بدأت المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل ، بنقل رفات 190 مقاتلا لبنانيا وعربيا من إسرائيل إلى جنوب لبنان ، حيث دخلت اولى الشاحنات التابعة للصليب الأحمر الدولي والمحملة برفات المقاتلين العرب الى رأس الناقورة تمهيدا لتسليمهم لحزب الله . وسبق ذلك بوقت قليل تنفيذ المرحلة الأولى التي تضمنت تسليم الحزب عبر الصليب الأحمر الدولي إسرائيل رفات الجنديين الإسرائيليين الأسيرين ، فيما نقلت السلطات الإسرائيلية أسرى حزب الله اللبناني الخمسة فجر اليوم الأربعاء إلى معبر الناقورة الحدودي ، تمهيداً لإتمام صفقة التبادل الذي توصل اليها الجانبان مؤخرا بوساطة دولية . وأظهرت لقطات حية مباشرة تسلم الاحتلال صندوقين خشبيين يضمان رفات الإسرائيليين الذين اسرهما حزب الله قبل عامين في حرب يوليو /تموز 2006 . وبثت قناة "الجزيرة" الإخبارية تقريرا صحفيا مصورا يظهر قيام جنود الاحتلال بنقل أسرى حزب الله إلى معبر الناقورة الحدودي بين لبنان وإسرائيل ، ونقلت الصور مشاهد الأسرى اللبنانيين الخمسة وبينهم عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار وهم يتمون إجراءات العفو. ويتم اطلاق سراح الأسرى اللبنانيين مقابل جنديين إسرائيليين يعتقلهما حزب الله منذ شهر يوليو/ تموز عام 2006 ، كان لا يعرف وضعهما ، ولكن تبين بعد ذلك وفاتهم. عفو بيريز وأعلن لبنان اليوم عطلة رسمية بمناسبة اطلاق سراح هؤلاء الأسرى الذين يأتي على رأسهم سمير القنطار وهو الأسير اللبناني والعربي الأقدم في السجون الإسرئيلية الذي أسر في عملية في نهاريا شمالي إسرائيل عام 1979 وأصدر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مساء الثلاثاء عفوا رسميا عن القنطار لبدء عملية مقايضة للسجناء مع حزب الله اللبناني. وقال بيريز: إنه استخدم سلطاته بموجب القانون للعفو عن سمير القنطار الذي سعى حزب الله للإفراج عنه مقابل الإفراج عن جنديين إسرائيليين محتجزين منذ حرب يوليو / تموز 2006 . وأضاف بيريز في بيان انه "اتخذ هذا القرار الصعب" على الرغم مما وصفه "بالألم الذي لا يطاق". وأصر على أن "هذا القرار لا يشكل بأي حال صفحا" عن القنطار الذي كان يقضي حكما بالسجن المؤبد بسبب هجوم قتل خلاله طفلان وثلاثة إسرائيلين آخرين في عام 1979 . عملية الرضوان وأطلق الحزب على عملية التبادل اسم عملية الرضوان نسبة إلى الاسم المستعار للقيادي في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق مؤخرا. وسوف تشمل الصفقة بالإضافة إلى الأسرى الأحياء تسع جثث لمقاتلين من حزب الله سقطوا في حرب يوليو/ تموز 2006، وكذلك جثث 190 لبنانيا وفلسطينيا سقطوا في عمليات ضد القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية او انطلاقا منها. وسوف تنقل الجثامين بناقلات خاصة جهزها حزب الله وتسير على طول الخط الساحلي من الناقورة باتجاه بيروت حيث ستكون هنالك محطات تكريمية عدة في مدن رئيسية منها مدينة صيدا عاصمة الجنوب. اما الأسرى، وبينهم سمير القنطار، فسوف ينقلون من نقطة الناقورة بطوافة تابعة للجيش إلى مطار بيروت حيث سيكون لهم استقبال رسمي بمشاركة رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ووزراء ونواب وقياديين في حزب الله. من المتوقع أيضا أن يقيم حزب الله احتفالا بملعب رياضي بالأسرى يلقي فيه الأمين العام للحزب حسن نصر الله خطابا. احتفالات وزين مناصرو حزب الله باقواس النصر ولافتات الترحيب الطرق في جنوب لبنان والتي تؤدي إلى قرى تتهيأ لاستقبال السجناء المطلق سراحهم، او لاحتضان رفات من قضى منهم في مواجهة القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان لأعوام طويلة. وامتلأت بلدة عيتا الشعب بلافتات الترحيب والاعلام الحزبية واللبنانية. وتبعد عيتا الشعب امتارا قليلة عن الحدود مع إسرائيل. ويسميها الأهالي "عاصمة الوعد الصادق" وهو اسم عملية أسر الجنديين الإسرائيليين في يوليو/ تموز 2006. وفي بلدة الناقورة الحدودية، التي سيصل اليها رفات نحو 200 جثة من لبنانيين وعرب قتلوا منذ عام 1978 فقد رفعت يافطتان ضخمتان كتبت عليهما عبارتا "نحن قوم لا ننسى اسرانا في السجون" و "تحرير الأسرى والجثامين انجاز الله على ايدينا". جثمان دلال المغربي وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد ذكرت الليلة أن جثمان الشهيدة دلال المغربي لن يكون ضمن صفقة التبادل مع حزب الله المقررة أن تجري اليوم. ونقل مراسل "الجزيرة " عن صحيفة "يديعوت احرنوت " العبرية أن رفات الشهيدة دلال المغربي لن يكون ضمن الصفقة ، وذلك لعدم العثور على جثة الشهيدة المدفونة في إسرائيل منذ سنوات . قوة المقاومة من جانبهم اعتبر محللون إن عملية تبادل الأسرى المقرر تنفيذها اليوم بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي تؤكد قوة المقاومة وقدرتها وصوابية العمل العسكري بوجه الاحتلال. وقال المحللون: إن تبادل الأسرى المتوقع سيكسب حزب الله مزيدا من القوة عبر التأكيد على صواب منطق المقاومة ومبدأ استخدام السلاح في مواجهة إسرائيل. وقال تقرير صحفي: انه بعد عامين على عملية "الوعد الصادق" التي نفذها في 12يوليو/ تموز على الحدود مع فلسطينالمحتلة لاسر جنديين إسرائيليين وما تلاها من هجوم إسرائيلي واسع النطاق على لبنان استمر 33 يوما، تمكن حزب الله من اطلاق جميع الأسرى اللبنانيين مقابل هذين الجنديين او جثتيهما. وقالت الباحثة أمل سعد غريب الخبيرة في شئون حزب الله: إن إسرائيل بقبولها هذا التبادل أوجدت سابقة خطرة حيث أقرت بأن القوة و"العنف" هما وسيلتان صالحتان وإن عمليات الخطف هي طريقة فعالة لتحقيق المطالب. وأشارت غريب إلى أن "رسالة حزب الله هي انه لا يمكن تحقيق أي إنجاز من دون الكفاح المسلح، والإسرائيليون أكدوا أنه محق". ويؤكد الخبراء إن طي ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية لا يعني مطلقا أن حزب الله سيلقي سلاحه بل على العكس سيزيده تمسكا به.ويقول تيمور جوكسل المتحدث السابق باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل): إن حزب الله سيلعب أوراقا أخرى يمتلكها للبقاء فاعلا كمزارع شبعا أو الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.