على مدى نصف قرن من الزمان، تسجل "شركة الاسواق الحرة والمعارض" حضورا قويا وفاعلا في إبراز الصورة الحقيقية للسودان، ولا أقول تحسين صورة السودان، فالسودان صورته أصلا حسنة وجميلة، بشرا وأرضا تاريخا وفرصا لا محدودة، ولكن كم هو قبيح ما فعلته أفاعيل السياسة المحلية والدولية في التشويش على الرؤية والصورة. هذا الموسم الأربعون لمعرض الخرطوم الدولي، أو ما يسميه الإعلام "النسخة 40" شاهد على قدرة وفعالية السودان وتواصل التجربة التجارية الصناعية فيه عبر العقود. هذه الرقعة من الأرض بحجم دولة الفاتيكان كاملة، أو "الناشونال مول" الذي يمتد من الكونغرس إلى "مقام إبراهام لينكون" في العاصمة الأمريكية واشنطون دي سي، هي أرض بري للمعارض والتي تحتضن قاعاتها الفسيحة الضخمة هذا الحدث الدولي. التحية للدول المشاركة، وبعضها ممن أكد ووصلتي أسماؤهم، الجزائر، مصر، ألمانيا، إيطاليا، إندونيسيا، إثيوبيا، يوغندا، كينيا. هؤلاء الأصدقاء والأشقاء حقا، سترفرف راياتهم في طرق وممرات وصالات المعرض جنبا إلى جنب مع راية السودان العالية الخفاقة، وبحسبان مشاركة الدول عبر شركاتها فإن العدد أكبر. التحية للشركات الضخمة المشاركة من الدول التي نتمنى حضورها الرسمي في الموسم المقبل، وقبل ذلك كله، التحية للقطاع الخاص السوداني، الذي صبر على تحديات السودان في الأيام الحرجة الفائتة، وواصل في الإنتاج بالرغم من الكرونا والإضطرابات السياسية، وها هو الآن يتوج إنجازه بالمشاركة في معرض الخرطوم الدولي. بعض مشاركات الدول تصل إلى حضور على مستوى وزاري إذا يشرفنا من أرض الأحرار والأبرار الجزائر، السيد وزير التجارة والصناعة الجزائري. كلما حضرت معرض الخرطوم انسرب أمامي شريط من الذكريات يشمل الطفولة والمدرسة والجامعة والعمل والأبوة، ثم أطفالي الذين ينتظرون بفارغ الصبر موسم المعرض للتجول والتسوق والتنزه، تماما مثلي عندما كان يتربط عندي المعرض بالآيسكريم في الثمانينات، ثم ارتبط بالمشى على الأقدام من مدرسة الخرطوم القديمة الثانوية لنشاهد الجديد والمثير والجميل من الإختراعات ومن البشر بعد أن عبرنا على جسر "الفتوة" إلى أن مسنا الان الشيب وصرنا نناقش في ندوات المعرض قضايا الإقتصاد الدولي والأفريقي والمحلي. التحية للسيد مدير المعرض الدكتور اللواء الفاتح عوض، الرجل الذي لا يحب الحديث في السياسة، وإذا تحدث الناس أمامه عنها يجدونه يتحدث عن إنعكاسات ما يقولون على الإقتصاد. صحيفة الانتباهة مواضيع مهمة علاج الحمى في الطب النبوي مشكلة مص الإصبع التفاح الأخضر .. فوائد الضغط في العمل كيف نتناول الكزبرة؟ ميكب خدود البشرة الداكنة