يوميات ود بطران فی السودان .. السلام عليكم من الخرطوم وطبعا الزول ما عارف يبدأ من وين؟ الحكاية حكاية والقصة لا عنوان لا بداية ولا نهاية .. أول حاجة لفتت نظری وانا طالع من المطار ، اكتظاظ الشوارع بالسيارات والموديلات والمطاعم بالناس .. طبعا كنت سعيد وفرحان والنشوة تسری فی لسانی احملق فی كل شيیء وأقول فی سری وطنی وطنی ولا ملی بطنی واحس بالدفیء والأمان وانا اقرأ علی خلفية احدی سيارات الركشة ؛ السودان جميل ، لا إقامة لا كفيل .. فتزداد ابتسامتی وقناعتی بالاستقرار فی أرض الجدود والعن أي فكرة للهجرة مرة اخری واجتياز الحدود .. كانت الساعة وقتها عصرا بدری عندما غادرت المطار متجهاً لمنزلی والجو معتدلا يميل الی البرودة قليلاً عكس مشاعری المشتعلة والمتقدة لكل ذرة من تراب الوطن . وفی نصف المسافة توقف السائق فجأة أمام احدی محلات البنشر وقال لی معتذرا بلطف دقايق بس تصلح العجل ده .. قلت له مبتسما يعنی كان لازم هسی انت عارف نفسك جايی المطار ليه ما صلحتو من الأول؟ اجابنی ضاحكاً انت قايل نفسك لسه فی الخليج .. ده السودان ياهو ده السودان .. ضحكت واكتفيت بمتابعة عامل البنشر وهمهمت فی سری ربنا يكضب الشينة .. وانطلقنا مرة اخری ويبدو صاحبی سعيدا بعد أن أنجز المهمة وهو يعيد تشغيل مسجل السيارة ؛ البت دی مكسرانی. .. البت دی … المهم دقايق ووصلنا البيت والمسجل شغال عرس بس طلاق مافی .. نزلت وأول زول قابلني قال لي ؛ اها ان شاء الله جبت معاك اسطوانة غاز فی شنطتك .. فعرفت الحكاية كلها مبنشرة وكل القصة لو عارفا انا الزول الصحی بريدك .. بريييييدك برضو يا بلدی .