دعونى أبدأ قصتى مع السيد جمال الوالى الذى وصفته سابقا لبعضهم أنه رجل خلوق ومتواضع وأنه تربطنى به صلة قرابة ورحم من قرية فداسى فجده المرحوم خوجلى ووالدة والدى أبناء عم.. وحين كنت في جامعة الخرطوم عام 1968 وأذهب لفداسى كان عمر جمال خمسة أعوام!! لكن هذا لا يمنع الخلاف حول قضية السودانى لأنها قضية عامة. واليوم أذيع سرا لا يعرفه جمال أننى حين أردت استرداد حقوقى المغتصبة من نظام الانقاذ عقب ثورة ديسمبر اتفقت مع المحامى الذى سلمته قضيتى أن يوجه القضية فقط نحو البشير ونظامه وليس ضد جمال لأنه مجرد واجهة وأداة اقتصادية للبشير ونظامه وليس الفاعل الأصلى ولم يكن بوسعه ليرفض تنفيذ التوجيه الذى حمله له مندوب الرئيس أن يحوز على (السودانى) حيث أن البشير ومن حوله كانوا يبيتون التأمر لابعادى مرة أخرى من السودانى مثلما فعلوا في السودانى الدولية عام 1994 فحركوا جهاز الأمن لاقصائى من جريدة السودانى وقد فعلها بطرقه المعهودة في الضغط والابتزاز.. وقبل أن يتحرك المحامى ويقدم القضية للحكومة عبر وزير العدل فجرت لجنة تفكيك الإنقاذ قضية السودانى والرأى العام والشروق وطيبة فكتبت عمودى الشهير ( الآن حصحص الحق) واعتبرت ذلك بداية لانصافى من الدولة. يبدو أن مقالى ذاك أغضب جمال الوالى فطلب من وكيله خالد شرف الذى كان في دولة الآمارات أن تصدر اسرتى بيانا لصالحه وحين طلب خالد من ابنى أسامة اصدار البيان رفض اسامة كما ذكر لى.. أسفت.لبيان خالد شرف الذى جاء مضطربا ومجافيا للحقيقة ومتناقضا كما كتبت..ويبدو أن جمال وضياء الدين استغلوا البيان أسوأ استغلال ملأوا به الاسافير وحركوا بعض الجهلاء من الصحفيين وأهل الغرض والمصلحة لحملة صحفية وإعلامية ارتدت عليهم لحسن الحظ.. وكان لابد أن أواجه بشخصى تلك الحملة وساعدنى فيها مشكورين (الصحفيون الأحرار) خاصة الذين كتبوا ضد بداية ثورة الشعب!! ان أكثر ما آلمنى هو الكذب وعدم الوفاء ممن وقفت بجانبهم وساهمت في مسيرتهم الصحفية والعمل التجارى خاصة حين قرأت حديثا لعلى إسماعيل العتبانى في جريدة الصيحة عدد الأربعاء 15 يناير الماضى قال فيه: (أنه في منتصف التسعينات قررنا كاسرة إعادة صدور الرأي العام كصحيفة يومية مستقلة وأنه تولى مسئولية إعادة تأسيسها وصرت رئيس مجلس ادراتها والمتولى شئونها.. وتحولت الصحيفة في هذه الفترة من 1996 الى 2010 من صحيفة الى شركة مساهمة عامة… الخ حديثه الذى استنكف أن يذكر دورى الأساسى المفصلى في إعادة صحيفة الرأي العام للوجود بعد غيابها القسرى منذ بواكير سبعينات القرن الماضى حين أوقفها النظام المايوى وجعلها أسبوعية بعكس صحيفتى الأيام والصحافة اليوميتين..ويعرف الجميع أننى الذى أعدت الرأي العام كأول صحيفة سودانية تصدر بالألوان الكاملة يوميا… لينتظرنى على العتبانى غدا لأكشف المستور عما حدث لاحقا لى مع الرأي العام وكيف اقصيت منها بتعسف وكذب بمعرفته وماذا قال لى وكيف صارت أحد صحف المؤتمر الوطنى وكيف وكيف.. ووالله ووالله ليس من باب الشماتة حول قصتى ومسيرتى بين الرأي العام والسودانى ولكن لابد للحقائق أن يعرفها الناس فقد انتهى عهد الدسدسة والكذب..