{ ياسر عرمان بعد أن ترشح في الانتخابات الفائتة أو رُشح على الأرجح لرئاسة الجمهورية ومنافسة مرشح المؤتمر الوطني عمر البشير تحت شعار الأمل والتغيير الذي اقتبسه من شعارات حملة أوباما الانتخابية في واشنطن قبل أربع سنوات وأكثر، وبعد أن سحبته منظمته السياسية والعسكرية (الحركة الشعبية) من المنافسة وهو يتحدَّث في ندوة لصالح حملته الانتخابية في مشهد حكى قصة (ديك المسلمية) والقصة تقول في شكل مثل شعبي (ديك المسلمية يعوعي وبصلته في النار). وبعد انفصال الجنوب وعودة عرمان إثر ذلك للتمرد من جديد في (الجنوب الجديد).. وارتباط منظمته الإرهابية (وقطاع الشمال) بحركات دارفور المتمردة، ثم بعد اتفاقية التعاون المشترك بين قيادة حركته العليا في جوبا وحكومة الخرطوم بعد كل هذا وذاك وتلك راح عرمان يطلب دعم المنظمات الأمريكية (المخلوطة بالعناصر اليهودية) لإسقاط حكومة الخرطوم. إن شعاره الأمل والتغيير انتقل من الحالة الديمقراطية بعد أن مثل دور (ديك المسلمية).. إلى حالة مناصرة التآمر الغربي الصهيوني ضد السودان. أمريكا دولة مؤسسات ديمقراطية فهل تعي منظماتها المخلوطة بالأغراض الصهيونية الرحلة السياسية لياسر عرمان من العودة من التمرد مع جون قرنق والعودة إليه مع سلفا كير؟!. زيارة الرئيس قبل (النضج) لم تنضج الظروف السياسية على صعيد العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان رغم التوقيع الأخير على مصفوفة اتفاق التعاون بينهما لم تنضج لزيارة البشير إلى جوبا.. فهناك قوات قطاع الشمال قد احتفلت بهذا التوقيع على طريقتها الخاصة وهي أن جالت وصالت دباباتها في الكرمك في أجواء التوقيع. ليت السيِّد الرئيس يشترط لزيارة جوبا نضج الظروف السياسية المرتبطة بها والرابطة بينها وبين الخرطوم.. فزيارته قبل حسم ارتباط قطاع الشمال بقطاع الجنوب في الحركة الشعبية.. ستعني توفير نوع من الارتياح للقطاعين داخل الحركة من ناحية إصرار الحكومة السودانية على فك الارتباط بينهما. لكن ألا يجلب مثل هذا الحديث الذي نسوقه هنا السخرية حينما نوضع أمام سؤال يقول: لماذا تريد الحكومة السودانية (تمعيط ريش جناح) دون الآخر في طائرة الحركة الشعبية؟! هل تقبل الحركة بكسر جناحها لتغني مع صلاح بن البادية كلمات الشاعر محمد يوسف موسى؟!: أعيش في ظلمة.. وإنت صباحي.. إنت طبيبي.. أموت بجراحي.. بشعري رفعتك أسمى مكانة.. يا الجازيتني بكسر جناحي.. إنه لسان حال قطاع الشمال بعد فك الارتباط. تُرى هل سيتحقق؟! أم أن زيارة البشير إلى جوبا سترسل رسالة اطمئنان للحركة الشعبية تقول: (لا ضرورة لفك الارتباط)؟ أيها الحكومتين زيدونا علم وفهم. مسرحية الموظفين يقول أستاذ إسحق إن الدولة شرعت في قيام حزمة مشاريع لكن كلها تتعرض للتعطيل من قبل موظفين. كأنما هؤلاء الموظفين هم أسراب الجراد التي داهمت دبة الفقراء.. وبدورنا نسأل: من هم هؤلاء الموظفون بأسمائهم وصفاتهم ولماذا عطلوا مشاريع الوطن ولماذا نظرت إليهم الدولة على إنهم مثل (نعامة الملك) وكنا نحن الشعب ومعشر المواطنين الضحية؟!.