منذ بداية الحرب ألقى العديد من الكتاب والعلماء الغربيين – مثل اليكس دي وال وغيره – باللوم على الغرب والمجتمع الدولي لعدم تقديم أي دعم ذي معنى لتسهيل الانتقال السوداني المدني الديمقراطي. قبل الحرب وقبل انقلاب أكتوبر 2021 زعمت في هذه الصفحة أن الفترة 2019 إلى أكتوبر 2021، وفقًا للأرقام، شهدت أدنى معدل تدفق للمساعدات الخارجية إلى السودان في التاريخ الحديث وقد أكد هذا الزعم ما نشره كبار رجال الحكومة الانتقالية لاحقا علي استحياء فكل ما تم الاحتفال به كان تعهدات ووعود غير ملزمة. لم يقم المانحون بإغلاق حنفية المساعدات فقط، بل أجبروا الحكومة الانتقالية على تقديم تنازلات مؤلمة في مجال السياسة الاقتصادية والسياسة الخارجية، بما في ذلك التطبيع، وتعويض الأمريكيين عن جريمة لم يرتكبها الشعب السوداني المفقر، وإلغاء مؤلم للدعم السلعي والتعويم المتعجل لسعر الصرف قبل الأوان. قاد الإذلال الانبطاحي والصعوبات الاقتصادية الناتجة عن ذلك – وموجة الغلاء غير المسبوقة منذ عصر المهدية – إلى تآكل هيبة الحكومة الانتقالية شبه المدنية، مما أدى إلى تعزيز القوة النسبية لمعسكر الثورة المضادة الكامنة في الظلام في انتظار أن تضرب في اللحظة المناسبة. هذا السرد يترتب عليه بعض الاستنتاجات المهمة. أولا أن المجتمع الدولي لعب دورًا سلبيًا أضعف الثورة السودانية وان من قال ان المتغطي بالخارج عريان لم يكن مجرد أيديولوجي متكلس. وثانيا أن كل هذه الأصوات المدفوعة وغير المدفوعة التي كانت تحتفل بالعودة إلى حضن المجتمع الدولي كإنجاز فذ كانت إما جهولة للغاية أو كاذبة صراحة تخدع الشعب ببيع الأكاذيب والسلع الفاسدة. تم بيع بعض هذه الأكاذيب عبر شركات علاقات عامة ممولة من الخارج بهدف غسل أدمغة الشعب السوداني. وكان المانحون أكثر كرما في تمويل شركات العلاقات العامة التي منحوها بسخاء. النقطة هنا ليست الندم على الماضي ولا ممارسة نرجسية من جنس ما قلنا ليكم. المهم هو أننا يجب أن نتعلم من أخطائنا ونطور قدراتنا على التفريق بين الأكاذيب والدعاية والحقيقة بهدف منح الثقة والدعم للجهات التي تقول الحقيقة ومساءلة الكاذبين في محكمة الرأي العام وتجريدهم من الدعم السياسي في الجولات المقبلة. كما ان علينا ان نلعب ضاغط مع المجتمع الدولي في الجولات القادمة ونصر علي ان يقدم دعما حقيقيا للشعب وليس لكرزاياته وان يعفينا من محض المناظر والاستهبال والمؤتمرات والورش التي لا يعقبها شيء غير الكلام الساي وتلميع الكرزايات. أيضا من المهم مراجعة أداء كل المشاركين في إدارة الأربعة سنين السابقة علي مستوي الحكم أو علي مستوي الرأي العام والعمل المنظم بهدف ان نتعلم من الأخطاء والنجاحات وتنمية القدرة علي التمييز بين الغث والثمين وبين قوي السواقة بالخلا والوطنيين الحقيقيين. د. معتصم أقرع مواضيع مهمة علاج الحمى في الطب النبوي مشكلة مص الإصبع التفاح الأخضر .. فوائد الضغط في العمل كيف نتناول الكزبرة؟ ميكب خدود البشرة الداكنة