حسن مطر في ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻠﻜﻮنغرﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺧﺎﻃﺐ كنيدي الﺃﻋﻀﺎء ﻗﺎﺋﻼ :ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ : «ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ؟» ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻧفر ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : «إﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻭ ﻛﻮﺑﺎ….» وأهل قتيلة أمير المجاهدين ينحرون لنا وقد خرجت مرة مع أخ عزيز في شفاعة لقريب له كان أميراً لكتيبة الدفاع الشعبي في منطقتهم بجنوب كردفان وفي احتفال بانتصار للدفاع الشعبي انطلقت رصاصة من رشاشه وقتلت سيدة جاءت لتشارك في البهجة، وعرف عنها أنها كانت لا تخرج إلا لشأن جلل، أتت مزغردة في ذلك اليوم فناشتها الرصاصة الطائشة، وكان كبير عائلتهم في الخرطوم بأحد الأحياء الطرفية فجئنا طالبين عفوه ليخرج رجلنا من الإيقاف وعندما زرناهم احتفوا بنا وأطعمونا مما ذبحوا من تلك المناصيص العجيبة وكنت أذوقها لأول مرة.. فقلت لصديقي أنحن جئنا لطلب يد إحدى بناتهم، أم نعتذر عن نزق قريبك ذي الرصاص الطائش؟ فالعفو سيد الموقف! جنود منقستو أواخر عهد منقستو هايلي مريام وقد احترَّ القتال، صار الجيش الإثيوبي يقصف بجنون القرى والمدن الحدودية داخل السودان باعتبار السودان داعماً للثوار، ولكن سرعان ما انهزم منقستو ولجأ جنوده الذين كانوا يقصفون المدن السودانية إلى السودان لأن المنطقة التي كانوا يقاتلون عليها كانت أرضاً معادية. وقبل أن تأتي الحكومة والمنظمات كان هناك الشعب السوداني -عدو الأمس – نساءًورجالاً يحملون الغذاء والكساء والعون لهؤلاء الذين كانوا يقصفونهم بالأمس، عساكر منقستو، رجالاً ونساءً! الجنوبيون أنفسهم، زمن الحرب المتطاولة، جاءوا عند الشماليين نزوحاً إليهم مع افتراض أن اللجوء إلى بلد آخر كان متاحاً وهم يقتلون أبناءهم في الجنوب!! وقد نشر مؤخراً حال تلكم الطالبة الجنوبية التي كانت تبكي لا لأهلها الذين يتقاتلون الآن وتركتهم عائدة لأختها بالشمال الذي شتمته وقتها وطالبت بالانفصال عنه، ولكن لأن أحداً من الشماليين لم يسألها أو يعاتبها أويشمت عليها «وما في زول هببو ليها» كأن شيئاً لم يكن.. فبكت!! والبشير يرقص طرباً ولا يستطيع غيره أن يكون هكذا وسط شعبه وفيهم كثير ممن يعارضونه، بل يقلونه.. ولو فعل غائل لما استطاع أن ينجو بفعلته، فحينما بدأ مسلسل اغتيالات نفذه مقاتلو الجبهة الشعبية الإرترية في كسلا، كانت هناك امرأة من سائر نساء السودان شهدت أن سيارة تفجرت ورجلاً يحمل جهازاً ما، ليس بعيداً من بيتها يبدو سعيداً بما جرى فجاءت من خلفه وأحاطته ولم تفلته حتى سلمته الشرطة! وقد فعل الناس كذلك بقتلة الحكيم العراقي، الذين اعتقدوا أنهم يمكن أن يغتالوا أحداً في الخرطوم وينصرفوا بهدوء دون أن يسألهم أحد من المدنيين كما يفعلون في سائر مدن العالم، فالقتل غيلة ليس من الشيم التي تواضع عليها السودانيون.. وقد سُئل مرة ملس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا السابق في لقاء تلفزيوني ببلده لماذا تتخذون إجراءات شديدة الاحتراز والوطأة يتعب منها الناس عند مروركم بشوارع أديس أو في لقاءاتكم، ألا ترون صديقكم عمر البشير يرقص طرباً وسط الجماهير وفيهم من يحمل السلاح!؟ فرد الرئيس الحكيم إنكم لا تعرفون السودان أكثر مني، وقد عشت بينهم زمناً طويلاً فالاغتيال ليس من أعرافهم! لذا فإنه حين أتى الخرطوم مرة من المرات انتهز غفلة مرافقيه الأمنيين وخرج مع سائقه فقط ليزور «سوق الناقة»، بعد أن غلبه الشوق لمرابع كان يرتادها زمن كان لاجئاً! وعبود يخيف أمريكا ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺟﺎﻛﻠﻴﻦ ﻛﻴﻨﻴﺪﻱ حرم ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﻮﻥ ﻛﻴﻨﻴﺪﻱ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻗﺎﻟﺖ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻨﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻳﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻮﻥ ﻛﻴﻨﻴﺪﻱ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻤﻴﺔ وﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺑﻮﺭﻗﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻠﺒية ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻫﺸﻨﺎ ﻋﻨﺪما ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺃﺣﺪ ﻗﺎﺩﺓ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﺩ، ﻭﻫﻮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ، ﺗﻤﻠﻤﻞ ﻛﻴﻨﺪﻱ ﻭﺍﻋﺘﺪﻝ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﻪ ﻭﺗﻮﺗﺮ ﻭﺑﺪﺍ ﻳﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﺴﺮﺓ ﻭﻳﻤﻨﻰ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺱ ﻛﻴﻨﺪﻱ ﻭﺟﻪ ﺳﺆﺍﻻ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﻮﺩ ﻗﺎﺋﻼ: ﺃﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻚ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﻮﺩ: ﻻ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻷقدم ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ نموذجاً افريقياً ﻭﻟﻴﺲ للأﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ، ﺟﺌﺖ ﻫﻨﺎ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺻﺪﺍﻗﺘﻜﻢ ﻓﻘﻂ، ﻭﺑﻠﺪﻱ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺎﻥ ﻳﺪﻋﻢ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ. ﺫﻛﺮﺕ ﺟﺎﻛﻠﻴﻦ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﻮﻥ ﻛﻴﻨﺪﻱ صاح ياالهي عبود انت عظيم ﻭﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﻮﺩ ﺟﻤﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﻧﻴﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺩﻭﻩ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻗﺒﺎﺋﻠﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ …ﺃﻟﺦ. ﻭﻓﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻠﻜﻮﻧﻘﺮﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺧﺎﻃﺐ ﺃﻋﻀﺎءه ﻗﺎﺋﻼ :ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ : «ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ؟» ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻧفر ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : «إﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻭ ﻛﻮﺑﺎ….» شهادة مراسل حربي بريطاني من داخل ميدان معركة كرري كما نقلها المؤرخ الأمريكي J.A.Rogers من خلال كتابه « أعظم رجال العالم من ذوي البشرة الملونة»: « لقد كانت أشرس معركة في في أشرس يوم.. تقدمت الراية الزرقاء.. راية الخليفة عبدالله.. مقدمة الجيش المهدوي برجالها الأشداء.. المخلصين حتى الموت.. وكان هناك خياران أمامهم .النصر أو الجنة! “It was victory or paradise” لا أعتقد أن هناك جيوش بيضاء قد واجهت الموت من قبل كما واجهه هؤلاء.. ولكن هؤلاء الرجال ذوي البشرة السمراء.. تقدموا نحو حتفهم بثبات.. لقد قصفتهم مدفعيتنا قصفاً شديداً، ولكنك رغم ذلك كنت ترى صفوفهم المتراصة تتقدم نحونا.. وعندما كانوا في مرمى مدافع المكسيم .. كلما تتساقط جثث قتلاهم.. كانوا يجّمعون صفوفهم ويتقدمون للأمام بشجاعة فائقة.. لقد كان هذا اليوم آخر أيام المهدية، ولكنه كان بحق – أعظمها على الإطلاق.. لم يتراجع العدو قط.. لم تكن كرري معركة.. بل كانت إعدام أبطال! إن جاز لي أن أقول إن قواتنا قد بلغت الكمال.. فلابد لي أن أعترف بأن المهدويون بروعتهم.. قد فاقوا حد الكمال! لقد كان جيشهم في كرري من أعظم وأشجع الجيوش التي حاربناها