(1) بعد المظاهرة وصل المنزل متعباً وجد خبزاً حاراً وأشعل المروحة وفتح الأنترنت بجنيه واحد وناضل على الأثير شتيمة تقدر بمليون جنيه وصاح في نشوة: وشرفي الماركسي (تسقط بس)!!! (2) قبل صناديق الاقتراع حزب الأمة والإتحادي الريمقراطي والجبهة الإسلامية وحزب البعث والناصريون والشيوعيون وحزب البهجة وقوى الهامش والحركة الشعبية قطاع الشمال كل هؤلاء سواسية كأسنان المشط وإتحاد المهنيين وحزب الوسط والحزب الإشتراكي الديمقراطي ولذلك تستمر سوق العبث والإدعاء والمزاعم لا أحد يرغب في الصندوق ويأتي صوت أبو آمنة حامد ساخراً كعادته: (قوموا بلا إنتخابات بلا لمة)!! (3) القوات المسلحة لحماية الأرض والحدود والأمن والمخابرات لحماية الجبهة الداخلية وتسلل الطابور الخامس والمخابرات الأجنبية والشرطة لحماية السلام الداخلي وإقتصاد الأساس لتوفير الخبز والنفط والمدارس لمحاربة الجهل والأخلاق السودانية لمحاربة سفه الواتساب والفيس بوك وما بعد ذلك فلنهتف حتى مطلع الفجر (والفورة مية) إتساقاً مع سعر الصرف. (4) إذا وفرت الحكومة لكل شاب فرصة تدريب ووظيفة ومزرعة ومصانع وريف مفتوح على الإنتاج والكفاية والعدل فسوف يترتب على ذلك إعتكاف أبوعيسى بمسجد المدنيين بودمدني.. وسيعود عمر الدقير لوظيفته مهندساً ببلدية أبوظبي ويبحث الخطيب عن قفة ملاح في درجة صنايعي في شكل مهندس ويبحث التجمع عن أبناء غير أبنائنا وبيوت غير بيوتنا.. وتطل النصيحة القاسية فليبحث الشباب الثائرين عن قياداتهم الحقيقية وعن برامجهم الحقيقية ومطالبهم العادلة وليتركوا الأحزاب تتقلب في أضغاث أحلامها.. فيا أعزائي ويا نبض عروقي هؤلاء خلقوا لزمان غير زمانهم فأرفعوا عنهم الأجهزة الطبية فهم في حاجة ماسة للموت الرحيم. (5) قطعوا عن فنزويلا النفط والخبز والكهرباء والشرعية وحاصروها بالحق وبالباطل وبالأمس قطعوا عنها الكهرباء فظلت كراكاس في ظلام دامس ولم تخرج مظاهرة يسارية واحدة تساند الرفاق هنا والسبب بسيط وهو أن أمريكا تدفع للناشطين أتاوات العمل القومي والتخابري ومعاداة القيم والتراث. (6) قرأت عشرة أعداد متتابعة للزميلة الميدان فلم أجد فيها اسم الجلالة مقروناً بسبحانه وتعالى ولا باسم الله الرحمن الرحيم ولا اسم المصطفى مقروناً بصلى الله عليه وسلم ولا آية ولا حديث ولا مأثورات ولا استشهاد.. أحسنت الظن فقد تكون التي أمامي البرافدا لسان الحزب الشيوعي الروسي!!! أو أن حظي العاثر أوقعني في التخطي عن كل هذا المجد المنسي في أضابير الدين أفيون الشعوب!!! (7) ظن حزب جبهة التحرير الجزائرية وكبار ضباط الجيش الجزائري والحكومة العميلة لفرنسا أن بوتفليقة الذي نكس في الخلق سوف يكبر بعد طفولته الثانية. (8) يمكن لأي أحد أن يغطي جبهة ويقول ما يريد وبأية لغة يرغب فيها فهل أصبحنا متاحين للتوتر والاستفزاز لهذه الدرجة .. في ظني الخاص أن شرطة السودان أكثر ذكاءاً من ذلك وأن بري الشريفة أشرف من ذلك.. وعليه فابحثوا عن شيطان الفتنة. (9) هذا زمان الصدقة الأنيقة التي تتساوى فيها الأرواح نصحنا أخونا الدكتور محمد الطاهر أيلا بتعيين وزير للجرد العام ووزير دغري فالح وصالح لإعلاء العام على الخاص ووزيراً لطرد القبح بالماء والخضرة والأشجار .. هذا هو السبيل للوجه الحسن والفعل الحسن والإحسان والإتقان. (10) مساحة الهند أكبر منا بقليل وبها مليار وثلثمائة مليون.. ونحن أربعين مليون سوداني.. تلك المساحة تكفي كل الشعب الهندي ويصدرون ونحن نعجز بذات المساحة عن كفاية 40 مليون مواطن .. يعني باختصار الهند تساوينا تعداد 40 مرة!!! وعليك عزيزي القارئ باكمال بقية الحكاية المخزية. (11) الكلمات البذيئة تتظاهر هذه الأيام لكثرة الاستهلاك .. السفهاء استهلكوا كل مفردات البذاءة والمتبقي أصبح بلا فعالية.. ترى ماذا يقول أصحاب الجهالة إذا أرادوا شتيمة بعضهم بعضاً.. لقد تسفلنا اقتصادياً حتى استوردنا قوتنا من كندا واستراليا فمن أين نستورد يا ترى جوالات الشتيمة؟ (12) أرسل لنا الشريف حسين الهندي عليه الرحمة وكنا يومها طلاباً بالثانويات نتظاهر في شعبان ضد جعفر نميري وصلنا رسول الرجل من لندن ونقل لنا الرسالة التالية (سيدي الشريف بقول ليكم شددوا القبضة فإن التظاهرات إذا تجاوزت العشرة أيام فلن تفيد إلا النظام..). وفعلاً استفاد منها النظام وظل باقياً ولم تحقق إنتفاضة يوليو 76 المباركة ثمارها.. فكانت المصالحة الوطنية وظل نميري 16 عاماً يجرب ويصانع ويبادر.. مظاهرات شبابنا جاوزت الثلاثة أشهر فإن لم تتحول إلى وعي وإرادة وبرنامج وتصالح وطني كبير يخرج البلاد من عثرتها فسوف تتحول إلى عمل روتيني بائس ويائس يمله صانعوه والمراقبون ويفضي بالبلاد إلى حالة من الإنكفاء لا انقضاء لها ولم يبقى في المدار من عتاد إلا قول الحاذق: أخلصتهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد (13) كنا وكانت بلادنا نركض على الدرج ثلاثة عتبات ثلاثة عتبات وكان البياض يتوارى خلف سواد الشعر حتى وصلنا زماناً أصبحنا نعتلى الدرج عتبة عتبة وصار سواد الشعر يتوارى خلف بياضه. (14) حضرنا ووجدناكم توقيع الخطيب سكرتير حزب المؤتمر السوداني .. آسف الحزب الشيوعي السوداني.. آسف مؤتمر المستغلين.. وتستمر قائمة الأسف الطويل. (15) متى يستيقظ التيار الوطني العريض من كبوته؟ فالتتار ليسوا وراء أسوار المدينة بل هم على حيطان المشاعر وحدفات العيون .. إلى متى يا أساطين الغفلة وطلاب صكوك الغفران من الأعداء التاريخيين إلى متى؟ وقد باخت هتافات أرى تحت الرماد وميض نار إلى متى؟ حسين خوجلي