: تم في أول سبتمبر افتتاح معرض الكتاب في دورته التاسعة.. وهو واحد من أبرز الأحداث الثقافية في السنوات الأخيرة.. وقد تعرض المعرض لبعض الانتقادات، وتمت مصادرة بعض الكتب فيه في دورات سابقة لأسباب تتعلق بالمعتقدات، أو لمخالفة للقوانين التي تنظم أمر تداول الكتب والمطبوعات. وغاية ما نتمناه في الظروف الحالية أن نرى معرض الخرطوم الدولي للكتاب نداً ورصيفاً ومكملاً لرسالة معارض الكتاب الكبرى في المنطقة خاصة تلك التي تحتضنها الشارقة التي انتزعت الريادة في ادارة العمل الثقافي بالمنطقة العربية، ومعارض الكتاب الأخرى في القاهرة والدوحة ومسقط وأبوظبي والجزائر والمغرب وغيرها، حيث تحولت هذه المعارض إلى ساحات للحوار الفكري، وإلى ملتقيات للمثقفين العرب يناقشون فيها قضايا الأمة، ويتحاورون حول قضايا الثقافة والابداع. وأول أمر نتمناه أن تتحول الكلمات التي تقال في هذه المناسبات إلى حقائق على أرض الواقع، فتبدأ عندنا حملة جادة لتسهيل أمر الطباعة بالداخل، ورفع الرسوم والقيود المفروضة على حركة وانسياب الكتب إلى داخل السودان وخارجه. وقد ضربنا المثل من قبل بالرسوم المفروضة على الكتب المشاركة في المعارض خارج السودان، وحينما تعود بعض هذه الكتب - إذا لم يتم بيعها - وتفرض عليها رسوم أخرى باعتبارها واردات. ومن اللافت للنظر أيضاً غياب أسماء عربية كبيرة عن المشاركات في الندوات والمحاضرات والقراءات الشعرية، وحضور هؤلاء إلى جانب كبار الكتاب والنقاد السودانيين يحول فعاليات المعرض إلى موسم ثقافي حقيقي. ونأمل أن ترتخي قبضة الرقابة قليلاً - خاصة واننا نعيش عصر الفضاء المفتوح على مختلف الثقافات والتيارات الفكرية - وفي هذا مواكبة لهذا العصر الذي اتسم بالانفتاح على الآخر ومحاولة التعرف على تقاليده وثقافته وفكره.