إدانة إفريقية لحادثة الفاشر    دعوات لإنهاء أزمة التأشيرات للطلاب السودانيين في مصر    د. معاوية البخاري يكتب: ماذا فعل مرتزقة الدعم السريع في السودان؟    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    الاجتماع التقليدي الفني: الهلال باللون باللون الأزرق، و جاموس باللون الأحمر الكامل    يا ريجي جر الخمسين وأسعد هلال الملايين    الشعبية كسلا تكسب الثنائي مسامح وابو قيد    مراقد الشهداء    وجمعة ود فور    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    كامل إدريس يدين بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما هتف ﺟﻮﻥ ﻛﻴﻨﺪﻱ: ياالهي «عبود» أنت عظيم
نشر في النيلين يوم 22 - 04 - 2016


حسن مطر في ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻠﻜﻮنغرﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺧﺎﻃﺐ كنيدي الﺃﻋﻀﺎء ﻗﺎﺋﻼ :ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ : «ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ؟» ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻧفر ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : «إﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻭ ﻛﻮﺑﺎ….» وأهل قتيلة أمير المجاهدين ينحرون لنا وقد خرجت مرة مع أخ عزيز في شفاعة لقريب له كان أميراً لكتيبة الدفاع الشعبي في منطقتهم بجنوب كردفان وفي احتفال بانتصار للدفاع الشعبي انطلقت رصاصة من رشاشه وقتلت سيدة جاءت لتشارك في البهجة، وعرف عنها أنها كانت لا تخرج إلا لشأن جلل، أتت مزغردة في ذلك اليوم فناشتها الرصاصة الطائشة، وكان كبير عائلتهم في الخرطوم بأحد الأحياء الطرفية فجئنا طالبين عفوه ليخرج رجلنا من الإيقاف وعندما زرناهم احتفوا بنا وأطعمونا مما ذبحوا من تلك المناصيص العجيبة وكنت أذوقها لأول مرة.. فقلت لصديقي أنحن جئنا لطلب يد إحدى بناتهم، أم نعتذر عن نزق قريبك ذي الرصاص الطائش؟ فالعفو سيد الموقف! جنود منقستو أواخر عهد منقستو هايلي مريام وقد احترَّ القتال، صار الجيش الإثيوبي يقصف بجنون القرى والمدن الحدودية داخل السودان باعتبار السودان داعماً للثوار، ولكن سرعان ما انهزم منقستو ولجأ جنوده الذين كانوا يقصفون المدن السودانية إلى السودان لأن المنطقة التي كانوا يقاتلون عليها كانت أرضاً معادية. وقبل أن تأتي الحكومة والمنظمات كان هناك الشعب السوداني -عدو الأمس – نساءًورجالاً يحملون الغذاء والكساء والعون لهؤلاء الذين كانوا يقصفونهم بالأمس، عساكر منقستو، رجالاً ونساءً! الجنوبيون أنفسهم، زمن الحرب المتطاولة، جاءوا عند الشماليين نزوحاً إليهم مع افتراض أن اللجوء إلى بلد آخر كان متاحاً وهم يقتلون أبناءهم في الجنوب!! وقد نشر مؤخراً حال تلكم الطالبة الجنوبية التي كانت تبكي لا لأهلها الذين يتقاتلون الآن وتركتهم عائدة لأختها بالشمال الذي شتمته وقتها وطالبت بالانفصال عنه، ولكن لأن أحداً من الشماليين لم يسألها أو يعاتبها أويشمت عليها «وما في زول هببو ليها» كأن شيئاً لم يكن.. فبكت!! والبشير يرقص طرباً ولا يستطيع غيره أن يكون هكذا وسط شعبه وفيهم كثير ممن يعارضونه، بل يقلونه.. ولو فعل غائل لما استطاع أن ينجو بفعلته، فحينما بدأ مسلسل اغتيالات نفذه مقاتلو الجبهة الشعبية الإرترية في كسلا، كانت هناك امرأة من سائر نساء السودان شهدت أن سيارة تفجرت ورجلاً يحمل جهازاً ما، ليس بعيداً من بيتها يبدو سعيداً بما جرى فجاءت من خلفه وأحاطته ولم تفلته حتى سلمته الشرطة! وقد فعل الناس كذلك بقتلة الحكيم العراقي، الذين اعتقدوا أنهم يمكن أن يغتالوا أحداً في الخرطوم وينصرفوا بهدوء دون أن يسألهم أحد من المدنيين كما يفعلون في سائر مدن العالم، فالقتل غيلة ليس من الشيم التي تواضع عليها السودانيون.. وقد سُئل مرة ملس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا السابق في لقاء تلفزيوني ببلده لماذا تتخذون إجراءات شديدة الاحتراز والوطأة يتعب منها الناس عند مروركم بشوارع أديس أو في لقاءاتكم، ألا ترون صديقكم عمر البشير يرقص طرباً وسط الجماهير وفيهم من يحمل السلاح!؟ فرد الرئيس الحكيم إنكم لا تعرفون السودان أكثر مني، وقد عشت بينهم زمناً طويلاً فالاغتيال ليس من أعرافهم! لذا فإنه حين أتى الخرطوم مرة من المرات انتهز غفلة مرافقيه الأمنيين وخرج مع سائقه فقط ليزور «سوق الناقة»، بعد أن غلبه الشوق لمرابع كان يرتادها زمن كان لاجئاً! وعبود يخيف أمريكا ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺟﺎﻛﻠﻴﻦ ﻛﻴﻨﻴﺪﻱ حرم ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﻮﻥ ﻛﻴﻨﻴﺪﻱ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻗﺎﻟﺖ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻳﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻮﻥ ﻛﻴﻨﻴﺪﻱ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻤﻴﺔ وﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺑﻮﺭﻗﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻠﺒية ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻫﺸﻨﺎ ﻋﻨﺪما ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺃﺣﺪ ﻗﺎﺩﺓ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﺩ، ﻭﻫﻮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ، ﺗﻤﻠﻤﻞ ﻛﻴﻨﺪﻱ ﻭﺍﻋﺘﺪﻝ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﻪ ﻭﺗﻮﺗﺮ ﻭﺑﺪﺍ ﻳﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﺴﺮﺓ ﻭﻳﻤﻨﻰ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺱ ﻛﻴﻨﺪﻱ ﻭﺟﻪ ﺳﺆﺍﻻ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﻮﺩ ﻗﺎﺋﻼ: ﺃﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻚ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﻮﺩ: ﻻ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻷقدم ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ نموذجاً افريقياً ﻭﻟﻴﺲ للأﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ، ﺟﺌﺖ ﻫﻨﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺻﺪﺍﻗﺘﻜﻢ ﻓﻘﻂ، ﻭﺑﻠﺪﻱ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺎﻥ ﻳﺪﻋﻢ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ. ﺫﻛﺮﺕ ﺟﺎﻛﻠﻴﻦ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﻮﻥ ﻛﻴﻨﺪﻱ صاح ياالهي عبود انت عظيم ﻭﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﻮﺩ ﺟﻤﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﻧﻴﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺩﻭﻩ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻗﺒﺎﺋﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ …ﺃﻟﺦ. ﻭﻓﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻠﻜﻮﻧﻘﺮﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺧﺎﻃﺐ ﺃﻋﻀﺎءه ﻗﺎﺋﻼ :ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ : «ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ؟» ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻧفر ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : «إﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻭ ﻛﻮﺑﺎ….» شهادة مراسل حربي بريطاني من داخل ميدان معركة كرري كما نقلها المؤرخ الأمريكي J.A.Rogers من خلال كتابه « أعظم رجال العالم من ذوي البشرة الملونة»: « لقد كانت أشرس معركة في في أشرس يوم.. تقدمت الراية الزرقاء.. راية الخليفة عبدالله.. مقدمة الجيش المهدوي برجالها الأشداء.. المخلصين حتى الموت.. وكان هناك خياران أمامهم .النصر أو الجنة! “It was victory or paradise” لا أعتقد أن هناك جيوش بيضاء قد واجهت الموت من قبل كما واجهه هؤلاء.. ولكن هؤلاء الرجال ذوي البشرة السمراء.. تقدموا نحو حتفهم بثبات.. لقد قصفتهم مدفعيتنا قصفاً شديداً، ولكنك رغم ذلك كنت ترى صفوفهم المتراصة تتقدم نحونا.. وعندما كانوا في مرمى مدافع المكسيم .. كلما تتساقط جثث قتلاهم.. كانوا يجّمعون صفوفهم ويتقدمون للأمام بشجاعة فائقة.. لقد كان هذا اليوم آخر أيام المهدية، ولكنه كان بحق – أعظمها على الإطلاق.. لم يتراجع العدو قط.. لم تكن كرري معركة.. بل كانت إعدام أبطال! إن جاز لي أن