ما زال مقتل الزوجة أديبة فاروق يشكل لغزاً كبيراً للشارع السوداني وكشفت السلطات وقتها في 2017 أن أديبة اختفت عقب ذهابها لمخبز مجاور لسكنها ليعثر على جثتها في النيل وأخذت القصة زخماً في وسائل التواصل الاجتماعي وبعد مرور 7 أعوام من تحرير بلاغات جنائية في مواجهة المتهم زوج القتيلة وأقاربه ستعقد المحكمة خلال الأسبوع الجاري جلسة لسماع المتحري في القضية التي شغلت الرأي العام وذلك لإماطة اللثام عن القضية. فعل فاعل وفي تصريح خاص تحصلت عليه (اليوم التالي) أوضح ممثل الإاهام أستاذ البحتري منذ فترة دامت لعامين أو أكثر تم تحريك بلاغ المجني عليها أديبة فاروق ووصف المحامي قتلها بفعل فاعل معضداً حديثه بتقرير طبي حرره طبيب التشريح عقيل سوار الذهب. وأكد البحتري بموجب طلب تقدمت به هيئة الاتهام المكونة من الأستاذ البحتري محمد علي والأستاذ فضل المرجي لنيابة جرائم المعلوماتية أعيد القبض على المتهم الأساسي في البلاغ وهو الإمام عبد الباقي زوج المجني عليها ومعه أربعة من أفراد أسرته باكتمال إجراءات التحري توجيه النيابة لتحيل البلاغ لمحكمة الخرطوم للفصل فيه وحددت المحكمة جلسة للفصل فيه. وأكد الاتهام أن البلاغ منذ العام 2017م الا أن القضاء السوداني ونزاهته لم يجعل لأسرة المجني عليها حيزاً في الحيلولة للوصول الى الحكم العادل والمعروف (أن قاتل الروح لا يروح من الله) كما في الأثر وأن دم المجني عليها سيعرف من سفكه وحينئذ سيعلم الجمع أي مقلب ينقلبون وأشاد الاتهام بمباحث وشرطة ونيابة جرائم المعلوماتية فيما بذلوا من جهد في كشف القضية والجهد المبذول في إخراج هذا البلاغ من ظلمات القسط الى نور العدالة لتفصل فيها القضاء وتقول كلمتها رغم عن ماذا يكون الحكم مؤكداً أن وجدان الأسرة سيشفى من الغليل الكاتم غير المعروف في مصير ربة الأسرة بالنطق بالحكم في القضية التي يكتنفها الغموض في موتها واختتم حديثه أن الله وعد بالعدل والحق في حياة الإنسانية وكرمها ووعد بالظلمات لمن ساء ذلك في قوله تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).. صدق الله العظيم المائدة 32 تفاصيل القضية وتفيد تفاصيل القضية بتاريخ 11 يوليو 2017 ورد بلاغ للشرطة ابلغ الشاكي باختفاء المواطنة أديبة فاروق عقب خروجها من منزلها لشراء بعض الأغراض المنزلية حسب إفادة أسرتها بمحضر التحريات، وفور تلقي البلاغ ظلت الشرطة تبحث عن السيدة بعد أن قيدت بلاغاً تحت المادة 44 إجراءات أوَّلية وتم تعميم نشرة بأوصافها بجميع أقسام الشرطة بالخرطوم والولايات المجاورة . العثور على جثة بمرور يومين عثرت الشرطة على جثة امرأة طافية بالنيل الأبيض قبالة كوبري الحديد، تم إيصالها الى مشرحة بشائر، وهنالك تم استدعاء أسرتها للمشرحة للتعرف على الجثة نسبة لوجود تشابه بين الجثة والمفقودة من حيث العمر والسحنة، كما أنه لا يوجد بلاغ لسيدة في ذات العمر مختفية في تلك الفترة، وكانت الجثة قد بدت عليها علامات الانتفاخ وتشوه الوجه نسبة لمكوثها لثلاثة أيام في النيل. ولم يتعرف الزوج على زوجته وأيضاً لم يتعرف عليها شقيقها ولا حتى قريبتها داخل المشرحة، مما اضطر الشرطة للاستعانة بالمعمل الجنائي، وفي المعمل الجنائي تم أخذ عينة DN A الحمض النووي للجثة، وتمت مطابقة العينة مع الحمض النوويلابنها محمد الإمام، واستدعاء الزوج إلى المعامل الجنائية وأخْذ عينة حمض نووي منه لمطابقتها مع ابنه، حيث أشارت نتائج الفحص المعملي لمطابقة عينة الابن محمد مع الجثة، ولتكملة الفحص كان لا بد من مطابقة حمض الابن مع حمض الأب، فكان أن تطابقت عينات الحمض النووي بين الاثنين، وبما أنه علمياً يتم التطابق بين الابن ووالدته بنسبة (%50)، وبين الابن ووالده أيضاً بنسبة (%50) وكان أن تم التأكد وأصدرت الأدلة الجنائية تقريراً معملياً يؤكد أن الجثة التي عُثِر عليها هي الأم البيولوجية للابن محمد الإمام وبالتاليهي السيدة أديبة فاروق المفقودة. علامات مميزة بالجثة عقب التأكد أحضرت الشرطة زوجها للمرة الثانية إلى المشرحة وطلبت الشرطة من الزوج أن ينظر للجثة مرة أخرى، وذلك قبل أن تُخطره الشرطة بنتيجة الحمض النووي فنظر الزوج للجثة، وقال للشرطة إن لديها علامات مميزة على ظهر زوجته وببطنها بإمكانه التعرف عليها من تلك العلامات، وبواسطة طبيب المشرحة بروفيسور عقيل النور سوار الذهب تم إظهار العلامات التي بجسدها له فأقر بأنها زوجته وبعدها أكدت له الشرطة أنه جثمان زوجته وتم إخطاره بنتيجة فحص الحمض النووي الذي أجري، وقبل أن يتم تسليم الجثمان لذويه خضع للتشريح بواسطة د. عقيل والذي أعد تقريراً أن التقرير المبدئي للتشريح يشير إلى وجود ضربة بالرأس وآثار مقاومة باليدين كما توجد مادة سوداء بالمعدة، تم أخذ عينات من تلك المادة السوداء وأحيلت للمعامل الجنائية لفحصهاوتحليلها وتحديد نوع المادة وما إذا كانت مادة عادية أو مُسبِّبة للوفاة ليتم دفن المجني عليها بمقابر الكلاكلة لتلقي الشرطة القبض على أربعة متهمين بينهم زوجها وتعديل مادة الاتهام للقتل العمد. لجنة تحرٍ وفي أغسطس للعام 2020 مع الاحتجاجات المتواصلة لأسرة أديبة وأسرة الزوج بالنائب العام الذي تفاعل مع ملف البلاغ وأمربت شكيل لجنة من وكلاء نيابة لتسلم التحري في ملف البلاغ منذ اختفائها من منزلها بالخرطوم وحتى انتشال جثمانها من داخل مياه النيل وإفادات الجيران وذلك لإماطة اللثام عن ظروف وفاتها بعد أن صارت من القضايا التي شغلت الرأي العام. لجنة ثلاثية وفي عهد تولي تاج السر الحبر منصب النائب العام أمر بإعادة قراءة مَحضر التحري الخاص بقتيلة ضاحية الكلاكلة جنوبالخرطوم "أديبة"، والقبض على المُتّهمين وإعادة استجوابهم . وأمر الحبر بتشكيل لجنة ثلاثية رفيعة من مكتبه، تضم رؤساء نيابة مبارك محمود وسنين إبراهيم ووكيل نيابة وفاء، بغرض الإشراف على تنفيذ التّوجيهات وضمان نزاهة عملية التحري والتحقيق في البلاغ. اشتباكات وقد حدثت اشتباكات بين أسرة الزوجة المقتولة "أديبة" وأسرةزوجها "إمام" أصيب على إثرها مواطنون بإصابات متفاوتة وذلك على خلفية إطلاق سراح زوج القتيلة وبعض أبناء عمومته المتحفظ عليهم على ذمة القضية، وأثار إطلاق سراح المتهمين غضب أسرة أديبة، وحدثت مواجهات عنيفة ودامية وتدخلت الشرطة واحتوت الموقف وتمكنت من فض الاشتباك بين الأسرتين، لكن الاشتباكات تجددت وأصيب كثيرون مما اضطرالشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتنازعين من الأسرتين وتم تحطيم زجاج سيارة الشرطة وإصابة عدد من أفراد الدورية وتم اعتقال أكثر من (40) شخصاً جلهم من أسرة القتيلة. الخرطوم: فايزة أباهولو