اشتكى عدد من مزارعي ولاية القضارف من عقبات كبيرة تواجههم في حصاد محصولي السمسم والذرة جراء نقص العمالة والجبايات المفروضة والإجراءات المشددة لاستجلاب العمالة الإثيوبية عبر بوابتي القلابات واللكدي بجانب ارتفاع أسعار الحازمات فيما سارعت ولايات سنار والجزيرة وكسلا لنقل العمالة من القضارف وأكد المزارع بالمنطقة الشمالية محمد علي عبد الرحمن الحاج ضعف اهتمام حكومة الولاية عامة ووزارة الزراعة خاصة في ظل انهيار أسعار السمسم مع بداية الحصاد الذي انخفض إلى 850 جنيهاً للقنطار بدلاً من 1100 جنيه مقابل 550 جنيهاً لأردب الذرة بدلاً من 700 جنيه، وقال إن معظم العمالة المحلية والأجنبية اتجهت إلى ولايات كسلا وسنار والنيل الأزرق في ظل القيود المفروضة والإجراءات المشددة في استجلاب العمالة، مبيناً أن المساحات المزروعة لهذا الموسم انخفضت إلى 800 ألف فدان مقارنة ب1.200 مليون فدان في العام السابق، ولفت عبد الرحمن إلى نقص الإنتاج في ظل انخفاض معدلات الأمطار وتأخر هطولها مطالباً الدولة بالتدخل العاجل لإنقاذ محصول السمسم وعمليات الحصاد قبل استمرار عمليات انهيار الأسعار وتكدس المحصول لدى التجار وخروجه من المزارعين مشيراً إلى ارتفاع كلفة الإنتاج واستمرار فرض الضرائب والجبايات الذي بدوره يهدد المزارعين بالإعسار، إلى ذلك حذر عبد المجيد علي التوم أمين أمانة الزراع بالمؤتمر الوطني والمزارع بمحلية وسط القضارف من ارتفاع كلفة الحصاد وندرة العمالة حيث بلغ سعر الحلة الواحدة لحصاد السمسم 50 جنيهاً بدلاً عن 20 جنيه في العام السابق مقابل 120 جنيهاً لليومية لعامل واحد مقارنه ب70 جنيهاً في العام السابق وقال التوم بأن إيجار الحازمة لحصاد الفدان الواحد بلغ 10 إلاف جنيه للعام السابق، والآن 30 ألف جنيه للفدان، وأضاف بأن سعر الحازمات الصغيرة ارتفع إلى 80 ألف جنيه بدلاً عن 30 ألفاً في العام السابق، مشيراً إلى أن شركات الخدمات الزراعية استغلت نقص العمالة وهجرتهم إلى الولايات المجاورة وقامت بمضاعفة الأسعار دون أي مبرر رغم قرار رفع الحظر الاقتصادي عن السودان. من جهته طالب رئيس اللجنة الزراعية بمجلس تشريعي ولاية القضارف الصافي العوض البنك الزراعي بالتدخل المبكر لتوفير الخيش والحصاد عبر الآلة في ظل ارتفاع أسعار الخيش الذي بلغ 10 آلاف جنيه للبالة الواحدة مقارنة ب8.500 جنيه للعام السابق، وقال العوض بأن استمرار عمليات الحصاد مبكراً وبيع السمسم في الأسواق الخارجية مؤشر لانهيار الأسعار وخروجه من المزارع في ظل عقبات الحصاد، وطالب بضرورة إنفاذ عمليات السائب بدون خيش لنقله إلى الصوامع أو عبوة بلاستيكية زنة 50 كيلو لمواكبة الطلب العالمي مطالباً بضرورة فتح الصادرات قبل خروج المحصول من يد المزارع وتوقع العوض نقص الإنتاج خاصة في المنطقة الشمالية لانخفاض معدلات الأمطار، وقال العوض إن حكومة الولاية بواسطة البنك الزراعي قامت بتوفير صوامع غلال حديثة سعة مليون جوال يتم تشييدها في الشهر المقبل بتمويل اتحادي جوار المطامير التقليدية لضمان عمليات التخزين .