منح اتحاد كرة القدم السوداني فرصة ذهبية لمرشحي رئاسة نادي الهلال لترتيب أوراقهم، والدخول للانتخابات بعد 3 أشهر بتنظيم عالٍ، ومبكرٍ جداً اشتعل سباق الرئاسة في النادي، ليشهد الجمعية العمومية الأعنف ربما على مر تأريخ النادي البعيد والقريب، وعوضاً عن اقتصار السباق في مرشحين اثنين، سيكون السباق رباعياً وربما يزيد عدد مرشحي الرئاسة في الفترة المقبلة، وأعلن أشرف سيد أحمد الكاردينال رئيس النادي السابق؛ عن رغبته في الظهور مجدداً على المشهد الهلالي عبر الترشح في الجمعية العمومية المقبلة، فيما حرص صلاح أحمد إدريس على تجديد عضويته، وهو ما فسره كثيرون بعودة مرتقبة ليخوض سباق الانتخابات، فيما سيكون صابر شريف الخندقاوي منافساً شرساً، بجانب رئيس النادي الحالي هشام السوباط، ليكون صراع رجال الأعمال على رئاسة النادي شرساً وعنيفاً، وربما يفضي لاحقاً بمعارضة عنيفة، على غرار ما ظل يحدث دائماً بمعارضة معلنة أو غير ذلك. المؤكد أن المرشحين الأربعة لا ينقصهم المال، كما أن التجارب الماضية ربما تكون قد صقلت بعضهم، بعد أن عاش النادي فترة ذهبية على صعيد فريق الكرة مع الأرباب، فيما شهد عهد الكاردينال طفرة في المنشآت، أفضت إلى الجوهرة الزرقاء التي باتت معلماً بارزاً بمدينة أم درمان، فيما عمل السوباط على إحداث توازن، بعد أن اختل الميزان في عهد الكاردينال والأرباب، بتراجع فريق الكرة مع الأول، وعدم الاهتمام بالمنشآت في عهد صلاح إدريس، بينما لم ييأس الخندقاوي في سعيه نحو الظفر بمقعد الذهب واللهب. الأرباب إيجابيات وسلبيات يعتقد كثيرون أن فترة صلاح إدريس التي أمضاها في نادي الهلال رئيساً للنادي، كانت الأزهى بعد جيل 1987، الذي حل ثانياً على مستوى قارة إفريقيا، وكرر الإنجاز في العام 1992، كدليل دامغ على تميز ذلك الجيل، وكان هلال 2007، على مقربة من تحقيق إنجاز مماثل؛ وربما التفوق إن وصل للنهائي، بعد أن وصل لنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، وفقد بطاقة الترشح لمصلحة النجم السالي التونسي بصعوبة بالغة وبفارق هدف وحيد، عصف بأحلام الأرباب وكافة الهلالاب، في تحقيق لقب خارجي، صلاح إدريس أظهر إمكانات مهولة في اكتشاف الموهوبين والمدربين المميزين، كما أن إدريس حقق رقماً قياسياً في التتويج بالألقاب المحلية، غير أن فترته خلت من أي إنجاز يذكر على صعيد المنشآت، ولم يتغير استاد الهلال كثيراً، لتكون حقبة الأرباب بلا إنجازات وتميز بفريق الكرة، وخالية من أي إضافة على صعيد المنشآت، كما أن الأرباب رفض الهدوء، وظل على خلاف دائم مع اتحاد الكرة، شداد ومن بعده معتصم جعفر، وبعيداً من صحة موقف إيهما، غير أنه اشتهر بقوة الشخصية وعدم تخوفه من المعارك التي كان بعضها ضارياً. الكاردينال يترك بصمة واضحة المؤكد أن الكاردينال لم يلبي طموحات جماهير الهلال على صعيد فريق كرة القدم، بعد تراجع مريع، غادر فيه كبار النجوم، على الرغم من أن الفريق توج بعدد من الألقاب، ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا في إنجاز مماثل لإنجاز الأرباب، غير