حلايب سودانية في كلّ خرائط العالم . لكن مصر اليوم تضرب بكل خرائط العالم عرض الحائط. حيث الجيش المصري يحتل أراضي السودان في حلايب وشلاتين. حيث مصر تمارس تعدين الذهب اليوم في أرض السودان . بل تمنح مصر الغازية حق التعدين في حلايب لشركة (دولة نفطية خليجية). مصر تضع ميناء حلايب المحتلة (مساحتها «33» ألف كيلو متر مربع)، تحت السيادة المصرية . ومع ذلك يكتب أحد كهنة الخديوي الجديد (الدكتور مصطفى الفقي) بأن (روح الإخاء المصري – السوداني قد ماتت) ، دون أن يكشف في مقاله الذي نشره بصحيفة الأهرام بتاريخ 19/12/2017م مَن قتل (الإخاء).كما كتب (الفقي) بأن علاقات مصر بالسودان تمرّ ب(أسوأ فترة في علاقات البلدين). هل (الفقي) لا يعلم باحتلال مصر حلايب السودانية وطرد السودانيين من بلدهم ونهب ثروات السودان بقوة السلاح. ألم يسمع (الفقي) باحتلال مصر حلايب النفط والغاز والمعادن والاستيلاء على (شلاتين) وتحويلها إلى ميناء صيد. أم أن (الفقي) يطلق قنابل دخان للتغطية على دور مصر العسكري في شرق السودان اليوم . حيث إرهاصات حرب مصرية قادمة ضد السودان من داخل إريتريا. حيث أغلق السودان حدوده أمس السبت 6/يناير/2018م مع أريتريا. دور مصر العسكري اليوم في أريتريا إعادة لدورها العسكري في دارفور وتسليحها الحركات المتمردة بالمدرعات والمدافع وكلّ أنواع الأسلحة الفتاكة التي وقعت تحت قبضة القوات السودانية. (الفقي) بالهجوم الاستباقي على السودان يطلق القنابل الصوتية لإبعاد النظر عن التعزيزات العسكرية المصرية التي وصلت قاعدة (ساوا) في غرب أريتريا. كما نقلت (الجزيرة) في 2/يناير/2018م. حيث انعقد اجتماع ضمّ قيادات عسكرية وأمنية مصرية وقيادات من (دولة نفطية خليجية) إلى جانب متمردين سودانيين. مصر اليوم هي مصدر الخطر الكبير على استقرار المنطقة. مصر باستهتار تزعزع أمن الإقليم. مصر تعيد اليوم في السودان إنتاج الدور التخريبي الكبير الذي تقوم به في ليبيا . حيث دفعت الأوضاع في ليبيا إلى حقبة الفوضى الشاملة والحرب الأهلية. مثلما أصبحت مصر شريكاً أصيلاً في تدمير ليبيا دماراً شاملاً ، تسعى إلى تكرار ذلك الدور في السودان بصورة أكثر فتكاً، في عدوان عسكري متزامن من عدة جبهات. هي جبهة حلايب وشلاتين وجبهة دارفور وجبهة حدود السودان الأريترية في شرق السودان وجبهة حدود السودان مع دولة جنوب السودان . الأسلحة المصرية المتدفقة من مصر إلى دارفور تمّ القبض عليها .والأسلحة المصرية المتدفقة من جنوب السودان إلى السودان وقعت في يد السلطات السودانية. وذلك سيكون مصير التعزيزات العسكرية المصرية الضخمة التي وصلت إلى قاعدة (ساوا) العسكرية في غرب أريتريا. التعزيزات العسكرية المصرية في قاعدة (ساوا) تشمل أسلحة حديثة وآليات نقل عسكرية وسيارات دفع رباعي، وغيرها من الأسلحة والذخائر . تقع قاعدة (ساوا) العسكرية في إقليم (القاش –بركة) محاذية لحدود السودان الشرقية. الآن يتضح من قتل (الإخاء المصري – السوداني). ومن أعدّ العدَّة لحرب عدوانية تزلزل أركان المنطقة. لكن أحبار نظام الرئيس حسني مبارك ، وكهنة نظام مصر الحالي، من أمثال (الفقي) ، يفتقدون الشجاعة . حيث يكتبون لتضليل الرأي العام. حيث أن السلطات السياسية والأمنية والعسكرية في القاهرة تتحمّل المسئولية الكاملة عن جريمة احتلال حلايب وشلاتين . كما تتحمل المسئولية الكاملة عن الدمار الشامل الذي لحق بالعلاقات المصرية – السودانية. كما تتحمل السلطات المصرية المسئولية الكاملة عن وضع كامل المنطقة، على شفا حرب إقليمية شاملة لا تبقي ولا تذر. بقلم عبدالمحمود الكرنكي