طوال مواجهاتنا الطويلة مع المهدية.. وكان دفاعهم مستميتاً عن امبراطورية شاسعة ومترامية الأطراف، أفلحوا في الحفاظ عليها لوقت طويل. لقد تصدى لنا حملة البنادق منهم ببنادقهم المهترئة وذخيرتهم المحلية التصنيع واستماتوا هم وفرسانهم حول الراية الخضراء والراية الزرقاء ببسالة عجيبة.. أما حملة الرماح فقد تحدوا الموت في كل لحظة بلا يأس او خنوع حتى أفناهم الموت عن آخرهم ولم يتبقَ من ورائهم إلا ثلاثة جياد! حتى من جرُح منهم بقي في مكانه يصلي للرب أن يقتل أحداً منا قبل أن يموت! وكمثال لهذه الشجاعة الأسطورية، فقد شاهدت بنفسي طفلاً من أطفالهم كان في العاشرة من عمره تقريباً.. رأيته يقف باكياً عند جثة أبيه القتيل في ميدان المعركة.. فلما اقتربنا منه تناول بندقية ملقاة على الأرض وأطلق النار نحونا.. لقد عمل الطفل الشجاع كل ما كان بوسعه عمله»!. ثم يعلق صاحب الكتاب المؤرخ الأمريكي J.A.Rogers على هذه الشهادة المعبرة قائلاً :« لقد أبقى الخليفة عبدالله على جذوة المقاومة مشتعلة الى حين سقوطه في أرض معركة أم دبيكرات.. ولكن ستظل المهدية أعظم مثال.. للبطولة والتفاني.. يمكن أن يوفره لنا التاريخ» كتاب «أعظم رجال العالم من ذوي البشرة الملونة».. للمؤرخ الأمريكي جي إيه روجرز من كسر الصندوق؟؟ الصندوق البريطانيInfantry Square كان أسلوب القتال الأثير لدى الجيش البريطاني وقد غزا به وهزم به العالم عدا السودانيين. كتب عن ذلك شاعر عظيم لديهم اسمه رديارد كبلينج في قصيدة مشهورة اسمها FUZZY WUZZY يروي عن جندي قابل البجا في معركة تاماى 13 مارس 1884 ومعركة ابوكليه 17 يناير 1885م. حاولنا ترجمتها ولك أن ترى- القارئ العزيز- مدى الحنق والغيظ والاحترام والهيبة التي أوجدها هذا الأدروب في نفس الشاعر ومن معه وربما من أتى بعده! الأدروب لقد قاتلنا رجالاً كثراً أعالي البحار، كان بعضهم شجاعاً وكان بعضهم غير ذلك، الباتان والزولو والبورميين، لكن الأدروب كان الأروع، لم نتمكن منه تماماً.. كان يكمن بين الشجيرات ثم ينقض على أحصنتنا، لقد شتت خفرنا في سواكن، ولعب القط والفأر مع قواتنا، فحيثما كنت يا أدروب في دارك بالسودان، فأنت وثني شقي جاهل لكنك أميز المقاتلين، نعطيك شهادتنا بذلك وإن أردتها موقعة..ِ سنأتي لنداورك حيث شئت. ******* لقد واتتنا الفرصة في جبال خيبر، والبوير قصفونا بغباء عن بعد ميل، البورميون بعثوا فينا القشعريرة فى الإيراوادى، وقبائل الزولو هاجمونا بطريقتهم، ولكن بالرغم مما لقيناه من شاكلتهم، إلا أن ذلك كان مجرد مزاح بالنسبة لك، الصحف تقول أنا صمدنا لكم، ولكن رجلاً لرجل فقد فقتمونا.. ثم خذ هذه يا أدروب.. والسيدة.. والصبي، أوامرنا كانت تقتضي أن نكسرك وقد ذهبنا وفعلنا! وحصدناكم بالمارتينيز ولم يكن ذلك عدلاً، ولكن برغم كل المعوقات فقد كسرت الصندوق!. ******** إنه لايملك أوراقاً خاصة به، أو أوسمة أو جوائز، لكن علينا أن نشهد ببراعته، في استخدام سيفه الطويل ذي المقبضين، عندما يتقافز خلال الأشجار، وبرأسه الشبيه برأس التابوت ورمحه العريض، إن يوماً سعيداً مع أدروب مندفع، يكلف «الخواجة» المتين عاماً كاملاً!.. هاك يا أدروب إذن.. وأصدقاؤك الذين ما عادوا كذلك، لو لم نفقد بعض أصدقائنا لأعناك على شتمنا، لكن طالما أن الأخذ والعطاء هو القاعدة فالمعادلة متكافئة. فبالرغم من أنك فقدت أكثر منا فقد حطمت الصندوق.. إنه يندفع نحو الدخان حين نبدأ الهجوم، وقبل أن نفيق يكون قد قصف رؤوسنا! حياً هو كالرمل والبهار الحار، أما ميتاً، فاحذر، ربما كان يمثل! هو زهرة البرية.. بطة.. وحمل، ولكنه فوضوي ثائر في نشوة، وهو الشيء الوحيد الذي لا يأبه البتة، لفرقة المشاة البريطانيين!.. إذن.. هاك أيها الأدروب في دارك بالسودان: أنت وثني شقي لكنك مقاتل من الدرجة الأولى، هاك أيها الأدروب بشعرك الأشعث ككومة تبن، أيها الشحاذ الأسود الضخم: لقد كسرت الصندوق البريطاني!! رديارد كبلنج