أن مستوى فريق الكرة كان سيئاً للغاية، لم يرضي تطلعات وطموحات الجماهير، بيد أن ما فشل فيه صلاح إدريس نجح فيه الكاردينال، بعد أن قاد صورة على صعيد المنشآت أفضت إلى الجوهرة الزرقاء، بعد أن اجتهد أشرف بشدة في مهمته، ونجح في تأهيل الاستاد، فكان الافتتاح مبهراً في مجموعات دوري أبطال إفريقيا قبل 6 نسخ ماضية، الكاردينال حقق الكثير، فيما لم يتمكن من بناء فريق قوي، وهي واحدة من أكبر مآخذ جماهير الهلال عليه، بعد أنه شهد عهده وداعاً حزيناً لأكثر من لاعب موهوب، على غرار هيثم مصطفى، مهند الطاهر، وغيرهم من أبناء جيل ماض، كما غادر ديار الأزرق بكري المدينة والغربال بعد انتقالهما للمريخ ونجاحهما في صنع ربيع للنادي الأحمر. هدوء في عهد السوباط وعلى النقيض من فترتي الأرباب والكاردينال، شهد عهد هشام السوباط هدوءاً شديداً، وخلت من معارك كان قد قادها الثنائي الذي سبقه على الرئاسة، ما أتاح للسوباط العمل بتركيز، فاجتهد لتأهيل الجوهرة، فيما بدأ التطور يعرف طريقه لفريق الكرة، وإن كان تطوراً يمضي ببطء شديد، فعاد الغربال لدياره مجدداً، وسعى السوباط لحل مشكلة الإنفاق الفردي، فاستعان مؤخراً بالشاب محمد إبراهيم العليقي، ليخفف عنه أعباءً صعبة، وإنفاقاً غزيراً، التطور في عهد السوباط على صعيد فريق الكرة والمنشآت لم يكن كبيراً، غير أنه حافظ على بعض من ألق وبريق النادي، كما أنه تميز بالهدوء والعمل في صمت، والابتعاد عن الأضواء، وهو ما كان مغايراً لعهد الأرباب والكاردينال، إذ كانا دوماً تحت أضواء، مثيرين لجدل ما يزال متواصلاً. الخندقاوي يعاود الكرة لم ييأس صابر شريف الخندقاوي من الترشح مجدداً لرئاسة نادي الهلال بعد محاولات سابقة، لم يكتب له فيها النجاح، بعد أن كان واحداً ممن تم ترشيحهم ليفوز بمقعد الرئاسة، الخنداقوي لا يختلف عن الأرباب والكاردينال، وتسنده آلة إعلامية قوية نسبياً ، على غرار الثنائي، وربما ينجح في مسعاه في الانتخابات المقبلة، ليشهد نادي الهلال رئيساً جديداً ، بعد أن تناوب على حكمه عدد كبير من الرؤساء تبادلوا الجلوس على المقعد، محققين نجاحات نسبية، بيد أن جميعهم فشلوا في تحقيق التوافق والحصول على رصيد جماهيري مماثل للذي حققه رئيس النادي المنافس هو جمال الوالي، الذي حظي بإجماع غير مسبوق من جماهير المريخ وتناوب على فترة رئاسته 6 رؤساء قادوا الهلال. مقعد الذهب واللهب اصطدم كل الرؤساء الذين تعاقبوا على نادي الهلال بمعارضة قوية، بعضها كان على العلن، وكانت فترة الأرباب أقرب لصراع بينه والأمين البرير، كما وجد البرير معارضة عنيفة أيضاً، ولم يتغير الحال في عهد الكاردينال، بيد أن أصوات المعارضين خفّت نوعاً ما في عهد رئاسة هشام السوباط الذي لم يأت عبر صناديق الاقتراع، وإنما بالتعيين، غير أنه أمضى فترة طويلة بعد أن تم التجديد له باستمرار، بيد أن الثلاثة أشهر المقبلة ستكون هي الأخيرة ، قبل أن يبدأ السباق العنيف نحو كرسي الذهب اللهب. وزير الدفاع يرشح الأرباب ويكشف الأسباب اعتبر طارق أحمد آدم، نجم دفاع الهلال الأسبق أن صلاح إدريس يعد