ظهر مع المسيحية وأول من ارتداه الحلفاويون نحن ، المجتمع السودانى المعاش ، قد ارتبطنا بأشياء كثيرة تخصنا فى عاداتنا وتقاليدينا التى تربينا عليها منذ وقت طويل ، ولكن قد اندثرت بعض الأشياء بعامل الانفتاحات الخارجية والعولمة التي أثرت على مرجعيتنا السودانية ، ولكن تظل لبسة الجرجار في الولاية الشمالية وخاصة في منطقتي المحس والحلفاويين من أهم الملبوسات التي يرتدونها ويوصف بأنه ثوب من التيل الخفيف ترتديه الفتيات فوق الملابس، حتى ارتبطوا به وأصبح من أهم الطقوس والعادات التي نشأوا عليها و اشتهروا بارتدائه حتى اليوم وسيظل الجرجار فخرا واعتزازا لهم . الجرجار سترة واحتشام والجرجار يعتبر من التراث النوبي الأول ،وهو زي نسائي تتميز به فتيات النوبة ويعبر عن هويتهن وأصالتهن بالنسبة لهن ، وأيضا لبسه يدل على الاحتشام والستر منذ بواكير الصغر .. يلبسنه حتى صار زيهنّ القومى ،ويوصف بانه ثوب من التُّل الخفيف، ترتديه الفتيات فوق الملابس، ويقال أيضا إنه قد تم تصميمه على الشكل قديما لمسح أثر (جرجار) أقدام المراة أثناء سيرها حتى لا يتبعها أحد ، قديما يسمى بوال وقد رؤى بعض الباحثين فى الثرات النوبى أن الجرجار كان في بادئ الأمر يسمى «بوال»، وكان يُلبسونه للفتيات صغيرات السن، وبعد ذلك تطور فى شكله ،فتم تغيير اسمه حتى أصبح «الكومان» ويشبه الإسدال، واليوم أطلق عليه الجرجار ،وقد أصبح أكثر تطوراً من السابق وخاصة فى طريقة تطريزه ، ويتم صنعه من (الركامة) التى بداخلها ( تُل أسود رقيق)، شفاف يصل طوله إلى الأكمام من الأمام ويزداد من الخلف فيخفى به آثار الأقدام، وأيضا يصنع من الدانتيلا ولونه أسود، له نقوش متعددة ومزينة برسومات صغيرة ورقيقة بنفس اللون الأسود، ومن أشهرها ورق العنب والورود والقلوب والنجوم والهلال والعديد من النقوش، وتعتاد الفتيات على اقتنائه مهما تعددت نقوشه، ورغم أن هذا الزي اختصت به النوبيات فقط ولكن لجمال نقوشه واختلافه عن كثير من الملابس أصبح غير النوبيات يقتنينه لجمال شكله. الثقافة معدومة وأما الحاجة نعيمة عبدالله، امرأة نوبية فقد ارتدت الجرجار في أيام شبابها ، وتعدّه رمزأ للفخر للفتيات النوبيات،لا زلن حتى اليوم يعشقنه رغم أنهن يرتدين التوب السوداني الذي يمثل لهم الزي الثانى ، وأضافت رغم انتشار العبايات بأنواعها وجميع موديلاتها يبقى( الجرجار) هو عشق كل فتاة نوبية ، وأكدت الحاجة نعيمة : عندما كنت البس الجرجار فى الخرطوم كانت مثل الشيء الغريب لأن بعض الشعب السودانى لا يعرف القليل من ثقافة بعض الولايات، وهذا شيء (شين ) فى حقنا ويجب على جميع الوالدين ان يعرفوا أبناءهم عن ثراتنا السودانى الجميل . ظهوره مع المسيحية ويقول الاستاذ سمير بكّاب ،باحث في التراث النوبي ، إن الجرجار من الأشياء القديمة فى تاريخ أهالى الشمالية ،ولكن هنالك بعض الناس الذين يعتقدون ان الجرجار جاء مع الإسلام ولكنه كان بداية ظهوره لأول مرة قبل المسيحية حتى تم تطويرها ، وقد انتهى الجرجار من الناحية الجنوبية فى المنطقة النوبية ،وأضاف اذا أرجعنا نظرنا إلى صورة السيدة العذراء فى المتحف القومى نجد الملكة المحمية مجسدا بلبسو الجرجار وهذا الشيء واضح في الصورة ، واكدا بكاب أن أول من ارتدى الجرجار هم قبيلة الحلفاويين الذى اشتهروا بهذه اللبسة الجميلة ، وحتى اليوم لاتزال فتيات ونساء الحلفاويين يرتدونها لقيمتها ومكانتها العريقة في تاريخ النوبة ، وأشار إلى أن قبيلة المحس ليس لديها علاقة بلبس الجرجار إلا من أعجبه أن يلبسه لأن الجرجار يخص الحلفاويين فقط حتى اليوم ،وكذا أن للجرجار ثلاثة أصناف أو أشكال فى طريقة لبسه . عند الحلفاويين مثلا للفتيات غير المتزوجات طريقة معينة فى شكل لبسه ،وايضا للمتزوجات والشيوخ ، وفي مرحلة متقدمة من الزمن جعلت للأرامل والعزّابة من النساء لبسة خاصة تميزهن ، وكل واحدة بتفاصيل مختلفة . الخرطوم: منيرة نجم الدين