منذ أن وضع المرحوم الأستاذ محمد إبراهيم نقد كرتونته المشهورة علي أرض ميدان أبو جنزيرة مخطرا فيها إخوته من القوي المعارضة الداعية للتظاهر حينها أنه حضر و لم يجدهم لم تكن هذه القوي حاضرة بالوجه الذي يحقق أمرا و منجزا و لها أو للوطن . سبعة و عشرين عاما و هم يتولون الحديث إنابة عن الشعب كله و يبشرون بأن النظام ساقط . و بعد كل هذه المدة لم يدر بخلدهم أن يسألوا لم يسقط النظام ؟ و لم لم يتحرك لهم الشعب السوداني ؟. منذ التحركات الأخيرة من الدعوات للعصيان و إلي اليوم تعمل هذه القوي بذات النهج و هو أن تسعي لتنتهز و تجير جهد غيرها من عامة الشعب أو من تظن فيهم نصرة و نجدة . إذا أصرت المعارضة و الحكومة علي نهج واحد بعد هذه التحولات و توفقت في دائرة إقصاء الآخر فإنها لن تحقق شيئا و لن يحقق الوطن شيئا . لربما يكون المؤتمر الوطني في بعض الجوانب متقدما علي هذه القوي و هو يغير من شخوص القيادات بينما هي تقصي ألأصوات الجديدة و الشباب أطراف منها تقصي تطلعات من يريد التغيير مثل الحزب الشيوعي يبعدهم و يطردهم من دهاليز الحزب و أخري تحصر القيادة و التطور في الزعامات التأريخية و بيوتهم وأسرهم . السودان اليوم يحتاج إلي برنامج قوي يسبق التفكير في من يتولون الحكم . يحتاج السودان لمخاطبة الهموم و الآمال و سبل الخروج إلي بر توافق يهدئ من روع التنافس الحاد . يحتاج السودان إلي تبادل سلمي للسلطة وفق مرجعيات تكفل التنافس الحر و يحتاج السودان برامج إقتصادية تزيل العنت و الشقاء الواقع علي الناس و يحتاج السودان إلي حفظ و صون المال العام من الفساد . في هذه القضايا ليست الأحزاب بصاحبة سبق مبشر فيها سواء الحلول الإقتصادية أو النزاهة و الشفافية . هذه مطلوبات قومية مهم فيها من ينفذها قبل أن يذهب التفكير إلي من يتولي الحكم . و بيان المعارضة و طلبها من الحكومة التنحي يعبر عن التمسك و السير في طريق سابق مجرب و غير منتج أسلوب الإقصاء لن يحل مشاكل السودان سواء من المعارضة أو الحكومة .