أقول إن قواتنا قد بلغت الكمال.. فلابد لي أن أعترف بأن المهدويون بروعتهم.. قد فاقوا حد الكمال! لقد كان جيشهم في كرري من أعظم وأشجع الجيوش التي حاربناها طوال مواجهاتنا الطويلة مع المهدية.. وكان دفاعهم مستميتاً عن امبراطورية شاسعة ومترامية الأطراف، أفلحوا في الحفاظ عليها لوقت طويل. لقد تصدى لنا حملة البنادق منهم ببنادقهم المهترئة وذخيرتهم المحلية التصنيع واستماتوا هم وفرسانهم حول الراية الخضراء والراية الزرقاء ببسالة عجيبة.. أما حملة الرماح فقد تحدوا الموت في كل لحظة بلا يأس او خنوع حتى أفناهم الموت عن آخرهم ولم يتبقَ من ورائهم إلا ثلاثة جياد! حتى من جرُح منهم بقي في مكانه يصلي للرب أن يقتل أحداً منا قبل أن يموت! وكمثال لهذه الشجاعة الأسطورية، فقد شاهدت بنفسي طفلاً من أطفالهم كان في العاشرة من عمره تقريباً.. رأيته يقف باكياً عند جثة أبيه القتيل في ميدان المعركة.. فلما اقتربنا منه تناول بندقية ملقاة على الأرض وأطلق النار نحونا.. لقد عمل الطفل الشجاع كل ما كان بوسعه عمله»!. ثم يعلق صاحب الكتاب المؤرخ الأمريكي J.A.Rogers على هذه الشهادة المعبرة قائلاً :« لقد أبقى الخليفة عبدالله على جذوة المقاومة مشتعلة الى حين سقوطه في أرض معركة أم دبيكرات.. ولكن ستظل المهدية أعظم مثال.. للبطولة والتفاني.. يمكن أن يوفره لنا التاريخ» كتاب «أعظم رجال العالم من ذوي البشرة الملونة».. للمؤرخ الأمريكي جي إيه روجرز من كسر الصندوق؟؟ الصندوق البريطانيInfantry Square كان أسلوب القتال الأثير لدى الجيش البريطاني وقد غزا به وهزم به العالم عدا السودانيين. كتب عن ذلك شاعر عظيم لديهم اسمه رديارد كبلينج في قصيدة مشهورة اسمها FUZZY WUZZY يروي عن جندي قابل البجا في معركة تاماى 13 مارس 1884 ومعركة ابوكليه 17 يناير 1885م. حاولنا ترجمتها ولك أن ترى- القارئ العزيز- مدى الحنق والغيظ والاحترام والهيبة التي أوجدها هذا الأدروب في نفس الشاعر ومن معه وربما من أتى بعده! الأدروب لقد قاتلنا رجالاً كثراً أعالي البحار، كان بعضهم شجاعاً وكان بعضهم غير ذلك، الباتان والزولو والبورميين، لكن الأدروب كان الأروع، لم نتمكن منه تماماً.. كان يكمن بين الشجيرات ثم ينقض على أحصنتنا، لقد شتت خفرنا في سواكن، ولعب القط والفأر مع قواتنا، فحيثما كنت يا أدروب في دارك بالسودان، فأنت وثني شقي جاهل لكنك أميز المقاتلين، نعطيك شهادتنا بذلك وإن أردتها موقعة..ِ سنأتي لنداورك حيث شئت. ******* لقد واتتنا الفرصة في جبال خيبر، والبوير قصفونا بغباء عن بعد ميل، البورميون بعثوا فينا القشعريرة فى الإيراوادى، وقبائل الزولو هاجمونا بطريقتهم، ولكن بالرغم مما لقيناه من شاكلتهم، إلا أن ذلك كان مجرد مزاح بالنسبة لك، الصحف تقول أنا صمدنا لكم، ولكن رجلاً لرجل فقد فقتمونا.. ثم خذ هذه يا أدروب.. والسيدة.. والصبي، أوامرنا كانت تقتضي أن نكسرك وقد ذهبنا وفعلنا! وحصدناكم بالمارتينيز ولم يكن ذلك عدلاً، ولكن برغم كل المعوقات فقد كسرت الصندوق!. ******** إنه لايملك أوراقاً خاصة به، أو أوسمة أو جوائز، لكن علينا أن نشهد ببراعته، في استخدام سيفه الطويل ذي المقبضين، عندما يتقافز خلال الأشجار، وبرأسه الشبيه برأس التابوت ورمحه العريض، إن يوماً سعيداً مع أدروب مندفع، يكلف «الخواجة» المتين عاماً كاملاً!.. هاك يا أدروب إذن.. وأصدقاؤك الذين ما عادوا كذلك، لو لم نفقد بعض أصدقائنا لأعناك على شتمنا، لكن طالما أن الأخذ والعطاء هو القاعدة فالمعادلة متكافئة. فبالرغم من أنك فقدت أكثر منا فقد حطمت الصندوق.. إنه يندفع نحو الدخان حين نبدأ الهجوم، وقبل أن نفيق يكون قد قصف رؤوسنا! حياً هو كالرمل والبهار الحار، أما ميتاً، فاحذر، ربما كان يمثل! هو زهرة البرية.. بطة.. وحمل، ولكنه فوضوي ثائر في نشوة، وهو الشيء الوحيد الذي لا يأبه البتة، لفرقة المشاة البريطانيين!.. إذن.. هاك أيها الأدروب في دارك بالسودان: أنت وثني شقي لكنك مقاتل من الدرجة الأولى، هاك أيها الأدروب بشعرك الأشعث ككومة تبن، أيها الشحاذ الأسود الضخم: لقد كسرت الصندوق البريطاني!! رديارد كبلنج

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.