«استحملت كتير أوى عشان أربى بناتى وتعبت وشقيت عشان أخليهم مش محتاجين حاجة، لدرجة إنى اشتغلت فى البيوت عشان ما أحرمهمش من حاجة».. بهذه الكلمات بدأت سيدة فى منتصف العقد الخامس من عمرها، أمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات الأسرية فى الجيزة، كلامها وهى تروى تفاصيل دعوى الطلاق التى أقامتها أمام المحكمة ضد زوجها الذى وصفته ب«الجاحد أبوقلب حجر». وقالت الزوجة فى دعواها: «الأب اللى يشوف ولاده نفسهم فى حاجة وهو قادر يجيبها ويدّعى إنه مش معاه، ويسيب مراته تشتغل وتخدم فى البيوت وهو يقدر يصونها ومايهينهاش، يبقى أكيد معندوش قلب». وأضافت أنها تزوجت قبل 15 سنة من زوجها العامل بإحدى الجهات الحكومية، وأنجبت فتاتين فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، أوهمها الزوج طوال هذه السنوات بأن راتبه محدود للغاية لا يتجاوز حاليا حتى تاريخ إقامة الدعوى 1000 جنيه، وأنه لا يستطيع البحث عن عمل آخر لتحسين دخله بسبب حالته الصحية. وأوضحت أنها عملت فى كثير من المهن لتوفير دخل إضافى يلبى حاجة طفلتيها، فوقفت بائعة فى المحال، ثم كوافيرة، إلى أن اضطرت للعمل فى تنظيف المنازل لتوفير احتياجات أسرتها. وتابعت: «صدمتى الكبرى كانت منذ شهرين، عندما نسى زوجى الحقيبة الصغيرة التى يحفظ داخلها بعض الأوراق المهمة دون أن يضعها كعادته فى الصندوق المغلق، ووسط شهادات ميلاد بناتى وقسيمة زواجى وعقد الشقة التى نسكن فيها، وجدت عددا من الخطابات البنكية تفيد بأن حسابه البنكى وصل ل211 ألف جنيه، وعندما واجهته قال لى نصا (ده شقا عمرى، وأنا شايله للزمن وعمرى ما مديت ولا همد إيدى عليه)، كان كل حزنى من قدرته على تحمل احتياج بناته لشىء وادعائه أنه لا يقدر توفيره، وكيف استطاع أن يرانى خادمة فى البيوت دون أن يفكر إلا فى تحويش فلوسه وإهانتى وحرمان بناته». وأنهت الزوجة دعواها بأنها لجأت لمحكمة الأسرة بعد رفض الزوج تطليقها، مؤكدة رغبتها فى عدم التصالح.
