طهران (رويترز) - ذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء أن فريقا من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة فتش يوم الاحد موقعا نوويا في ايران أجج مخاوف الغرب من وجود برنامج سري ايراني لصنع قنابل ذرية وهو اتهام ترفضه ايران. وكانت ايران زادت المخاوف العالمية بشأن خططها النووية عندما كشفت في سبتمبر ايلول عن وجود الموقع بوسط البلاد بعد ان اخترقت اجهزة مخابرات غربية ستار السرية الذي يحيط به منذ ثلاثة اعوام. وقالت الوكالة دون أن تذكر مصدر النبأ "المفتشون... زاروا المنشأة في وسط ايران. ومن المتوقع أن يزوروا الموقع ثانية." ولم يصدر تأكيد فوري من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان مفتشو الوكالة قد وصلوا الى ايران في وقت مبكر يوم الاحد لفحص الموقع وهو محطة تحت الانشاء على بعد 160 كيلومترا جنوبي طهران. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب وقودا لمفاعلات الطاقة النووية كما يمكن تنقيته لدرجة أعلى واستخدامه في صنع قنابل. ووافقت ايران التي تقول انها لا تريد الا توليد الكهرباء على فتح منشأة تخصيب اليورانيوم الجديدة أمام المفتشين خلال محادثات مع ست دول كبرى وهي الولاياتالمتحدة والمانيا وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا جرت في جنيف في أول أكتوبر تشرين الاول. ولكن تفاهما ثانيا جرى التوصل اليه في جنيف تعثر يوم الجمعة عندما ألقت ايران بشكوك حول خطة لارسال معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب الى الخارج لمعالجته من أجل توفير الوقود اللازم لمفاعل في طهران ينتج نظائر مشعة للاغراض الطبية. وتعتبر القوى العالمية الخطوتين اختبارا لمدى صدق ايران في قولها انها لا تعتزم استخدام اليورانيوم المخصب الا في الاغراض المدنية وأساسا لمحادثات تالية بشأن الحد من عملية التخصيب نفسها مقابل حوافز تجارية وتكنولوجية. وانتقد نواب ايرانيون بارزون مشروع الاتفاق الذي صاغته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بشأن الوقود النووي في تصريحات كررها دبلوماسي ايراني يوم الاحد. وقال الدبلوماسي أبو الفضل زورهواند وهو سفير سابق لدى ايطاليا ان الخطة تعد تعليقا فعليا لانشطة التخصيب الايرانية وهو أمر رفضته ايران مرارا. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن زورهواند قوله "اذا أردنا تخصيب هذه الكمية ثانية فسيستغرق الامر 18 شهرا على الاقل. وخلال هذه الشهور الثمانية عشر سيكون أمامهم الوقت اللازم للضغط على ايران ثانية ودفعنا في الاتجاه الذي يريدونه. "هذه المؤشرات من الغرب تسبب انعدام ثقة." وأوضح عضو في لجنة العلاقات الخارجية والامن القومي في البرلمان معارضته لمشروع الاتفاق. ونقلت وكالة انباء الطلبة الايرانية عن النائب محمد كرميراد قوله "انا ضد قبول الصفقة... انها ليس في مصلحة ايران." وتقول ايران ان محطة الطرد المركزي التي تقام في مجمع عسكري داخل جبل قرب مدينة قم ستخصب اليورانيوم للاغراض المدنية فحسب. ويقول دبلوماسيون ومحللون غربيون ان طاقة الموقع صغيرة على ما يبدو بحيث لا تكفي لتزويد محطة للطاقة النووية بالوقود ولكنها كافية لانتاج مواد انشطارية لصنع رأس أو رأسين حربيين نوويين سنويا. وامتنع فريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من أربعة مفتشين من قسم الضمانات النووية في الوكالة بقيادة هيرمان ناكايرتس الذي يشرف على منطقة الشرق الاوسط بما في ذلك ايران عن الادلاء بتصريحات للصحفيين في مطار فيينا قبل الصعود الى طائرتهم. ومن المرجح أن يمكثوا في ايران عدة ايام. ويعتزم المفتشون مقارنة التصميمات الهندسية التي تقدمها ايران للموقع بالواقع الفعلي للمنشأة واجراء مقابلات مع العاملين وأخذ عينات من البيئة للتحقق من أن الموقع ليس له أي بعد عسكري غير مشروع. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية عن نائب بارز قوله ان ايران تبعث من خلال عمليات التفتيش التي تجريها الاممالمتحدة برسالة "لبناء الثقة والتفاعل الجيد والشفافية" وأنه سيكون "من الجيد أن يستقبل الغربيون هذه الرسالة بشكل صحيح." واضاف النائب حسن سبحانيان "يستطيع المفتشون أن يروا بأنفسهم ... المنشات الجديدة وأن يدركوا الطبيعة السلمية للانشطة النووية الايرانية مثلما حدث من قبل دائما."