تورّطوا بالأمس في صياغة مشاريع سياسية صنعت الحرب بجهلهم وغبائنهم وأنانيتهم. واليوم، يتزيّنون ببراءةٍ مصطنعة ويدّعون لأنفسهم فضائل سياسية لا تمتّ لهم بصلة. يخفون أنيابهم تحت ريش حمائم السلام، ويخدعون الناس بترويج نظرية "من أطلق الرصاصة الأولى" لتعمية الوعي عن استعدادات وتحركات وانقضاض المليشيا على الخرطوم. يصفون أنفسهم بالديمقراطيين، وهم لا يؤمنون بالانتخابات لا في أحزابهم الورقية ولا في الفضاء العام. يندّدون بخطاب الكراهية، لكنهم يتسامحون مع أفعالها من نهبٍ وسلبٍ واغتصاب. ابتهجوا لمحاكمة كوشيب في لاهاي، لكنهم يرفضون مثول حليفهم حميدتي أمام العدالة بذريعة أن ذلك "سيعقّد الصراع". يستنكرون وصف المليشيا ب "أم كعوك"، لكنهم يصفون مخالفيهم في الرأي بالأفاعي، وخصومهم السياسيين بأسراب الجراد. هؤلاء ليسوا دعاة سلام ولا أنصار ديمقراطية، بل تجّار مواقف يتقنون التنكّر. يلبسون كل يوم وجهاً جديداً، لكن وجوههم الحقيقية لا تخطئها عين الشعب الفاحصة. ضياء الدين بلال إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة