﻨﻬﻢ ﻭﻳﺨﺎﻟﻄﻬﻢ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻬﻢ ﺑﺄﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺃﻭ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺣﻴﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ
ﺧﻴﺮﺍً ﻟﺴﺒﻘﻮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻘﺘﺪﻯ ﺑﻬﻢ:
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
2/48 : ﻭﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻪ . ﻭﺭﺁﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻋﻴﺪﻩ
ﻭﻋﻮﻧﺎً ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻛﻔﺮﻩ . ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺤﻞ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻌﻮﺍ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﻴﺪﻫﻢ ﻻ
ﻟﺤﻤﺎً ﻭﻻ ﺇﺩﺍﻣﺎً ﻭﻻ ﺛﻮﺑﺎً ﻭﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ؛
ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﺸﺮﻛﻬﻢ ﻭﻋﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ،
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺴﻼﻃﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻟﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﻬﻰ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ : ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ {ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ} ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻔﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺧﺘﺼﻮﺍ ﺑﻪ،
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻜﺮﻩ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ: ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺇﻻ ﺧﺎﻟﻔﻨﺎ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ 2/348 ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻴﺶ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺳﺌﻞ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻦ
ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﺬﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻩ: ﻋﻴﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻫﻞ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻡ ﻻ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ: ﺇﻥ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﺬﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻗﺼﺪ ﺗﻌﻈﻴﻢ
ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻋﻴﺪﻫﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ .ﺍ. ﻫ
ﻧﻘﻠﻪ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ .
ﻭﻣﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ
ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﺘﺠﺪ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺩﻭﺭ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻏﻠَّﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ
ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻟﻴﺖ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻞ ﺳﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﻭﺱ
ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﻞ ﺗﺠﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻓﻴﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ
ﻭﺛﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺳﺎﺀﻭﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺃ . ﻫ
ﻭﻟﻮ ﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻧﺎ ﻓﻠﻢَ ﻻ ﻧﻬﻨﺌﻬﻢ
ﺑﺄﻋﻴﺎﺩﻫﻢ؟ ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺤﻜﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﺑﺎﻷﻫﻮﺍﺀ
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﻬﻨﺌﺘﻬﻢ ﻟﻨﺎ ﻣﺒﻴﺤﺔ ﺗﻬﻨﺌﺘﻨﺎ ﻟﻬﻢ، ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ
ﻻﺯﻣﺔ ﺑﻜﻞ ﺣﺎﻝ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﻜﺎﻓﺌﻬﻢ
ﺑﺪﺧﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﺜﻼ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﺴﻘﻰ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺧﻤﺮﺍً ﺃﻳﺤﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻴﻪ ﺍﻟﺨﻤﺮ؟
ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻢ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻈﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻳﻌﺮﺽ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ.
ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ
ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻬﻨﺌﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ
ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻛﺰﻭﺍﺝ ﻭﻧﺤﻮﻩ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ
ﻣﻬﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.