فضت الشرطة السودانية احتجاجات شعبية عارمة خرجت في مناطق متعددة شمال العاصمة الخرطوم مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، واعتقلت متظاهرين كما خرجت بالتزامن مسيرات غاضبة في عدد من الولايات السودانية. ودعت قوى المعارضة السودانية بشقيها السياسي والمسلح مؤيديها للخروج الأربعاء فيما أطلق عليه (مسيرة الخلاص) للتنديد السلمي بالأوضاع الاقتصادية التي أفرزت موجة غلاء طاحن. ومنذ وقت مبكر طوقت قوى الأمن وسيارات مكافحة الشغب المكان المحدد لتجمع المحتجين في الخرطوم بحري. وأغلقت سيارات الشرطة والأمن المداخل لضاحية (الشعبية) وشوهد أشخاص ملثمون يجوبون المكان على متن سيارات مكشوفة، كما منع رجال بزي مدني أي تجمعات تفضي لتكوين مواكب جماهيرية كبيرة. ومع ذلك تمكن المتظاهرون من تنظيم أنفسهم وخرجوا في مجموعات من نقاط بين ميدان الشعبية وتقاطع المؤسسة الشهير مرددين شعارات رافضة للغلاء، لكن قوات شرطية تدخلت وفضت التجمع باستخدام الغاز المدمع. وفي الأثناء خرجت مجموعة ثانية من داخل حي (الشعبية) العريق، كما تجمع محتجون آخرون في حي شمبات وأغلقوا مسار رئيسي لكن الشرطة انقضت عليهم وفرقتهم بعنف. وأحصى ناشطون ما لا يقل عن 10 معتقلين بينهم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي آمال جبر الله. وفي غضون ذلك تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خروج احتجاجات متزامنة في مدن سنجة ومدني بولاية الجزيرة، علاوة على زالنجي في ولاية وسط دارفور.