سمعنا عن وعكة صحية تصيب الرئيس عمر البشير ، في حبسه ، المشؤوم ، الظالم والمغرض ، ندعو له بعاجل الشفاء ، ونريد بهذا المقال أن نسجل صوت إشادة بهذا الرئيس ، قبل أن يأتي يوم شكره وهو حي. ولأن عادة السودانيين وطبعهم ، يغدقون الثناء على ميتهم ،ويحرمون الحي حتى من كلمة ( شكرا) ، لكن في حالة الرئيس البشير ، يكون الأمر غير . وعلى الرغم من أن فورة اليسار وضجته وتخويفه الشيطاني ، للناس لئلا يقول خيرا لصالح خصومهم ، وعلى الرغم من أنني لم أتشرف يوما واحدا بالإنتساب لحزب الرجل ، إلا أن ذلك لا يقف امامي لقول كلمة حق تشيد بهذا الرجل وتمسح عن وجدانه ظلم ذوي القربى ، وظلم الصامتين الذين كانوا يصفقون له وهو في القمة ، ويتركونه فينزوا صامتين وكأن على رؤوسهم الطير ، ايام الأزمة ، والرجل يستحق ما سنقول عنه وأكثر ، وستثبت الايام ، وستثبت سوءات العملاء واليسار وجوقة العلمانيين ، والعلمانيين الجدد من قادة الاحزاب التقليدية، أن الرجل كان ايام دولته رمزا للعزة والكرامة والسؤدد ، وأنه ربما يكون آخر الحكماء المتقين واخر المرجعيات ، المأمون والأمين ، وأنه ربما يكون اخر رئيس وطني للسودان ، في شكله كدولة ، لما قبل الثورة البلشفية السودانية في 2019. فالرجل أدى دوره الديني والوطني ، بأفضل ما يكون وما يمكن ، ونشهد له بذلك ، ويكفيه شرفاً أنه وبفضل ربه قاد السودان في أحلك الظروف، وفي أعظم التشابكات السياسية والاقتصادية والأمنية ، لمدة ثلاثين سنة ، ورغم عجافة أخلاق العالم ، إلا أنه ضرب المثال بقيادته ، كقائد نزيه ، وابن بلد شجاع وقوي بفضله ربه ، وحكيم ، ولبق وذكي ، وزكي ، ومليح الوجه وعفيف اليد واللسان ، وكان يدير وطنه بقلبه ، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل توفير لقمة العيش، وتطوير الوطن والبلاد ، رغم الضغوط الخارجية ورغم الحقد الداخلي والخارجي ورغم عمل ( الحفر والسوس)، واعمال التفتيت السياسي والاقتصادي ، من اعداء الداخل ، ورغم انه ورث ملف حرب شعواء بدأها اليسار منذ ان أعلن نميري شرع الله ، يسار يمثل عدو حقيقي للدين وللوطن ويقعد صراط الله المستقيم لأي واحد من ابناء الوطن ، يأتي ليزود عن شرف الوطن ويعيد سيادته، وريادته في المنطقة ويضرب المثال. جزاك الله عنا ألف خير يا ريسنا ، الهيبة والهيئة ، والصرامة والتطلف والإباء ، والعزة والشمم ، فقد أعطيتنا في هذه الثلاثين (سنة)، أعطيت وما بخلت وما أبقيت ، أعطيتنا من صحتك ومن مثابرتك ومن صبرك ومن عملك ومن شجاعتك وعزتك ، قبسا أعاد لنا معاني العزة ومعاني الوطنية ومعنى الوطن. نحن نشهد لك يا ريس ، انك وبفضل ربك، كنت نعم القائد الذي ادار الوطن بكل شرف وبكل حب وبكل قلبه ، وقد شيّدت وبنيت وعمرّت وآوية ، ووهبت من زمنك وأعطيت ، وقد سموت بنا من حضيض الأمم الى سامي القمم ، بعد أن وجدت سودانا يقال عنه ، قلب أفريقيا المريض، ونشهد انك داويت وداريت ومما نصنع كسيت ،ومما نزرع غنيت ، ومن الإنكسار للغير حجيت ، ولا نزكيك على الله. نقول لك يا ريس ، إنك ستكون رئيسا خالدا في وجدان كل نزيه من الشعب السوداني، وستبقى رمزا للعز ، لا يتكرر ( إلا ان يشاء الله)، وستكون مثالاً ومثلاً ، وتكون فينا ، معاني الثور الأبيض ، والفارس المغوار ، وسيتندم الناس على أن أسلموك لرياح التغيير الآسنة ، الجائرة ، بهذا الغباء وهذه السذاجة ، لم يزودوا عنك كما زدت عنهم ولم يحموك كما حميتهم ، ولم ينصفوك كما أنصفتهم ، وستكون عندهم رمزا للخل الوفي ، والصديق الصدوق الوفي ، وسيكتب لك التاريخ إن فضل في فصل التاريخ سطر ، فسيكون الثناء عليك ، يملأ ذلك السطر الأخير ألقا وجمالا، وابتساما زاهيا رغم الأوجاع والعلل التي وجدها في عثرات الطريق ، لتغيل عثرات الوطن. جزاك الله عنا كل خير ، وتأكد بأن شعبا سيخلد لك تمثالا من نور ، ولهجاً من دعاء وسيظل يرفع لك الأكف تضرعاً لله أن يعطيك ويثيبك ويتقبل منك ما قمت به من أجله ومن أجل وطنه ودينه. والسلام. بقلم : الرفيع بشير الشفيع 21 يناير 2021 (مغترب منذ 1987، ما قبل الإنقاذ)