القدس (رويترز) - حصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت على موافقة مجلس وزرائه يوم الاحد على مبادلة للسجناء مع حزب الله اللبناني يتم بمقتضاها استعادة جنديين اسرائيليين أسرهما مقاتلو حزب الله ويعتقد انهما ليسا على قيد الحياة. وأدى أسر الجنديين ايهود جولدفاسر وايلداد ريجيف في كمين نصب عند الحدود في يوليو تموز 2006 الى شن حرب على لبنان استمرت أكثر من شهر بعد أن استبعد أولمرت إجراء محادثات بشأن إعادتهما. لكن أولمرت تراجع بعد ذلك عن موقفه وتفاوض من أجل استعادة الجنديين من خلال وسيط ألماني عينته الأممالمتحدة. وذكرت مصادر من مجلس الوزراء ان أولمرت قال للوزراء قبل قرار المبادلة الذي حظي بموافقة 23 صوتا مقابل رفض ثلاثة أصوات ان اسرائيل تعتقد ان الجنديين لم ينجوا بحياتهما من عملية الاعتقال. وذكر بيان اسرائيلي رسمي ان اسرائيل قد تفرج عن خمسة مُسلحين لبنانيين في صفقة المبادلة وعن عدد من المعتقلين الفلسطينيين في مرحلة لاحقة. وستسلم اسرائيل أيضا عشرات من جثث المتسللين ورفات ثمانية من رجال حزب الله قتلوا في الحرب التي جرت عام 2006. ولم يحدد البيان موعدا للمبادلة ولم يصدر تعليق من حزب الله على الفور. وسمير القنطار على رأس قائمة السجناء اللبنانيين المقترح إطلاق سراحهم. ويقضي القنطار عقوبة السجن مدى الحياة لضلوعه في هجوم على مدينة نهاريا الساحلية في شمال اسرائيل عام 1979. وكان أولمرت قد وصف القنطار بأنه آخر "ورقة مساومة" من أجل إعادة الملاح الجوي الاسرائيلي المفقود رون أراد. وانقطعت أخبار أراد بعد ان هبط من طائرته بالمظلة خلال قصف جوي على لبنان في عام 1986 . وينفي حزب الله معرفة أي شيء عن مكان تواجده. واطلاق سراح القنطار قد ينظر اليه على أنه اعتراف اسرائيلي بفتور عملية البحث عن أي أثر للملاح. وذكر البيان ان اسرائيل وعدت أيضا كجزء من صفقة المبادلة بتقديم معلومات الى الاممالمتحدة عن أربعة دبلوماسيين ايرانيين فقدوا في بيروت أثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982. وقال أولمرت في تصريحات أذيعت قبل النقاش "هذا أمر يتسم بأسمى نسق أخلاقي." واضاف انه "تردد بشكل كبير" بشأن الاتفاق بعد أن استمع للأصوات التي تقول انه يجب أن تعيد اسرائيل فقط جثث لبنانيين اذا كان الجنديان الاسرائيليان لقيا حتفهما. وفي بيروت ذكر مصدر سياسي لبناني ان الاتفاق قد يتم "خلال بضعة أيام". وأعرب مسؤولون اسرائيليون عن اعتقادهم بأن أحد الجنديين ليس أحدهما على قيد الحياه أو كلاهما بعد العثور على بقع دماء وأضرار ناجمة عن انفجار في موقع الهجوم الذي شنه حزب الله ونقل خلاله جولدفاسر وريجيف الى لبنان. وقتل ثمانية جنود آخرين في ذلك الهجوم. ولم يقدم حزب الله تفاصيل عن وضع الأسيرين. واستشهد وزير النقل شاؤول موفاز بمبدأ يدعو الى ضرورة استعادة الجنود من ساحة المعركة سواء كانوا أحياء أو قتلى قائلا "اذا لم تبحث اسرائيل عن أبنائها فلن يبحث أبناؤها عنها." وعلى التوازي مع المحادثات مع حزب الله تحاول حكومة أولمرت عبر مصر استعادة جندي أسرته حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة. وأسفرت الحرب على لبنان التي انتهت بموجب هدنة في 14 أغسطس اب 2006 عن مقتل أكثر من 1200 لبناني و157 اسرائيليا.