هذه الأزمة السودانية تطرح أسهل سؤال جاءت به السياسة السودانية على الإطلاق. يعلم الجميع أن السودان ضحية لغزو أجنبي موثق في الصحافة العالمية وتقارير منظمات الكبري. ويشارك في هذا الغزو جنود وممولين من دول مختلفة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وغيرها. قل لي ماذا عليك أن تفعل إذا غزا الأجانب بلادك، وقتل شعبك، واغتص نساء بلدك واباد مساليتك، ودمر بنية بلدك التحتية؟ إذا كنت مصاب بهوس الجيش والإخوان، فلنفترض أنك على حق. لكن قل لي هل عيوب الجيش والإخوان كافية لتبرير حيادك أو سلبيتك تجاه الغزو الأجنبي؟ ألا تعتقد أن واجبك الوطني الأسمى حاليا هو مقاومة الغزو بأي وسيلة تختارها؟ ألا يمكنك تفعيل مقاومتك بعيدًا عن الجيش والإخوان، دون أي تواصل أو تعاون معهم؟ للاسف شرائح واسعة من البرجوازية السودانية عولت علي بندقية الجنجويد لإنتزاع السلطة السياسية والإقتصادية والثقافية من الكيزان، وهذا التعويل مكتوب ومسجل وموثق وليس مجرد إستنتاج. وهذه الشرائح البرجوازية تجد نفسها الآن إما متحالفة مع الغزاة علنا أو ضمنا أو هي محايدة تجاههم. وقد صارت فزاعة الكيزان أهم غطاء إيديلوجى للتدليس لانه أداة البرجوازية لتبرير خيانتها التاريخية وتخاذلها وتعاونها مع الغزاة بالفعل أو بالسكوت المتظاهر بالحياد. حتي صار لسان حال البرجوازية السودانية أن أي خيانة للوطن حلال ما دام يمكن تغطيتها بإستدعاء عيوب جيش أو كيزان. وفي غمرة هذا التدليس تنسي البرجوازية واجبها تجاه الوطن والمواطن المغيبين عن خطابها الذي لا يهتم إلا بمن ينافسه علي السلطة – أي الجيش والكيزان – ويذهب الوطن والمواطن إلي الجحيم وليأخذهما الغزاة والجنويد ويفعلوا بهما ما شاؤا . معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة