مأمون حميدة: الصحة تنفق المليارات لعلاج سرطانات التمباك تختلف الموازين وربما تختل حينما يكون الحديث عن التبغ ، مناكفات ونقاشات ضارية وتصريحات متتالية ومتباينة من كل الجهات ذات الصلة، كانت ساحتها المنابر والمؤتمرات الاعلامية من أجل اصرار وزارة الصحة على اصحاب مصانع السجائر بضرورة ارفاق صور مصابي السرطان مع التحذير في علب السجائر قبل ان يتم تطبيقها ، ومن جديد تطل قضايا وزارة الصحة ولاية الخرطوم ولكن هذه المرة مع اتحاد تجار التمباك من اجل انفاذ ذات القانون موضوع الجدل السابق « قانون مكافحة التبغ لعام 2012م » وذلك حينما اصر وزير الصحة بولاية الخرطوم علي طباعة صور مرضى سرطان الفم علي اكياس التمباك ، في حين اكد الوزير عدم التصديق بأي محلات جديدة مؤكدا ان وزارة الصحة تنفق مليارات الجنيهات في علاج مرضى سرطانات الفم والاسنان الناتجة عن تعاطي التمباك ، في حين اكد اتحاد تجار التمباك انهم يدعمون وزارة الصحة وان لهم اسهامات كبيرة في دفع الاقتصاد وان ضرائب التمباك تمد خزينة ولاية الخرطوم ، وان ديوان الزكاة يأخذ زكاة الزروع علي التمباك اضف الي اسهام الاتحاد في بناء مركز لأبحاث سرطان التمباك بولاية شمال دارفور . نسب واحصائيات : تعد ولاية شمال دارفور الموطن الرئيس لزراعة التمباك وإنتاجه، ويتم انتاجه بالتحديد في مناطق طويلة وشنقلي طوباي بولاية شمال دارفور، فيما تتم زراعته بصورة أقل في مناطق مورني بغرب دارفور، وفي الجزء الشمالي من ولاية جنوب دارفور ، وتشغل زراعة التمباك حوالي « 2500 » فدان من جملة سبعة آلاف فدان صالحة للزراعة بولاية شمال دارفور ، حيث يحتاج الي تربة طينية هي التي تتوفر في الوديان ويعتبر التمباك من المحاصيل التي لا تتأثر بالآفات الزراعية، كما يعد المحصول الوحيد المقاوم للجفاف والتصحر بولايات دارفور. ويعتمد عليه سكان الولاية بشكل كلي في حياتهم، ويعتبرونه المحصول الرئيس للمنطقة، خاصة في ظل عدم وجود أي مشاريع تنموية تستوعب شباب وسكان الولاية وتدر عليهم دخلا معقولا. من ناحية الاستهلاك تحتل ولايات شرق السودان المراكز الأولى لأكبر نسب متعاطي ومستخدمي التمباك بين ولايات السودان، إذ تبلغ نسبة المتعاطين فيها «98 %»، وفقاً لإحصاءات مستقاة من دراسة لمركز أبحاث التمباك ومكافحة سرطان الفم بالخرطوم، وتأتي بعدها ولاية الخرطوم ب «88 %»، ثم الجزيرة «86 %»، والشمالية «70 %»، وولايات دارفور وكردفان «65%»، بينما لم تكن ولايات جنوب السودان «قبل الانفصال»، تستهلك سوى «40 %» من اجمالي التمباك السوداني ، وبحسب دراسة سابقة لاتحاد التمباك فان عدد محلات التجزئة لبيع التمباك بولاية الخرطوم يقدر بحوالي «1300 » دكان، يعمل فيها حوالي ستة آلاف عامل، بينما يصل عدد المخازن الكبيرة إلى« 300 » مخزن، يعمل بها أكثر من ثلاثة آلاف عامل في الشحن والتفريغ والتعبئة . ركيزة اساسية : الأمين العام لإتحاد تجار التمباك الرشيد مكي قال ان التمباك يمثل الركيزة الاساسية للاقتصاد في دارفور، وان هناك 7 مليون يعيشون على سلعة التمباك ، مشيرا إلى أن 60 % من ميزانية ولاية الخرطوم من التمباك، وحوالي 26% من إجمالي الموازنة من تجارة التمباك مشيرا إلى أن نسبة الضرائب على التمباك تبلغ 68% بزيادة بلغت «230 »في الضرائب فضلا عن أخذ الزكاة من التمباك في شكل زكاة عروض التجارة. وأشار الرشيد أن هناك ولايات كثيرة تعيش على التمباك مبينا أنه في ولايات دارفور وخصوصا الفاشر حيث يدعم اتحاد التمباك الصحة والجامعة وصندوق تشغيل الخريجين مبينا أن 7 مليون مواطن يعيشون على زراعة وتسويق وصناعة التمباك في ظل حرب إستمرت لمدة 14 عاما.