بالأمس انشغل الوسط السياسي و الاعلامى بمداخلة رئيس بعثة اليونيتامس،فى السودان امام مجلس الأمن الدولي عن الأوضاع الراهنة في السودان فى أعقاب أحداث الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ،كما صوب اهتمامه أيضا بمشروعى القرار من قبل لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي و الذى بخلاف موقف الخارجية الأمريكية التى تحدثت عن استيلاء Military Takeover و هذا فقد و صف المشرع الامريكى ما حدث في 25 أكتوبر صراحة (بانقلاب)COUP0 و هذا التوصيف فى واشنطن تشريعيا ينطوى على مدلولات سياسية و دبلوماسية كبيرة 00 اولا فولكر فشل فشلا ذريعا فى تجواله المكوكى شبه اليومى ما بين المكون العسكري و بصفة خاصة قائد الجيش بعد استيلاء الأخير على السلطة فى البلاد 00و مجمل القوى السياسية بما فيها المعارضة و المتناهية مع الانقلاب 000بل كل الوساطات الدولية خاصة الأمريكية ممثلة فى فيلتمان كل هذه المساعى الدولية اخفقت فى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء و وضع حد للازمة00و من هذا المنطلق ان مناشدة فولكر للمجتمع الدولي بفك تعليق المساعدات انطوى فقط و حصريا على الجانب الإنساني المتمثل في استئناف مشروع ثمرات الامر الذي ىوضح اهتمامه بالشرائح الضعيفة في المجتمع و التى تأثرت بتعليق المشروع فى اعقاب احداث الخامس والعشرين من اكتوبر. من جهة رحب فولكر باتفاق البرهان حمدوك و لا غرو فهناك ترحيب دولى و اقليمى بالاتفاق بيد انه دعم مشروط و مربوط بما يلى هذا الاتفاق من خطوات تلبى رغبة المجتمع الدولي فى توافق وطنى و استقرار امنى و فى العودة للمسار الديمقراطي وصولا انتخابات حرة و نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.. حتى الاتحاد الأفريقي لم يفك تعليق عضوية السودان 00اى الجميع لسان حاله يقول0000Let Us Wait and See,... مما يعني أن الترقب هو سيد الموقف 00 من جهة أخرى فى اعتقادى يجب ان لا ننتظر حلولا تاتينا من الخارج 00فهذا الأخير لا يدعم دولة لسواد عيونها و انما يروض مواقفه حسب مصالحه و حسبما يركز عليه من قيم إنسانية مثل الديمقراطية و حقوق الإنسان 00و حتى هذه الأخيرة هم ليسوا فيها مبدئيين بدليل تحالف بعض الدول التى تتمشدق بالديمقراطية و حقوق الإنسان مع دول فى العالم الثالث ليس لهذه القيم غرفة فى بيتها السياسي 000من جهة ثالثة يجب ان نكف الحديث عن ان المعارضة تستقوى بالخارج 000فكل الدول ذات سيادة و لا تتنظر إشارة من سياسى فى دولة ما ان يملى عليها تشكيل و رسم سياسيتها الخارجية كما قال بعض المحللين السياسيين تعليقا على مشروعى قانون الكنغرس الأمريكي الملزم منها و غير الملزم عن المسار الديمقراطي في السودان و ما يقف فى طريقه من اسماهم المشرع الامريكى بمعوقى التحول الديمقراطي في السودان 000 فامريكا دولة مؤسسات 00و ما اتخذه المشرعون فى الكنغرس الأمريكي من خطوات لم ياتى من فراغ او استجابة لضغوط او مناشدة من سياسيين كما يعتقد البعض و يعزف على وتيرة الاستقواء بالخارج 000هذه الخطوة تاتى اتساقا منطقيا و تشريعيا مع ما سبق و اصدره الكنغرس الأمريكي و بإجماع غرفتيه من قانون اسماه دعم التحول الديمقراطي و المحاسبية و الشفافية المالية لعام 2020 000لو سأل اى شخص مؤشر قوقل لوجد ان ما قررته لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي من مشروعى قرار بدعم الديمقراطية من جهة 00غير ملزم للرئاسة 00اى متروك لها الخيار00و آخر ملزم ينص على فرض عقوبات لاى شخص او كيان يتورط او يساعد فى تعويق المسار الديمقراطي في السودان 000هذه الخطوات موجودة في عدد من بنود قانون الكنغرس لعام 2020 آنف الذكر00و اشير هنا بصفة خاصة للبنود 9 و 11 و 12 الخاصة بضرورة عدم تعويق المسار الديمقراطي و احترام حقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني و ضرورة الالتزام بالوثيقة الدستورية و تسليم رئاسة مجلس السيادة للمكون المدنى وفق ما جاء في الوثيقة 00معاقبة اى جهة او شخص او كيان يعوق التحول الديمقراطي في السودان بفرض عقوبات من ضمنها حظر السفر إلى أمريكا و الحجز على الأموال فى اى دولة 00كما هو الحال بالنسبة لإيران التى تتعرض على عقوبات سيادية و عقوبات شخصية TARGETED SANCTIONS.. حتى البنوك الصينية لا تستطيع فك الحجز على الأموال الإيرانية خشية تعرضها لعقوبات امريكية000و قد استغلت و ما برحت واشنطن تشهر بهذا الكرت فى وجه المفاوض الإيراني فى مفاوضات ملف ايران النووى فى فيينا 000 لك رغم ذلك ان حل الأزمة السودانية يجب ان يكون حلا سودانيا سودانيا 000من جهة و من جهة اخرى يجب ان يستصحب هذا الحل مسار علاقاتنا مع المجتمع الدولي و الإقليمي 000سيما و ان البلاد000و لعل هذا من أعظم إنجازات الفترة الماضية 000ان تم فك طوق العزلة على السودان و تطبيع علاقاتنا مع المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف 00الامر الذى ساعد فى انسياب العون الاقتصادي و الانسانى و مهد الطريق اما اعفاء ديون السودان الخارجية فى اطار مبادرة الهيبيك000و ضرورة تفادى اى خطوة من شأنها ان تعيد عقارب الساعة الى الوراء000 صحيفة الانتباهة