أفضل المترشحين لرئاسة نادي الهلال، ولن يتردد في التصويت له، مبيناً أنه قدم عملاً متميزاً للغاية، وساهم في صنع فريق 2007، الذي وصفه بالرائع، وكشف أنه أفضل فريق للهلال يشاهده، مؤكدًا أن وصول الهلال لنصف النهائي في ذلك التوقيت كان مخططاً له، مشيرًا إلى أن وصولهم لنهائي 1987 كان بالصدفة المحضة ولم يكن مخططاًِ له، ورأى طارق أن أكبر مشكلة تواجه رؤساء الأندية في الهلال تتمثل في المحيطين بهم، ووصفهم بالسرطان الذي يستشري في جسد الهلال. واعتبر طارق أن الخلل في المنظومة الإدارية في الأندية السودانية لا يمكن أن يتغير بسهولة ما لم يعترف الجميع بالأخطاء ، مؤكداً أن الأندية سبقتنا بسنوات طويلة على الرغم من أن السودانيين هم من ساهموا في الطفرة، ونبه إلى أن الكثير من الشارع الرياضي ما يزال يدور في حلقة إنجازات في سنوات طويلة ماضية، معتبراً أن التخطيط السليم غائب تماماً، واعتبره المخرج والحل لتطور الكرة في البلاد، وشدد على أهمية دعم الناشئين وإقامة مدارس ووضع خطط وبرامج واضحة في الاتحادات والأندية. محمد حمدان : لا خاسر في انتخابات الهلال وصف محمد حمدان ظهير الهلال في عهده الذهبي التنافس على رئاسة نادي الهلال بالظاهرة الجيدة، مبيناً أن تعني أن النادي يملك الكثير من المحبين، الذين يرغبون في تقديم خدماتهم للنادي ، مؤكداً أن لا خاسر في الانتخابات، ذلك أن الفاشز في السباق ينبغي أن يجد الدعم، ورأى حمدان أن رئاسة نادٍ مثل الهلال تعد شرفاً كبيراً كما أنها تكليف صعب ومهمة شاقة للغاية؛ تتطلب الكثير من الجهد والكثير جداً من الانفاق، وشدد على ضرورة وأهمية أن يفعل الرئيس القادم الاستثمار بالنادي حتى يبعده عن جيوب الأفراد، مؤكدًا أن الهلال صرح شامخ وكبير لا يمكن أن يكون رهناً لدعم من رئيس النادي، مشيراً إلى أن العالم كله اتجه للاستثمار ، حتى تسهل إدارة النادي، معتبراً أن إدارة النادي بالطريقة التقليدية لن تسهم في جديد، وسيظل النادي يدور في حلقة مفرغة، مشدداً على أهمية أن يتم تغيير الطريقة التقليدية، مطالباً بأن يكون لقدامى اللاعبين بالنادي دور مؤثر، مؤكداً أن الهلال دائماً غني بأبنائه. كسلا يحدد مواصفات رئيس نادي الهلال وطالب النجم الأسبق بالهلال؛ الدكتور محمد حسين كسلا، أن يتميز الرئيس القادم للهلال بالخبرة الطويلة في مجال العمل الإداري بالأندية، لا سيما بنادي الهلال، ورأى كسلا أن أهم مواصفات الرئيس المرتقب أن يكون من وسط هلالي وبيئة هلالية صحيحة، وأن يكون ملماً بتاريخ الهلال عبر الأزمان (منذ تأسيسه وحتى الوقت الحالي). وشدد كسلا أن يكون مواكباً لمتطلبات تطوير الأندية الحديثة والموضوعة من قبل الفيفا، بجانب الإلمام الكافى بمتطلبات الاحتراف . وأن يتمتع بعلاقات طيبة بالأسرة الرياضية عامة، والأسرة الرياضية الهلالية على وجه الخصوص، بحيث يجد الاحترام والتقدير اللازم. وطالب كسلا بأن يقدم الرئيس القادم لنادي الهلال برنامجه الانتخابي والذى يحدد فيه خططه لتطوير النادي، وما يمتلك من أسلحة لتنفيذ هذه الخطط؛ قصيرة وطويلة الأمد. حافظ محمد أحمد