عثمان ميرغني يكتب: لا وقت للدموع..    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    دبابيس ودالشريف    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مريدي الشيخ الامين: اﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ،ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
نشر في النيلين يوم 31 - 12 - 2015

ﺣﻜﻢ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ( ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻫﺎﻧﻪ ﺍﻟﻠﻪ )- ﺇﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ،ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : (ﺍﻟﺒﻴﻨﺔُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪّﻋﻲ، ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﺃﻧﻜﺮ ). ﻓﺄﻱ ﺇﺩﻋﺎﺀ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻓﺈﻥ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﺪﺩ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﻓﻘﺪ ﺻﺢ
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ : (ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﻗﻮﻟﻲ ، ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻌﻠﻲ ﻻ ﺃﻟﻘﺎﻛﻢ
ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﺑﺪﺍ ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺩﻣﺎﺀﻛﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ
ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺮﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻛﺤﺮﻣﺔ
ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﺳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻓﻴﺴﺄﻟﻜﻢ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻓﺄﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺼﻮﻧﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻱ ﺍﻣﺮﺉ ﺃﻥ
ﻳﻨﺘﻬﻜﻬﺎ ، ﺃﻭ ﻳﺸﻬﺮ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ
ﺑﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ؟ ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺣﻔﻆ
ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﺘﻬﻢ ﻣﺠﺮﻭﺡ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ
ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻭﺳﺒﻬﻢ ﻭﺗﺠﻬﻴﻠﻬﻢ ﻭﺗﺤﻘﻴﺮﻫﻢ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ
ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ ، ﻟﻬﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﺇﻻ
ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻛﺠﺎﻫﻞ ، ﻋﻤﻴﻞ ،
ﺣﺎﻗﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺪﻟﻴﻞ ؟ ﺑﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ؟ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺤﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻫﻮ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺎﻛﺮﺓ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻟﻠﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺒﻴﻨﺔ ﺗﺪﻝ
ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻣﺰﺍﻋﻤﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪﺭﻭﻥ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻧﻬﻢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ، ﺃﻭ ﻳﺮﺩﻭﻥ
ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺷﺒﻬﺎﺗﻬﻢ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻖ ، ﻭﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺤﻖ ،ﻭﻛﻞ
ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﺘﻬﻢ ﻣﺠﺮﻭﺡ ، ﻧﻌﻢ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻠﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻬﻢ
، ﻓﻠﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻭﻻﺀﻫﻢ ﻭﺑﺮﺍﺀﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺻﻮﺍﺏ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺨﻄﺄ
، ﻭﻗﻮﻝ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﺧﻄﺄ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ، ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ،
ﻭﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻻ
ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﺠﺮ ﻋﺜﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،
ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻬﺪﻣﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺒﻨﻮﻥ ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺤﻖ ﺣﺎﻗﺪﺍً
ﻋﻠﻰ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ، ﻭﺃﻥ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﻌﺎﺩ ﻟﻪ ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﻋﺮﺿﻪ ﺩﻭﻥ
ﺃﺩﻧﻰ ﻭﺭﻉ . ﻭﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﺪ ، ﺑﻞ ﺗﻌﺪﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ، ﺗﻌﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﻃﻦ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺸﻖ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ، ﻭﻳﺄﻣﺮ
ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ، ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻓﺎﺣﺸﺔ ، ﻭﻻ … ﻭﻻ …
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻛﺄﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺎﻓﻖ ، ﺃﻭ ﻫﺬﺍ
ﺣﺎﻗﺪ ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﺺ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺎﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺭﻏﻢ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ
ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﺗﻬﺎﻣﻬﻢ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﺣُﻜﻢ ﺑﻨﻔﺎﻗﻪ
ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﺎﻟﻒ لحديثهم ﺃﻭ ﻣﻨﺘﻘﺪ ﻟﻪ ؟؟؟؟ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻖ
، ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺻﺪﻕ ، ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ
ﻟﻶﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺎﺕ ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ؟ / ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ،
ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺃﻭ ﺩﺍﻋﻴﺎً ﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ؟ ﻛﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻣﺮﺑﻴﺎً ﻷﺟﻴﺎﻝ ، ﺃﻭ ﻫﺪّﺍﻣﺎً ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ
،ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ؟؟ﻭﺫﻧﺒﻪ حبه…للمصطفي…صلوات الله وسلامه عليه عليه ، ﺃﻭ ﻣﻨﺘﻘﺪ ﻟﻪ
ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺃﺧﻄﺎﺀﻩ ، ﻭﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﻓﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﻡ ﻷﻗﻠﻌﻮﺍ ﻋﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺮﺃ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : ( ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻮﻗﺮ ﻛﺒﻴﺮﻧﺎ ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺻﻐﻴﺮﻧﺎ ﻭﻣﻦ
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻌﺎﻟﻤﻨﺎ ﺣﻘﻪ ) . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺒﺮﺃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﺘﻬﺠﻢ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺘﻬﻤﻬﻢ ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ . ﻭﺍﻋﻠﻢ
