لا حديث أبداً في الساحة السياسية غير موضوع (التسوية).. بين العسكريين والمدنيين؛ وعندما راج موضوع التسوية تبادر الى أذهان الكثيرين؛ وهم السواد الأعظم من الشعب أن التسوية بغرض احداث (هبوط ناعم) يعيد أحزاب قحت التي بادت بقرارات 25 أكتوبر 2021 الى الواجهة من جديد.. وبدأ البعض يحللون الأوضاع من باب قراءة الأحداث والمؤشرات وربطها مع بعضها. عودة أحزاب قحت البائدة؛ برافعة (التسوية).. يرى البعض أن سببها الرئيس هو الضغوط الخارجية (الكثيفة والعنيفة) التي مورست على البرهان ورهطه في الجانب العسكري.. وأن تلك الجهات الخارجية؛ وجدت العسكريين على أتم استعداد لتقبل الضغوط؛ فمارست معهم اللعبة بعنف.. وهذا في رأي البعض هو السبب المباشر الذي جعل البرهان يدخل الى (جخانين) هذه التسوية. بعض من المحللين وهؤلاء ليسوا كثر.. رأووا أن موضوع التسوية.. لا يعدو غير ان يكون مجرد (بالون اختبار) أرادت به أحزاب (قحت البائدة) قراءة المشهد السياسي.. والى أي مدى يمكن للسودانيين أن يتقبلوا فكرة عودتهم من جديد.. لكن اللافت اذا كان الأمر مجرد بالون اختبار لهذه الرؤية.. يكون الشعب السوداني قد رد رداً قوياً وواضحاً على مطلقي البالون.. بأنه لن يقبل بأي حال من الأحوال العودة الى ما قبل 25 أكتبور الماضي.. ويمكن فقط أن يقبل بتسوية سياسية تفتح أبوابها للجميع دون اقصاء أو عزل لجهة.. أما نسب المشاركة بين الأطراف تتركز في أنصبة المجلس التشريعي ومجلس السيادة؛ على ان يكون مجلس الوزراء قاصراً فقط على الكفاءات غير الحزبية. أغرب ما في موضع التسوية ؛ أنها لا زالت (منكورة) من الأطراف من هنا وهنا ؛ فقد نفى العسكريون وجود أي (تسوية ثنائية)؛ وقال البرهان في لقائه مع الضباط أمس إن الجيش يقف على ذات المسافة من جميع السياسيين.. وأكد من جديد التزامه بموقفهم المعلن بعدم المشاركة في الشأن السياسي.. وأن الأمر برمته متروك للمدنيين؛ فقط أن يتوافقوا على حكومة تحقق قدراً من الاجماع. و(نكرت) كذلك مجموعة أحزاب (قحت البائدة) موضوع التسوية.. ولم تعلنها من اي منصة من منصاتها؛ ما يدل على ان التسوية حتى الآن لا يرغب أي طرف في الاعلان عنها؛ ربما يكون سبب هروب الجميع من الاعلان عنها؛ لأنهم أحسوا أنها مرفوضة من أطراف عديدة في المجتمع والقوى السياسية.. واحساسهم المباشر بقوة هذا الرفض وتمدده على مساحة واسعة في المشهد السياسي.. وربما اذا كانت هناك تسوية حقيقة ماضية في الغرف المظلمة.. سيتم التراجع عنها باعتبار انها قوبلت بهذا الحجم من الرفض. لا أظن أن التسوية المشار اليها كما قال بعض المحللين انها مع كل أطراف العملية السياسية وليست ثنائية.. لأنها اذا كانت (شاملة) لماذا الخوف من اعلانها.. طالما هي لم تقص أحداً ولم تعزل آخر.. في تقديري ان الاعلان عن التسوية اذا كانت بهذا الشكل أفضل من التكتم عليها وحجبها بالتعتيم.. مهما كانت مؤشرات نجاحها.. من أراد أن يكسب ود السودانيين وأن يجعلهم يتفهمون أطروحاته؛ يجب أن يقدم لهم هذه الاطروحات في (الضو وليس الظلام). صحيفة الانتباهة مواضيع مهمة علاج الحمى في الطب النبوي مشكلة مص الإصبع التفاح الأخضر .. فوائد الضغط في العمل كيف نتناول الكزبرة؟ ميكب خدود البشرة الداكنة