لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مريدي الشيخ الامين: اﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ،ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
نشر في النيلين يوم 31 - 12 - 2015

ﺣﻜﻢ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ( ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻫﺎﻧﻪ ﺍﻟﻠﻪ )- ﺇﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ،ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : (ﺍﻟﺒﻴﻨﺔُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪّﻋﻲ، ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﺃﻧﻜﺮ ). ﻓﺄﻱ ﺇﺩﻋﺎﺀ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻓﺈﻥ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﺪﺩ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﻓﻘﺪ ﺻﺢ
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ : (ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﻗﻮﻟﻲ ، ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻟﻌﻠﻲ ﻻ ﺃﻟﻘﺎﻛﻢ
ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﺑﺪﺍ ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺩﻣﺎﺀﻛﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ
ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺮﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻛﺤﺮﻣﺔ
ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﺳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻓﻴﺴﺄﻟﻜﻢ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻓﺄﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺼﻮﻧﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﻱ ﺍﻣﺮﺉ ﺃﻥ
ﻳﻨﺘﻬﻜﻬﺎ ، ﺃﻭ ﻳﺸﻬﺮ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ
ﺑﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ؟ ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺣﻔﻆ
ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﺇﻻ ﻣﺘﻬﻢ ﻣﺠﺮﻭﺡ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ
ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻭﺳﺒﻬﻢ ﻭﺗﺠﻬﻴﻠﻬﻢ ﻭﺗﺤﻘﻴﺮﻫﻢ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ
ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ ، ﻟﻬﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﺇﻻ
ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻛﺠﺎﻫﻞ ، ﻋﻤﻴﻞ ،
ﺣﺎﻗﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺪﻟﻴﻞ ؟ ﺑﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ؟ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺤﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻫﻮ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺎﻛﺮﺓ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻟﻠﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﺒﻴﻨﺔ ﺗﺪﻝ
ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻣﺰﺍﻋﻤﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪﺭﻭﻥ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻧﻬﻢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ، ﺃﻭ ﻳﺮﺩﻭﻥ
ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺷﺒﻬﺎﺗﻬﻢ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻖ ، ﻭﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺤﻖ ،ﻭﻛﻞ
ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﺘﻬﻢ ﻣﺠﺮﻭﺡ ، ﻧﻌﻢ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻠﻬﻢ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻬﻢ
، ﻓﻠﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻭﻻﺀﻫﻢ ﻭﺑﺮﺍﺀﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺻﻮﺍﺏ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺨﻄﺄ
، ﻭﻗﻮﻝ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﺧﻄﺄ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ، ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ،
ﻭﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻻ
ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﺠﺮ ﻋﺜﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،
ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻬﺪﻣﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺒﻨﻮﻥ ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻠﺤﻖ ﺣﺎﻗﺪﺍً
ﻋﻠﻰ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ، ﻭﺃﻥ ﻛﻞ
ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﻌﺎﺩ ﻟﻪ ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﻋﺮﺿﻪ ﺩﻭﻥ
ﺃﺩﻧﻰ ﻭﺭﻉ . ﻭﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﺪ ، ﺑﻞ ﺗﻌﺪﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ، ﺗﻌﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﻃﻦ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺸﻖ ﻋﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ، ﻭﻳﺄﻣﺮ
ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ، ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻓﺎﺣﺸﺔ ، ﻭﻻ … ﻭﻻ …
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻛﺄﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺎﻓﻖ ، ﺃﻭ ﻫﺬﺍ
ﺣﺎﻗﺪ ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﺺ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺎﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺭﻏﻢ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ
ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﺗﻬﺎﻣﻬﻢ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﺣُﻜﻢ ﺑﻨﻔﺎﻗﻪ
ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻪ ﻣﺨﺎﻟﻒ لحديثهم ﺃﻭ ﻣﻨﺘﻘﺪ ﻟﻪ ؟؟؟؟ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺩﻋﻮﺓ ﺣﻖ
، ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺻﺪﻕ ، ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ
ﻟﻶﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺎﺕ ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ؟ / ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺃﻱ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ،
ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺃﻭ ﺩﺍﻋﻴﺎً ﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ؟ ﻛﻴﻒ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻣﺮﺑﻴﺎً ﻷﺟﻴﺎﻝ ، ﺃﻭ ﻫﺪّﺍﻣﺎً ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ
،ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ؟؟ﻭﺫﻧﺒﻪ حبه…للمصطفي…صلوات الله وسلامه عليه عليه ، ﺃﻭ ﻣﻨﺘﻘﺪ ﻟﻪ
ﻣﺒﻴﻨﺎً ﺃﺧﻄﺎﺀﻩ ، ﻭﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﻓﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﻡ ﻷﻗﻠﻌﻮﺍ ﻋﻦ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺮﺃ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ : ( ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻮﻗﺮ ﻛﺒﻴﺮﻧﺎ ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺻﻐﻴﺮﻧﺎ ﻭﻣﻦ
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻌﺎﻟﻤﻨﺎ ﺣﻘﻪ ) . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺒﺮﺃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﺘﻬﺠﻢ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﺘﻬﻤﻬﻢ ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺿﻌﺎﻑ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ . ﻭﺍﻋﻠﻢ
ﺃﻳﻀﺎً ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ، ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺘﺒﻊ ﺯﻻﺗﻪ ﺃﻭ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ
ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ( ﺃﻗﻴﻠﻮﺍ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻋﺜﺮﺍﺗﻬﻢ
ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ) . ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺃﺣﻤﺪ . ﻭﻫﺬﺍ
ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺮﻳﺢ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺗﺘﺒﻊ ﻋﺜﺮﺍﺗﻬﻢ ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻌﻔﻰ ﻋﻦ ﺯﻻﺗﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﻓﺎﻧﻈﺮ
ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﺤﺰﺑﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻯ ؟ ﺷﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﺩ
ﻋﻠﻴﻬﺎ : ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ : ﻳﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﻥ
ﺃﻭﺭﺩ ﺷﺒﻬﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻜﻴﻦ ﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻢ
ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ . ﻭﺗﻜﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺑﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺴﻮﻳﻖ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ
ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪﻫﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻨﺘﻘﺪﺍً ﻟﻠﺤﻖ ﻭﻋﻠﻴﻪ
ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻀﺤﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎمة ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ
ﻭﺟﻬﻴﻦ : ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ
ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﻻ ﻳﺴﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼﺪﻕ ، ﻭﺳﺪ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﻞ ، ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻞ ، ﻓﺎﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ./ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰ ، ﻫﻮ
ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟة ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰ ، ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺣﺰﺏ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ
ﺷﻴﺦ ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ
ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ، ﺑﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﺠﺞ
ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻟَﻘَﺪْ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎ ﺭُﺳُﻠَﻨَﺎ ﺑِﺎﻟْﺒَﻴِّﻨَﺎﺕِ ﻭَﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﻣَﻌَﻬُﻢُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ
ﻭَﺍﻟْﻤِﻴﺰَﺍﻥَ ﻟِﻴَﻘُﻮﻡَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺑِﺎﻟْﻘِﺴْﻂِ ﻭَﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪَ ﻓِﻴﻪِ ﺑَﺄْﺱٌ ﺷَﺪِﻳﺪٌ ﻭَﻣَﻨَﺎﻓِﻊُ
ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟِﻴَﻌْﻠَﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻦ ﻳَﻨﺼُﺮُﻩُ ﻭَﺭُﺳُﻠَﻪُ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﻮِﻱٌّ ﻋَﺰِﻳﺰٌ (25 )
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﺰﺯ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ،
ﺃﻱ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺎﻹﻏﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ
ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ .: ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ، ﺃﻱ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُﻛُﻢْ ﺃَﻥ ﺗُﺆﺩُّﻭﺍْ ﺍﻷَﻣَﺎﻧَﺎﺕِ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﻫْﻠِﻬَﺎ ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺣَﻜَﻤْﺘُﻢ ﺑَﻴْﻦَ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺃَﻥ ﺗَﺤْﻜُﻤُﻮﺍْ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻧِﻌِﻤَّﺎ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢ ﺑِﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻛَﺎﻥَ ﺳَﻤِﻴﻌﺎً
ﺑَﺼِﻴﺮﺍً (58 ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻟﻈﻠﻢ ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺘﻀﻲ
ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺤﻖ ، ﻻ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀﺍﺕ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﺇﺫ
ﻳﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎً
ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ .:
ﺑﻴﻨﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﻨﺼﺮﻭﻧﻪ ، ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻟِﻴَﻌْﻠَﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﻦ ﻳَﻨﺼُﺮُﻩُ
ﻭَﺭُﺳُﻠَﻪُ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ) . ﺃﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺭﺳﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻲ ﻧﻬﺠﻬﻢ ﻳﻌﺎﺭﺽ
ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﺑﺤﻖ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ
ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻟﻴﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ
ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻭ ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻬﻮ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﻟﻠﻈﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ
ﺷﻴﺌﺎً ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻭﻋﺠﺰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ : ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻌﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺩﻭﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻣَﺎ ﻳَﻠْﻔِﻆُ ﻣِﻦ ﻗَﻮْﻝٍ ﺇِﻟَّﺎ
ﻟَﺪَﻳْﻪِ ﺭَﻗِﻴﺐٌ ﻋَﺘِﻴﺪٌ (18 ) ﻕ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇِﺫْ
ﺗَﻠَﻘَّﻮْﻧَﻪُ ﺑِﺄَﻟْﺴِﻨَﺘِﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺑِﺄَﻓْﻮَﺍﻫِﻜُﻢ ﻣَّﺎ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻜُﻢ ﺑِﻪِ ﻋِﻠْﻢٌ ﻭَﺗَﺤْﺴَﺒُﻮﻧَﻪُ ﻫَﻴِّﻨﺎً
ﻭَﻫُﻮَ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﻈِﻴﻢٌ (15 ) ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺆْﺫُﻭﻥَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻭَﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻣَﺎ ﺍﻛْﺘَﺴَﺒُﻮﺍ ﻓَﻘَﺪِ ﺍﺣْﺘَﻤَﻠُﻮﺍ ﺑُﻬْﺘَﺎﻧﺎً
ﻭَﺇِﺛْﻤﺎً ﻣُّﺒِﻴﻨﺎً (58 ) ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﺫ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ : ( ﺃﻭﻳﺄﺧﺬ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺛﻜﻠﺘﻚ ﺃﻣﻚ ، ﻭﻫﻞ
ﻳﻜﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﻻ ﺣﺼﺎﺋﺪ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ). ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺃﻧﻚ ﻣﺴﺆﻭﻝ
ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻚ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﻔﻮ والعافية ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
بقلم:
محبي ومريدي الشيخ الامين عمر الامين طه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.