حين قال البرهان إن المواجهة لن تحسم بالهدن والتفاوض كان يحدد طبيعة اللحظة المفصلية التي يمر بها السودان : لحظة وجودية تتجاوز الأشخاص والوجوه والأسماء، فمن يشغل موقع قائد الجيش يحمل معه رمزية المؤسسة العسكرية نفسها، مهما اختلف الناس حوله أو اختلفت عليه المواقف والاراء . الهجوم على البرهان كفرد يغفل جوهر الصراع ما يجري في السودان ليس منافسة سياسية ولا سجالاً حزبياً، او انتخابيا ، بل محاولة لضرب الدولة في مركزها، وفي لحظات كهذه، يصبح استهداف القائد استهدافاً لرمزية الجيش، ومحاولة فصل الشخص عن موقعه ليست سوى خدمة غير مباشرة لقوى تسعى لإضعاف بنية الدولة نفسها وتفكيكها لزراعة مليشيا قوامها مرتزقة عابرة للحدود. نحن لا نقدس الأشخاص، ولا نمنح أحداً تفويضاً مطلقاً لكننا ندرك حقيقة ثابتة : أن حماية رمزية القيادة العسكرية جزء من حماية السودان نفسه فالمؤسسات تبقى والدول تبقى، أما الأفراد فزائلون . الآن، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج السودانيون إلى فهم أن المعركة الحقيقية هي معركة بقاء الدولة، لا معركة أشخاص ف سقوط رمزية الجيش يعني سقوط السقف الذي يظلل الجميع، مهما كانت الخلافات والانقسامات . وكفى. ✍️ بشير يعقوب إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة