أُعَلِّمُهُ الرِّمَايةَ كُلَّ يَومٍ فَلمَّا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القَوَافي فَلَمَّا قَالَ قَافِيةً هَجانِي ليس من الحكمة أنك كل ما عبرت نهراً حطمت الجسر الذي عبرت به فقد تحتاجه للعودة … ولكن مع صديقنا لم يترك لنفسه ولو جسراً واحداً للعودة إذا مالت الأمور … فصديقنا تنقصه فطنة السياسي ف (السياسة) كِياسة وفن الممكن … وإِنه ليس فيها عدو دائم ولا صديق دائم . وإن التصفيق والضحكات والإعجاب اللحظي لخطابات الرجل تنتهي بانتهاء العرض ولا يبقى منه إلا ما حفظته أجهزة التسجيل وشاشات العرض عندها لن يجدي النكران . والرجل يتحدث عن الإخلاص والوفاء وهو أَوَّل من خان من صنعه ولم يتوقف عن الإساءة لرمزية الجيش والدولة، بل اِمتد حديثه في عداء وأضح للكيزان ويتودد بذلك للقحاته فلمأ وصلوا لما ارادوه أَوِلَ من هاجموه كان هو وليته تعلم حتى من أخطائه بل رجع لذات البداية مجدداً وقد أصبح ليس له صليح من الكيزان و لا قحت وغداً سوف ينتهي ال (Haneymoon) مع الحركات المسلحة المتمردة والتي سالمت في جوبا طالما أن القوات التي يقودها منتشرة في كل مكان ! وإن علاقته بالقوات المسلحة السودانية (الجيش) مسألة وقت وتنتهي مهما طال الزمن أو قصر ، فلا يصح إلا الصحيح وإن التجربة أثبتت أن الرجل لا يصلح أن يكون سياسي أبداً بهذه الأخطاء المتكررة فهو يفتقر لابسط مقومات السياسي وإن وصف الكثيرين له بالذكاء الفطري ربما يصلح للميدان وليس لغيره ، وإن ما وجده الرجل من فرص لم يجدها إلا حمدوك ! في عز هياج الثورة المصنوعة التي كانت عبارة عن خيانة من بعض الكيزان مغلفة بثورة (شباب فلوتر) سيطروا عليهم عبر مصادر كيزانية وأمنية. فغداُ ستتبدل الأحوال فلا الفرص تبقى و لا الزمان يعود ولا جسور تتحمل عبور العائدون ، وعندها يجري على لسان الجميع ، على نفسها جنت بَراقِش .