وقال الرشيد «نحن كتجار ندافع عن تجارتنا لأنها هي حياتنا في دارفور ولن نتخلى عنها الا في حال تم توفير بدائل ومعدات جديدة وحياة جديدة. وأضاف إن الاممالمتحدة عملت على زراعة التمباك بديلا لزراعة البنقو بولاية جنوب دارفور وذلك لمكافحة المخدرات». اتحاد التمباك ودعم الصحة: وأقر الأمين العام لاتحاد تجار التمباك بان وزارة الصحة تعاني من أعباء السرطان مشيرا إلى انه كاتحاد ساهم في بناء مركز لأبحاث سرطان التمباك بولاية شمال دارفور مؤكدا أن كل الابحاث في لندن والسويد اثبتت ان التمباك السوداني خال من المواد المسرطنة مؤكدا التزامه بموجهات الدولة في الاشتراطات الصحية للمحلات والعمل وفق المواصفة السودانية للتمباك مقرا بالتكلفة العالية علي أكياس عبوة التمباك رافضا تحمل أي أعباء إضافية علي الاكياس كما رفض عدم التصديق بالمحلات الجديدة من قبل المحليات وقال إن تجارة التمباك شأنها شأن أي تجارة وأضاف نأمل أن نصل إلى إتفاق في مجال مكافحة التبغ. تنفيذ القانون : قطع وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة أن التمباك مادة مسرطنة بنسبة 100% حيث أن 10% من سرطان اللثة واللسان بسبب التبغ والتمباك وكشف عن وجود زيادة في السرطانات في السودان، مبينا أن مستشفى الذرة يستقبل» 300 « مريض في الشهر وحوالي 10 حالات جديدة في اليوم، موضحا ان الاموال التي تأتي من تجارة التمباك تدفع مقابلها وزارة الصحة مليارات لعلاج هؤلاء المرضى . واضاف نحن ندفع 10 آلاف دولار لتكلفة العلاج الإشعاعي للمريض الواحد، مضيفا إن مسئولية وزارة الصحة تكمن اولا في حماية صحة المواطنين من مخاطر التبغ ، مشيرا الى انه واجه العديد من المعارك بعد اجازة قانون مكافحة التبغ، مؤكدا العمل على انفاذ القانون بصورة سلمية، لافتا إلى أن الاجتماع مع غرفة تجار التمباك لمناقشة الاتفاق على مهلة لتنفيذ طباعة الصور ووضع التحذيرات على العبوة «الاكياس» واللافتات فضلا عن توفير الاشتراطات الصحية للمحلات القديمة اضافة لمنع بيع التمباك للقصر بجانب منع المحليات للتصديق للمحلات الجديدة للتمباك. وقال حميدة نحن مقتنعون أن تجارة التمباك اصبحت معاشا للتجار ولكن لابد من التدرج في المعالجات وتقليل المخاطر ، مؤكدا العمل على انشاء مراكز لأبحاث السرطان وتوعية المواطنين لتقليل الاضرار الناجمة عنه. زكاة التمباك : الامين العام لديوان الزكاة الدكتور محمد عبد الرازق مختار قال ان الديوان لا يأخذ اموالا من التمباك وان ما اورده اتحاد التمباك لا يتعدى كون انه تضخيم للامر وكشف مختار عن مطالبات لمزارعي وتجار التمباك للديوان باستلام اموال الزكاة وقال ان الديوان رفض تلك الطلبات وقال عبدالرازق سنحارب التمباك ولن ناخذ منه زكاة واستنكر الحديث المتداول عن تحايل الديوان بتحصيل اموال التمباك باعتبارها زروع . زيادة الضرائب : رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك الدكتور نصر الدين شلقامي اشار في حديثه في منبر الصحافة الدوري والذي انعقد بخصوص ضبط الاسواق الي ان الاتجاه لزيادة الضرائب من المفترض ان يتحاشي السلع الاساسية وتركز الدولة في زيادة الضرائب علي التبغ حتى تزيد من اسعاره وبالتالي يقل استهلاكه دون ان يكون لذلك تأثير مباشرا علي السلع الاساسية التي يحتاجها المواطن ، وفي جانب آخر يكون قد تمت محاربة انتشار التبغ وتقليل الآثار الناجمة عن تعاطية . الاول افريقيا والثاني عالميا: رئيس جمعية مكافحة سرطان الفم والاسنان دكتور معتز حسن كشف ان السودان يحتل المرتبة الاولى أفريقيا في الاصابة بمرض سرطان الفم، وان هناك زيادة مضطردة في الاصابة بسرطان الفم في البلاد من العام 2011 2016م ، مضيفا بان السودان سجل أعلى عدد إصابات بمرض سرطان الفم في افريقيا . وقال دكتور معتز ان التبغ يؤدي إلى وفاة 6 ملايين شخص سنويا حول العالم ، وان التدخين يعتبر مدخلا لتعاطي المخدرات في الفئات العمرية الصغيرة ، ذلك في حين يحتل السودان المركز الثاني عالميا في الإصابة بمرض سرطان الفم ، وذلك بحسب ما أعلنت الجمعية العالمية لبحوث طب الأسنان . ذلك في حين كشف اختصاصي طب الأسنان قائد ثاني مستشفى الطوارئ بالسلاح الطبي اللواء ركن طبيب عادل المبارك أن سرطان الفم يمثل 3% من مجموع السرطانات، وتشمل جميع الفئات العمرية ، لافتا إلى خطورة تعاطي التبغ والتمباك والشيشة، واشار الي ضرورة معالجة أمراض اللثة والفم في مرحلتها الأولى و على ضرورة الكشف الدوري كل ستة أشهر ومعاودة الطبيب وعلاج الأسنان المسكونة بالسوس وتحسين بيئة الفم.