ﺃﻳﻀﺎً ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ، ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺘﺒﻊ ﺯﻻﺗﻪ ﺃﻭ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ
ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﺃﻗﻴﻠﻮﺍ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻋﺜﺮﺍﺗﻬﻢ
ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ) . ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺃﺣﻤﺪ . ﻭﻫﺬﺍ
ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺮﻳﺢ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺗﺘﺒﻊ ﻋﺜﺮﺍﺗﻬﻢ ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻌﻔﻰ ﻋﻦ ﺯﻻﺗﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﻓﺎﻧﻈﺮ
ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﺤﺰﺑﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ ؟ ﺷﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﺩ
ﻋﻠﻴﻬﺎ : ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ : ﻳﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﻥ
ﺃﻭﺭﺩ ﺷﺒﻬﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻜﻴﻦ ﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻢ
ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ . ﻭﺗﻜﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺑﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺴﻮﻳﻖ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ
ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪﻫﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻨﺘﻘﺪﺍً ﻟﻠﺤﻖ ﻭﻋﻠﻴﻪ
ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻀﺤﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎمة ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ
ﻭﺟﻬﻴﻦ : ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ
ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﻻ ﻳﺴﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼﺪﻕ ، ﻭﺳﺪ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﻞ ، ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻞ ، ﻓﺎﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ./ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰ ، ﻫﻮ
ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟة ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰ ، ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺣﺰﺏ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ
ﺷﻴﺦ ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ
ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ، ﺑﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﺠﺞ
ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻟَﻘَﺪْ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎ ﺭُﺳُﻠَﻨَﺎ ﺑِﺎﻟْﺒَﻴِّﻨَﺎﺕِ ﻭَﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﻣَﻌَﻬُﻢُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ
ﻭَﺍﻟْﻤِﻴﺰَﺍﻥَ ﻟِﻴَﻘُﻮﻡَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺑِﺎﻟْﻘِﺴْﻂِ ﻭَﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪَ ﻓِﻴﻪِ ﺑَﺄْﺱٌ ﺷَﺪِﻳﺪٌ ﻭَﻣَﻨَﺎﻓِﻊُ
ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟِﻴَﻌْﻠَﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻦ ﻳَﻨﺼُﺮُﻩُ ﻭَﺭُﺳُﻠَﻪُ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﻮِﻱٌّ ﻋَﺰِﻳﺰٌ (25 )
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﺰﺯ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ،
ﺃﻱ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺎﻹﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ
ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ .: ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ، ﺃﻱ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻛُﻢْ ﺃَﻥ ﺗُﺆﺩُّﻭﺍْ ﺍﻷَﻣَﺎﻧَﺎﺕِ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻫْﻠِﻬَﺎ ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺣَﻜَﻤْﺘُﻢ ﺑَﻴْﻦَ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺃَﻥ ﺗَﺤْﻜُﻤُﻮﺍْ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻧِﻌِﻤَّﺎ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢ ﺑِﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻛَﺎﻥَ ﺳَﻤِﻴﻌﺎً
ﺑَﺼِﻴﺮﺍً (58 ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻟﻈﻠﻢ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺘﻀﻲ
ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺤﻖ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﺇﺫ
ﻳﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎً
ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ .:
ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻨﺼﺮﻭﻧﻪ ، ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻟِﻴَﻌْﻠَﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻦ ﻳَﻨﺼُﺮُﻩُ
ﻭَﺭُﺳُﻠَﻪُ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ) . ﺃﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺭﺳﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻲ ﻧﻬﺠﻬﻢ ﻳﻌﺎﺭﺽ
ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﺑﺤﻖ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ
ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻟﻴﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ
ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻬﻮ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻟﻠﻈﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ
ﺷﻴﺌﺎً ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻭﻋﺠﺰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ : ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻌﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺩﻭﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻣَﺎ ﻳَﻠْﻔِﻆُ ﻣِﻦ ﻗَﻮْﻝٍ ﺇِﻟَّﺎ
ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺭَﻗِﻴﺐٌ ﻋَﺘِﻴﺪٌ (18 ) ﻕ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇِﺫْ
ﺗَﻠَﻘَّﻮْﻧَﻪُ ﺑِﺄَﻟْﺴِﻨَﺘِﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺑِﺄَﻓْﻮَﺍﻫِﻜُﻢ ﻣَّﺎ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻜُﻢ ﺑِﻪِ ﻋِﻠْﻢٌ ﻭَﺗَﺤْﺴَﺒُﻮﻧَﻪُ ﻫَﻴِّﻨﺎً
ﻭَﻫُﻮَ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﻈِﻴﻢٌ (15 ) ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺆْﺫُﻭﻥَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻣَﺎ ﺍﻛْﺘَﺴَﺒُﻮﺍ ﻓَﻘَﺪِ ﺍﺣْﺘَﻤَﻠُﻮﺍ ﺑُﻬْﺘَﺎﻧﺎً
ﻭَﺇِﺛْﻤﺎً ﻣُّﺒِﻴﻨﺎً (58 ) ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﺫ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ : ( ﺃﻭﻳﺄﺧﺬ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺛﻜﻠﺘﻚ ﺃﻣﻚ ، ﻭﻫﻞ
ﻳﻜﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﺣﺼﺎﺋﺪ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ). ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺃﻧﻚ ﻣﺴﺆﻭﻝ
ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻚ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﻔﻮ والعافية ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
بقلم:
محبي ومريدي الشيخ الامين عمر الامين طه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.