في أخبار اليوم ورد خبر إحالات روتينية لضباط بالقوات المسلحة السودانية وهي تقديرات الجيش ونحن نحترمها تمامًا ... ولكن دعونا نتحدث عن الأثر المعنوي المؤذي والضار جدًا لمشاعر المواطنين وكمية الزعل منذ سماع خبر الإحالات .. أفجع هذه الإحالات كانت إحالة سيادة البطل الهصور الفريق نصر الدين أسد المدرعات وتِلب الرجال .. سعادة اللواء نصرالدين هو من الفرسان المكحليين بالشطة وقفوا في وجه حميرتي في عزّ حكمه وأُحيل للمعاش الأجباري ولكن حينما دقّ البروجي ونفخ المتمرد حميرتي صدره ودقت المزيكا ودخلت الفئران الجحور وغاب البعض من ساحات الحروب لبس الجنرال العظيم نصرالدين لبس كاب وفنيلة وبنطلون كاكي وتوشح بالأخضر المطمئن وحرس مدرعاته كالأسد الجسور يزأر ويكشر عن أنيابه في كل تدفق موجة من موجات مليشيا الجنجويد على المدرعات .. وكأنه كتب على سور المدرعات أن هذه البقعة المدرعة المباركة لم ولن تحتلها مليشيا ولن تطأ أرضها رجل نجس من أنجاس عيال دقلو وقد كان ... الفريق نصر الدين كان عنوان لكتاب الفراسة والكياسة والرجالة وجسد عظمة الكاكي الأخضر تمامًا..أذكر فيما أذكر كنت أتابع مع مجموعة أبطال من الجيش والمجاهدين صباح ومساء عن حال سلاح المدرعات والحرب في أشدها ومضروب عليها حصار مُحكم وكانت هجمات المليشيا عليهم تتراكم والأرض ضاقت بما رحُبت والدموع شلالات تنزل في كل محادثة لخصوصية ( المدرعات ) عندي وهي بمثابة القلب إن وقفت ضرباته سوف تسقط الخرطوم .. وقتها تواصلت معه وساعتها القلوب واجفة وراجفة قلت له ( سيادتك إنتوا طيبين ) طمنئ أخوانا في المدرعات حالهم كيف ؟ وبيأكلوا من وين ؟ رد علي نحن طيبين يا بت الماجدي أبشري بالخير المدرعات محروسة بالرجال وبإذن الله ما بنخذلكم ... رددت سؤالى أها أكلكم إنتهى وإنتوا محاصرين بالشهور بتأكلوا من وين ؟ وأنا كعادتي عكليته حينما يتعلق الأمر بالجيش .. قال لي الفريق نصرالدين وضعنا ممتاز وقدرنا نوفر إعاشة وإمداد للقوات ولدينا مخزون جيد ... وفيما بعد عرفت من بعضهم أن سيادته أشترى مخزون المتاجر حول المدرعات وإتجاهات الكلاكلة اللفة ودفع ثمنها لأصحابها .. وإستطاع بحنكة جنرال الكلية الحربية سيادتو نصرالدين أن يحول المدرعات إلى محرقة للمليشيا تحت بند ( دخول المدرعات قراركم يا مليشيا لكن خروجكم من المدرعات فقراره عندي كقائد وكقوات مسلحة ) .. فكان كل موجة للمليشيا تُباد بالكامل في سور المدرعات حتي أصبحت كمين حقيقي ومحل إستنزاف للمليشيا وفعلاً ( كملتهم ) .. حتي بعد تحرير الخرطوم لم يكتفي الفريق نصرالدين بقيادة المعارك بل هو القائد الوحيد الذي وفر للمصابين من قواته مواتر بشهادات وتم تسليمهم أمام عامة المواطنين تقديرًا وعرفانًا لهم كأبطال هو بهم وهم به كأصحاب الخنادق والبيادق هؤلاء شركاء في السلا-ح والبليلة والكركدي والإنتصارات ... أنا أجد نفسي حزينة جداً لإحالة الفريق نصرالدين وقلت لنفسي ماذا سيُضير القيادة أن يكون الفريق في الخدمة كضابط عظيم وملهم وجنرال غيور ماذا يُضير القائد العام أن صبر على نصرالدين والحرب في الأصل لم تنتهي بعد ...لماذا تُريد قيادة الجيش لنصرالدين أن ينزل من الجبل باكراً.. ماهي التقديرات الجليلة التي تُدير وجه جنرال ورمز حقيقي لحرب الكرامة وتضعه خلف الستار .. أمثال الفريق نصرالدين تُنصب لهم التماثيل وتُضع صورهم سارية على رؤوس المقار العسكرية كرمز وقيادة مُهيبة.. وإن كنت أتذكر وأتخوف من ( تكرار حميرتي في كل خطاباته في الحرب لإسم الفريق نصرالدين ) هل هناك شئ وراء الإحالة ؟ أم نمشى على فكرة إحالات راتبة وهكذا ! على العموم إحالة الفريق نصرالدين صدر لنا إحساس سيئ جدًا أقرب لإحساس الأيام السوداء حينما كانت تسقط المدن في يد المليشيا ... ( إحالة نصرالدين تساوي سقوط مدينة...) مع كامل الأمنيات للفريق نصرالدين بخطوات الخير والدرب الأخضر وأعرف أن الشعب السوداني رضيان عليك وعافي منك .... وبس ...